فجعت دولة الامارات العربية المتحدة , حكومة وشعبا , الليلة الماضية, بوفاة مؤسسها ورئيسها وباني نهضتها الشيخ زايد بن سلطان ال نيهان عن عمر ناهز الثمانين عاما 0 وقد نعى ديوان الرئاسة في بيان له وفاة الشيخ زايد , وأعلن فترة حداد لمدة اربعين يوما تنكس الاعلام الوطنية خلالها , اضافة الى تعطيل العمل في مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية لمدة ثمانية ايام اعتبارا من اليوم الاربعاء , فيما تقرر أن يعطل العمل في مؤسسات ودوائر القطاع الخاص لمدة ثلاثة ايام 0 وكانت الحالة الصحية للشيخ زايد قد شهدت تقلبات عدة خلال السنوات الثلاث الماضية , حيث اجريت له عدة عمليات جراحية ونقل الى خارج الامارات لتلقي العلاج مرات عديدة 0 ففي سبتمبر 1996م خضع الشيخ زايد لعملية جراحية في العنق , وفي عام 2000م زرعت له كلية , في حين استأصل في اكتوبر 2003م حصى من المرارة 0 وكانت اشاعة قوية قد سرت في الامارات قبل نحو 20 يوما مفادها دخول الشيخ زايد في حالة غيبوبة تامة 0 ونقلت قناة العربية الاخبارية , التي تتخذ من دبي مقرا لها , عن مصادر اماراتية حكومية ان الشيخ مكتوم بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الاتحاد وحاكم دبي تولى رسميا رئاسة دولة الامارات العربية المتحدة لحين اجتماع المجلس الاتحادي للدولة في غضون شهر لانتخاب رئيس جديد للدولة بحسب دستور الامارات 0 وتنص المادة 51 من دستور الامارات على أن المجلس الاعلى للاتحاد / مكون من حكام الامارات السبع / ينتخب من بين اعضائه رئيسا للاتحاد ونائبا لرئيس الاتحاد ويمارس نائب رئيس الاتحاد جميع اختصاصات الرئيس عند غيابه لأي سبب من الأسباب 0 كما تنص المادة 53 من الدستور على أنه "عند خلو منصب الرئيس او نائبه بالوفاة او الاستقالة او انتهاء حكم اي منهما في امارته لسبب من الاسباب يدعى المجلس الاعلى خلال شهر من ذلك التاريخ للاجتماع لانتخاب خلف لشغل المنصب الشاغر" 0 في حين تنص المادة 52 على ان مدة الرئيس ونائبه خمس سنوات ميلادية ويجوز اعادة انتخابهما لذات المنصب 0 وكان الشيخ زايد بن سلطان يجدد رئاسته للدولة بصورة تلقائية كل خمس سنوات ، معتمدا في سياسته على ثلاثة عناصر أساسية هي الدين والتسامح والمساواة 0 وقد نجح منذ قيام دولة الإمارات عام 1971 , اثر الانسحاب البريطاني من منطقة الخليج , في الحفاظ على وحدة الدولة من خلال إطلاق العنان لدبي للمضي في نشاطاتها الاقتصادية والتجارية، واستخدام أموال وعائدات النفط التي تحصل عليها أبو ظبي في دعم الإمارات الأقل حظا من الثروة 0 وتمكنت الإمارات خلال حكم الشيخ زايد ، التي يعتمد اقتصادها على النفط ، من استغلال موارد هذه الثروة لتحديث البلاد وتوسيع عمرانها وتحويلها إلى مركز لنشاطات عالمية في المجالات التجارية والسياحية والإعلامية وغيرها 0 وشهدت الأمارات بفضل سياسته حالة استقرار متخطية تأثير إحداث كبرى في المنطقة أهمها الحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت من قبل القوات العراقية والحرب التي قامت إثره 0 وقد تمكن الشيخ زايد , على الصعيد الداخلي ، من المحافظة على سلامة اقتصاد البلاد وتطوير بناها واهتم باحتياجات المواطن الأساسية 0 وعلى الصعيد الإقليمي ساهمت دولة الإمارات في تنمية المنطقة وإقامة علاقات مبنية على الاحترام مع الحفاظ على خصوصية العلاقة مع دول الخليج ومن التحديات التي واجهتها الإمارات قضية الجزر المتنازع عليها مع إيران وسعى الشيخ زايد إلى تناول المشكلة بروية حفاظا على أمن المنطقة وعلى العلاقات مع دول الجوار 0