وصف وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ما تمر به السوق النفطية الدولية حالياً من زيادة في المعروض وانخفاض في الاسعار إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل، ب "المشكلة الطارئة" . وأرجع النعيمي في حديث لوكالة الأنباء السعودية (واس) السبب الى عدة عوامل منها تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بشكل كبير وزيادة الإمدادات البترولية من مناطق عدة، وخاصة من المناطق ذات التكلفة العالية من خارج دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في وقت يتباطأ نمو الطلب العالمي على البترول بشكل أكبر مما كان متوقعاً. وحول إمكانية قيام الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدر للنفط (أوبك) والمملكة بشكل خاص بعمل يعيد التوازن الى السوق النفطية، قال النعيمي إن "حصة (أوبك) وكذلك السعودية في السوق العالمية، لم تتغير منذ سنوات عدة وهي في حدود 30 مليون برميل يومياً للأوبك منها حوالي 6ر9 مليون برميل يومياً إنتاج المملكة، بينما يزداد إنتاج الآخرين من خارج أوبك باستمرار". واعتبر في حديثه اليوم انه "في وضع مثل هذا، فإنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل، قيام المملكة أو (أوبك) بأي إجراء قد ينجم عنه تخفيض حصتها في السوق وزيادة حصص الآخرين في وقت يصعب فيه السيطرة على الأسعار فنخسر السوق ونخسر الأسعار معاً". وأشار إلى أن دول (أوبك) سعت خلال الشهر الماضي كما حدث في مرات سابقة من أجل تعاون دول منتجة أخرى خارج المنظمة "ولكن هذه المساعي لم تكلل بالنجاح". وبشأن تأثر المملكة بالانخفاض الحالي للأسعار، اكد النعيمي ان المملكة تملك "اقتصاد متين وسمعة عالمية ممتازة وصناعة بترولية متطورة وعملاء يصل عددهم الى نحو 80 شركة في غالبية دول العالم واحتياطيات مالية ضخمة". ولفت الى ما قامت به المملكة من "مشاريع ضخمة في البنية التحتية وتطوير الصناعات البترولية والتعدينية والبتروكيميائية وغيرها بشكل متين خلال السنوات العشر الماضية، ما يجعل الاقتصاد والصناعة السعودية قادرة على تحمل تذبذبات مؤقته في دخل المملكة من البترول، خصوصاً أن تذبذب الأسعار في أسواق السلع ومن ضمنها البترول هو أمر طبيعي". وأعرب وزير البترول السعودي عن تفاؤله بمستقبل السوق النفطية، قائلاً ان "ما نواجهه الآن ويواجهه العالم يعتبر حالة مؤقتة وعابرة .. فالاقتصاد العالمي وبخاصة اقتصادات الدول الناشئة سيعاود النمو باضطراد ومن ثم يعود الطلب على البترول في النمو هو الآخر". وأشار إلى أن "هناك معلومات وتحليلات غير صحيحة يتم تداولها بين الحين والآخر مثل ربط القرارات البترولية بأهداف سياسية" .. واصفاً "هذه التحليلات الخاطئة وسوف تنكشف بلا شك ويتضح خطأوها ما يساعد على عودة التوازن إلى السوق". وتطرق النعيمي في حديثه الى الدور السلبي الذي يقوم به المضاربون في السوق النفطية الدولية "حيث يدفعون الأسعار إلى هذا الاتجاه أو ذاك لتحقيق عوائد مالية ما أسهم في تذبذب الأسعار بشكل حاد". وأكد ان وزارته تعمل "بصمت" من أجل تحقيق أفضل العائدات والمصالح للمملكة على المستويات القصيرة والمتوسطة والطويلة .. معرباً عن ثقته بأن ما تقوم به الوزارة "سيحقق أفضل النتائج للمملكة". كما أكد ان المملكة "ماضية في سياستها المتوازنة بشكل راسخ وقوي معتمدة على قيادة حكيمة واقتصاد متين وصناعة بترولية عالمية قوية تحقق الطموحات".