وجاء في بيان وزارة الخارجية ان "الوضع في إسرائيل والقدس وغزةوالضفة الغربية متوتر جدا مع استمرار الاعتداءات والمواجهات". واضاف البيان ان "إمكانية وقوع أعمال إرهابية أخرى ما زالت مرتفعة" داعيا الرعايا الأميركيين إلى تأجيل رحلاتهم إلى الأراضي الفلسطينية. والهجوم الذي وقع يوم الأربعاء الماضي كان الأول على هدف أمريكي في أعقاب انهيار مسعى أمريكي للوساطة من اجل اتفاق سلام نهائي بين الجانبين في عام 2000 . والتحذير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية جاء في أعقاب تحذير مماثل من السفارة الأمريكية في تل أبيب يوم الأربعاء طلب من الأمريكيين مغادرة قطاع غزة في اقرب وقت ممكن. وجدد التحذير ايضا نصيحة سابقة من الولاياتالمتحدة الى مواطنيها بان يرجئوا السفر إلى إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة بسبب العنف. وفي احدث حلقة في مسلسل العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل شن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس غارات جوية بمقاتلات ومروحيات على أهداف في قطاع غزة أسفر عن سقوط عشرة شهداء وسبعين جريحا في صفوف الفلسطينيين، في يوم من اكثر الأيام عنفا في قطاع غزة منذ عدة اشهر. وشن الجيش الإسرائيلي ما مجموعه خمس غارات ومعظم الضحايا الذين سقطوا هم من المدنيين حسب اما أعلنت مصادر أمنية فلسطينية. وقد هددت كتائب عز الدين القسام،الجناح العسكري لحركة حماس، التي فقدت اثنين من عناصرها على الأقل إسرائيل برد "نوعي ورادع". واستهدفت الغارة الإسرائيلية الأكثر دموية مساء أمس مخيم النصيرات حيث أستشهد ما لا يقل عن سبعة فلسطينيين وجرح خمسين آخرين بينهم عشرة بحالة الخطر ودخل منهم أربعة في حالة موت سريري، حسب مصادر طبية في مستشفى الشفاء التي أوضحت أن جميع القتلى هم من المدنيين. وذكرت الأنباء نقلا عن مصدر أمني فلسطيني ان "مروحيات إسرائيلية قصفت سيارة مدنية بصاروخ أصابها مباشرة مما أدى إلى تجمع عشرات المواطنين لمحاولة إنقاذ ركابها،فقامت المروحيات عندها بإطلاق صاروخ ثان مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الجرحى". وقال شهود عيان ان عماد عقل، قائد كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) كان على ما يبدو هدف الغارة الجديدة ولكن لم يكن بالإمكان التأكد في الوقت الراهن ما اذا كان قد نجا من الغارة. وقال مصدر في مستشفى الشفاء بغزة ان من بين القتلى الطبيب زين شاهين (30 عاما) وهو من المسعفين في قطاع غزة. وعند المساء، اعلن مصدر أمنى فلسطيني ان الطيران الإسرائيلي شن غارة على حي الشجاعية في مدينة غزة أسفرت عن سقوط خمسة جرحى. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قصف هذا المنزل صباحا بزعم انه ورشة لصنع المتفجرات والأسلحة. واثر الغارة الثانية بنصف ساعة، قصفت مروحيات اباتشي بصاروخين كوخا صغيرا يستخدمه مزارعون فلسطينيون في اراضيهم الزراعية شرق منطقة الشجاعية . ومن جانبها، دانت القيادة الفلسطينية بشدة هذه الغارات. وقال ناطق رسمي في بيان ان القيادة الفلسطينية "تدين هذا التصعيد الإسرائيلي الذي يأتي متزامنا مع جريمة القتل والتدمير والتشريد الذي تواصله قوات الاحتلال ودباباته في رفح ومخيماتها بتدمير المنازل وآبار المياه والبنية التحتية إلى جانب تشريد اللاجئين للأسبوع الثاني على التوالي". ودعت القيادة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى "التدخل العاجل لوقف هذه الغارات الجوية الوحشية ضد المدنيين الفلسطينيين في مدينة غزة وهذا التصعيد الخطير الذي تقوم به إسرائيل والمستوطنون ضد شعبنا". واكد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع اثر الغارات الجوية ان "عدوانا كالذي شهدناه اليوم في غزة غير مقبول ولن يساعدنا كحكومة على التوصل إلى وقف إطلاق نار متبادل". واعلن صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، انه اتصل ب"الإدارة الأميركية والمبعوث الأوروبي والأمم المتحدة وعدد من دول العالم وطلبت منهم التدخل الفوري لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الدموي في غزة وهذه هي البداية". وطالب المجتمع الدولي ب"توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة". واوضح عريقات تعليقا على الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة "هذه مجزرة وتصعيد دموي خطير جدا وآن الأوان لتوفير فرق رقابة دولية على الأرض في الضفة والقطاع لوقف هذا التصعيد الخطير الذي ندينه بشدة". ويوم أمس أيضا أكد الإرهابي ارييل شارون انه سيتم "تسريع" بناء" الجدار الفاصل الذي يطوق الضفة الغربية ويفصلها عن أراضي 48. وكرر الإرهابي شارون أمام الكنيست زعمه بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأنه يشكل "اكبر عقبة" في وجه السلام مجددا تهديداته بأبعاد الرئيس ياسر عرفات. وكالة الانباء اليمنية (سبأ)