توقع خبير نفطي عربي ان تصل اسعار النفط الى 75 دولار للبرميل خلال الاشهر المتبقية من العام الحالي ، معتبرا ان ذلك سيشكل عامل ضغط آخر على منطقة الخليج التي تمر حاليا بمرحلة استراتجية حرجه . وحذر الخبير العربي يوسف ابراهيم الذي ظل يعمل محررا للشئون النفطية في ال " نيويورك تايمز " لعقود من مخاطر قانون محاسبة " اوبك " الذي اقره الكونجرس الأمريكي مشيرا الى أنه ورغم اعتراض الرئيس الامريكي بوش على القانون ألا ان القانون يعطي الحق لاي فرد داخل الولاياتالمتحدة برفع قضية ضد أي دولة منتجة للنفط وتجميد ارصدتها. واوضح يوسف في حديث خاص لوكالة الانباء اليمنية " سبأ " ان " اوبك " ليس لها علاقة بازمة النفط الحالية وانها ليست اللاعب الرئيسي حاليا مشيرا إلى ان هذه الازمة لها مسبباتها: فانتاج النفط من الدول خارج " اوبك " تراجع بنسبة 40 بالمائة وانتاج بحر الشمال يتراجع بمعدل 5 بالمائة سنويا كما أن انتاج النفط في حقول الاسكا تراجع من 2 مليون برميل يوميا قبل عشر سنوات الى نحو 400 الف برميل يوميا حاليا .بالاضافة الى ذلك فان الاقتصاد الروسي بدأ يتعافى ويعود لاستهلاك معظم النفط الذي تنتجه بعد ان ظل لفترة طويله لا يستهلك الا جزء بسيط مما ينتجه. واذا ما اخذنا كل هذا العوامل بالحسبان واضفنا اليها الطلب المتزايد على النفط خصوصا في اسيا من قبل الصين والهند وغيرها من الدول فان ازمة النفط الحالية لا تتحمل وزرها ال " اوبك " مطلقا ، وانما سببها تزايد الطلب وتراجع الانتاج . واوضح يوسف ابراهيم الى انه بالنظر الى تزايد حجم الطلب العالمي على النفط وخصوا في اسيا وروسيا التي بدأت صناعاتها تستعيد عافيتها وتنتعش و الى تراجع انتاج النفط في معظم الأقاليم والدول المنتجه له فان الضغط سيكون موجها الى منطقة الخليج والشرق الاوسط ، وهذا الضغط سيؤدي حتما الى نشوب حروب ليس ما يحدث في العراق الا مقدمتها ،معتبرا ان القرن ال 21 سيكون قرن حروب النفط. واشار يوسف ابراهيم في هذا الصدد الى ان كل هذه العوامل كانت حاضرة و ما تزال في ذهن الادارة الامريكية وصانعي السياسة الخارجية الامريكية لذلك لم يكن اختيارهم للعراق اعتباطا فهم يعلمون ان بمقدور العراق انتاج 6 ملايين برميل نفط يوميا وهو مايعني كسر احتكار ال " اوبك " والتحرر من سيطرتها هذا من جهة ومن جهة اخرى سيكون العراق بانتاجه الضخم هذا عامل مهم في الضغط على المملكة العربية السعودية المنتج الاكبر للنفط وخلق توازن معها. وبحسب يوسف ابراهيم فان كل هذه الافكار كانت تدور في اذهان مخططي السياسة الامريكية عندما خططوا لغزو العراق لكن الذي حصل كان العكس تماما فقد تراجعت امدادت النفط من العراق الى 1.5 مليو برميل مقارنة بما كان عليه ايام صدام الذي كان يصدر ويهرب ما يقرب من 3.5 مليون برميل يوميا. واعتبر يوسف ابراهيم ان سعر 60 دولار للبرميل هو رقم كبير جدا اذا اخذنا في الحسبان معدل التضخم مؤكدا انه لم يحدث في تاريخ السوق النفطية ان وصلنا الى هذا الرقم الا مرة واحده وكان ذلك في عام 1980 بعد سقوط شاه ايران و استمر لمدة عام واحد فقط ، اما ما يحدث اليوم فانه سيستمر لوقت طويل مشيرا الى ان الحديث الان في الكواليس النفطية لا يدور حول متى سينخفض السعر عن 50 دولار لان السعر لن ينزل عن 50 دولار وانما الحديث يدور حول الى متى يمكن ان يستمر السعر عند ال 60 دولار . واشار يوسف ابراهيم الى عدم وجود مصادر تعويض لمواجهة الطلب المتزايد للنفط خصوصا وان النفط لم يعد ملكا للشركات وانما اصبح ملكا للدول . واوضح ان عملية زيادة انتاج النفط عملية معقدة وتحتاج لوقت طويل والى استثمارات كبيرة جدا مشيرا في هذا الصدد الى ان زيادة الانتاج بمقدار مليون برميل يتطلب استثمارات تتراوح ما بين 30 –40 مليار دولار كما يحتاج الى مدة زمنية لا تقل عن خمس سنوات . من جهة اخرى نبه الخبير النفطي العربي الى ان قطر ستصبح بعد 10 سنوات اهم دولة مصدرة للغاز الطبيعي في العالم لكنها تواجه عراقيل وهي بحاجة لاستثمارات ضخمة ، مشيرا في هذا الصدد الى ان اكتشاف الغاز في قطر كان عام 1971 غير ان الانتاج لم يبدأ الا في الوقت الراهن . الى ذلك توقع مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن تصل اسعار النفط الى 70 دولار للبرميل . و قالت نشرة /أخبار الساعة/ الصادرة عن المركز في عددها لهذا اليوم السبت : " أنه مع فورة الارتفاع الأخيرة في أسعار النفط التي عبرت بها مستوى 65 دولارا للبرميل ، لم يعد هناك من بين المحللين من يستبعد توجه الأسعار نحو 70 دولارا في المستقبل المنظور. وأشارت النشرة الى أنه في ظل غياب طاقة إنتاج احتياطية عالمية عدا تلك الموجودة في السعودية والمقدرة بنحو لا يزيد على 5ر1 مليون برميل يوميا من الخامات الثقيلة وغير المرغوبة فإن ردة فعل السوق أصبحت قوية لأي نبأ أو تطور يصعد المخاوف من بعيد أو قريب بشأن اضطراب الإمدادات. وترى النشرة انه و على الرغم من عدم وجود صلة مباشرة للتحذيرات من وقوع هجمات إرهابية في السعودية ولاستئناف إيران لأنشطة برنامجها النووي بواقع الإمدادات الحالية من الخام سواء من السعودية أو من إيران فإن كلا العاملين وقف بقوة وراء فورة الصعود الأخيرة في الأسعار. وبحسب النشرة فلم تشهد السوق من قبل تلك الحساسية المفرطة حيال أي تطور أو توقعات بحدوث تطور ما لدى الدول المنتجة من شأنه أن يدخل اضطرابا في الإمدادات في دائرة الحسبان حتى وإن بدا هذا الاضطراب ضعيف الاحتمال بيد أن أهم ما كشف عنه الصعود الأخير في الأسعار هو حساسية أخرى وغير مسبوقة للسوق حيال أوضاع الصناعة التكريرية لدى الدول المستهلكة وقدرتها على تلبية الطلب الحالي فقد أرجع المحللون جزءا كبيرا من ارتفاع الأسعار إلى المشاكل الفنية التي واجهتها على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية مصاف نفطية أمريكية تسهم في إنتاج 16 بالمائة من إجمالي المنتجات النفطية في الولاياتالمتحدة وهو ما أدى إلى توقف بعض عملياتها . و مثلما تضخ الدول المنتجة بكامل طاقتها من أجل تلبية الطلب العالمي وهو ما قاد بإنتاج منظمة /أوبك/ إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 26 عاما فإن المصافي النفطية في الدول المستهلكة تنتج بمستوى يقترب من إجمالي طاقتها ما يعني أن أي اضطراب في عملياتها سينعكس مباشرة ليس فقط على أسواق المنتجات بل وأسواق الخام أيضا فعلى سبيل المثال يصل إنتاج المصافي الأمريكية الآن إلى 8ر95 بالمائة من طاقتها الإنتاجية وهو أعلى مستوى له على الإطلاق. ورأت أن هذه الحالة تعود إلى حقيقة ان الدول المنتجة كانت قد نبهت عليها مرارا وهي أن طاقة الصناعة التكريرية لدى الدول المستهلكة لم تعد تكفي لتلبية الطلب الفعلي وأنها أصبحت بحاجة ماسة إلى التوسع وذلك بعد سنوات عديدة من عزوف الدول المستهلكة خصوصا الولاياتالمتحدة عن بناء مصاف جديدة. وأكدت النشرة على أن أزمة أسعار النفط الحالية بقدر ما تظهر أهمية التنسيق والتعاون بين المنتجين والمستهلكين فإنها تسلط مجددا الأضواء على الحاجة الماسة لقطاع النفط العالمي إلى التوسع سواء في مجال تطوير الحقول الجديدة أو في مجال التكرير موضحة أن الاقتصاد العالمي أثبت في السنوات الأخيرة أن النفط ما زال وسيظل مصدر الطاقة الأول الذي لا يمكن من دونه تغذية النمو وتلبية ما يترتب عليه من حاجات.