وفي اطار المقاومة أعترفت قوات الاحتلال الأميركي اليوم بمقتل أحد جنودها في هجوم نفذته المقاومة العراقية بقذائف صاروخية على قافلة أميركية قرب مدينة سامراء شمالي العاصمة بغداد. ويعد هذا الهجوم ثالث كمين قاتل ينصب لقوات الاحتلال في غضون ساعات قليلة الليلة الماضية. وقتل جنديان أميركيان في هجمات تعرضت لها قوات الاحتلال في منطقتين مختلفتين مساء أمس الأربعاء0 وجاء في بيان عسكري إن جنديا أميركيا قتل رميا بالرصاص وجرح آخر في هجوم بضاحية المنصور في بغداد. وفي وقت سابق قتلت مجندة أميركية وأصيب جنديان آخران على الأقل بجروح خطيرة إثر انفجار قنبلة مزروعة على جانب الطريق قرب مدخل القاعدة الأميركية في مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين. واندلعت أمس أيضا مواجهات عنيفة في العاصمة بغداد بين نحو 400 متظاهر عراقي وقوات الاحتلال وعناصر من الشرطة العراقية. وتأتي التظاهرات احتجاجا على محاولة قوات الاحتلال اعتقال الشيخ مؤيد الخزرجي إمام مسجد علي الكاظم البياع في جنوب العاصمة بغداد ، وقد أطلق الجنود الأميركيون عيارات نارية تحذيرية لتفريق المتظاهرين الذين رشقوهم بالحجارة. وعلى الصعيد السياسي وزعت الولاياتالمتحدةالامريكية مشروع قرار جديد بشأن العراق يعزز دور الأممالمتحدة في إعادة بناء البلاد وتسليم السلطة إلى الشعب العراقي خطوة بخطوة، ولكن دون أن تحدد جدولا زمنيا لانهاء الاحتلال. وقالت وزارة الخارجية الأميركية ان مشروع القرار تناقشه الإدارة الامريكية حاليا مع أعضاء مجلس الأمن حيث وزعت الإدارة الأميركية النص المعدل على الدول الأربع الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا. وأكد المتحدث باسم الوزارة ريتشارد باوتشر أن المسودة تأخذ في حسبانها الاعتراضات التي أثيرت على النسخة السابقة من مشروع القرار.. مشيرا الى ان وزير الخارجية الامريكي كولن باول أبلغ أعضاء مجلس الأمن هاتفيا أمس بفحوى نص القرار وبالتغييرات التي وافقت واشنطن على إدخالها على النص السابق. وقال إن الصيغة الجديدة تحدد بشكل أوضح دور مندوبي الأممالمتحدة في العراق، وتتناول الاهتمام بنقل السلطة إلى العراقيين وتربط بين القوة المتعددة الجنسيات وبين العملية السياسية في العراق. وتشدد مسودة القرار على أن تقود الولاياتالمتحدة الاحتلال في العراق مؤقتا إلى أن يتم تشكيل حكومة تمثل الشعب العراقي ويتم الاعتراف بها دوليا وتحث العراقيين على تعيين تاريخ محدد لنقل السلطة. وفيما يتعلق بالمزاعم البريطانية حول العراق حث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الشعب البريطاني على عدم الحكم مسبقا على مضمون تقرير حول أسلحة الدمار العراقية المزعومة الذي سيصدر في الولاياتالمتحدة في وقت لاحق اليوم. ومن المتوقع أن تقول مجموعة المسح العراقية إنها لم تعثر على أسلحة دمار شامل غير أن بلير شدد على أنه تقرير أولي وأشار إلى أن المجموعة ربما عثرت على أدلة أعطت للامم المتحدة دعما للحرب على حد زعمه. وفي مقابلة تلفزيونية خاطب بلير الشعب البريطاني بالقول "أعتقد أنه عليكم الانتظار لحين رؤية التقرير.. أود أن أقول لكم أنهم توجهوا إلى هناك منذ شهرين فقط". وأضاف "إنه تقرير أولي والقضية التي يتعين أن يركز عليها الناس هو ما إذا كانوا سيكشفون عن أدلة بأن انتهاكا لقوانين الاممالمتحدة كان من الممكن أن يتسبب في حرب بدعم من الاممالمتحدة لو كانت تلك المعلومات قد قدمت أمام الاممالمتحدة". يأتي ذلك بعد أن صارت قضية أسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر عليها من القضايا الرئيسية محل جدل محموم في بريطانيا أكثر من الولاياتالمتحدة. وحول الموقف التركي من إرسال قوات الى العراق طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان البرلمان التركي اليوم بسرعة البت في أمر إرسال قوات حفظ سلام تركية للعراق لاقرار الأمن هناك. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد طلبت من تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي إرسال عشرة آلاف جندي للعراق الا أن أنقرة طلبت اولا تحركا امريكيا حاسما ضد الثوار الأكراد. وعلى صعيد متصل أفادت مصادر برلمانية تركية اليوم أن البرلمان التركي سيصوت الاسبوع المقبل على قرار ارسال قوات تركية الى العراق للانضمام الى قوات حفظ السلام المتعددة الجنسيات في هذا البلد. وأشارت تلك المصادر الى أن من المقرر ان يبت مجلس الوزراء التركي الاثنين المقبل بهذه القضية قبل ان تبحثها في اليوم التالي المجموعة البرلمانية التابعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم. وقالت ان البرلمان قد يدعى الى عقد جلسة الاربعاء للتصويت على السماح للحكومة بارسال جنود الى خارج البلاد. وفي العاصمة الألمانية برلين أكد مصدر حكومي ألماني اليوم ان مشروع القرار الأميركي المعدل حول العراق الذي سيعرض في وقت لاحق اليوم على أعضاء مجلس الأمن الدولي لا يزال يلزمه بعض العمل بشكل يتيح التوصل الى توافق ضمن الدول ال15 الأعضاء. وقال مسؤول حكومي الماني رفض الكشف عن اسمه في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية أنه "من المفضل صدور قرار جيد على قرار سريع وتوافقي حول العراق" موضحا ان النص الجديد يخضع حاليا لدرس مكثف من قبل الحكومة الألمانية . وميدانيا تعرض رتل عسكري أمريكي اليوم إلى هجوم بالقذائف الصاروخية على الطريق الواقع بالقرب من قرية السكران شمال غرب بغداد مما أدى إلى إحراق صهريج ووقوع إصابات بين الجنود الأمريكيين . وفي حادث أخر تعرضت قوات الاحتلال الأمريكية في مدينة الفلوجة لهجومين منفصلين استهدف أحدهما دورية راجلة بسلاح خفيف رشاش . وعقب وقوع الهجوم فتح جنود أمريكيون ورجال شرطة عراقيون الرصاص باتجاه مصدر النيران مما ادى الى مقتل منفذ الهجوم واصابة ثلاثة مواطنين عراقيين فضلا عن اصابة عدد من السيارات المدنية . وفي جنوب العراق قامت القوات البريطانية بنشر العشرات من جنودها المدججين بالسلاح حول مبنى محافظة البصرة في خطوة وصفت بالاحترازية . إلى ذلك أكد قائد قائد قوات الاحتلال الانجلو أمريكي في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز ان أمام قوات التحالف سنوات قبل ان تسلم المهام الأمنية للعراقيين 00 معتبرا ان الجيش العراقي الجديد ليس كافيا لمهمة حفظ الامن. واعلن سانشيز فى مؤتمر صحفي ان عدد القتلى فى صفوف قوات الاحتلال الأمريكي قد وصل خلال الأسبوع الماضي إلى عشرة قتلى وواحد واربعين جريحا 00 معربا عن اعتقاده بوجود قيادة مركزية للمقاومة العراقية على مستوى اقليمى في ماتسميه واشنطن بمنطقة المثلث السني . كما أعترف القائد العسكري الامريكي بوجود مشكلة لدى القوات الأمريكية فى السيطرة على مخازن العتاد للجيش العراقى السابق 00 مضيفا انه يوجد 650 الف طن من العتاد فى العراق وانه يتم يوميا العثور على مخازن جديدة . كما اعرب قائد القوات الأمريكية والبريطانية فى العراق عن قلقه جراء قيام عدد من عناصر الشرطة العراقية بتنفيذ هجمات ضد قوات التحالف بزى مدنى مؤخرا. من ناحية اخرى قرر مجلس الحكم الانتقالي في العراق تشكيل لجنة من أعضائه لدراسة واعداد الآليات المطلوبة لغرض اجراء التعداد السكانى العام فى البلاد بغية إكمال مستلزمات العملية الديمقراطية 00 وستقوم الوزارات والدوائر المعنية بتقديم تقرير نهائى بشان الوضع فى غضون أسبوعين . ويعد هذا التعداد السكانى من ضرورات المرحلة الحالية من اجل استكمال وضع القواعد الدستورية واجراء انتخابات عامة فى العراق . وضمن التحركات والجهود الدولية المبذولة لحل الأزمة العراقية بدأ مجلس الأمن الدولي مساء اليوم مشاورات مغلقة تتناول مشروع القرار الأميركي المعدل حول العراق. وكانت الولاياتالمتحدة قدمت الأربعاء المشروع الجديد الذي يهدف الى اخذ ملاحظات وانتقادات المشروع الأول الذي يعود الى الأول من سبتمبر المنصرم في الاعتبار. وترغب واشنطن في تصويت سريع وفق ما اكد مسؤول في الخارجية الأميركية ان هدف بلاده هو التصويت على المشروع الأسبوع المقبل. يشار الى ان الملاحظات الأساسية التي آثارها المشروع الأميركي السابق بشأن العراق تناولت تضمينه جدولا زمنيا لاعادة السيادة العراقية في وقت قصير ونقل الصلاحيات من التحالف الاحتلالي الأميركي البريطاني الى الاممالمتحدة. وكالة الانباء اليمنية (سبأ)