شهدت العاصمة صنعاء ومدن يمنية احتجاجات شعبية حاشدة للتضامن مع آلاف السكان المحاصرين في منطقة دمّاج بمحافظة صعدة الذين يتعرضون على مدى يومين لأعنف هجوم تشنه مليشيات الحوثي على المنطقة منذ 2011، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الدبابات والمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا. يأتي ذلك فيما بلغت آخر إحصائية لضحايا القصف الحوثي على المنطقة 35 قتيلاً بينهم 12 طفلاً وامرأة وأكثر من 90 جريحاً، ولا يزال القصف مستمراً بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في أعنف هجوم تشنه جماعة الحوثي على المنطقة منذ بدء العدوان والحصار على آلاف السكان المقيمين فيها مطلع 2011. وكان ناشطون حقوقيون ومئات المواطنين من أبناء محافظة صعدة وما جاورها المتضررين من جرائم الحوثي، نظموا الخميس 31 أكتوبر 2013، وقفة احتجاجية أمام منزل الرئيس هادي تنديدا بالقصف والحصار المطبق على مركز دماج منذ أكثر من شهر، رافعين لافتات تستنكر الصمت عن ما يحدث في دماج، وطالبوا الحكومة اليمنية والشعب اليمني التحرك لوقف نزيف الدم هناك، وفرض هيبة الدولة في محافظة صعدة والمناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي. وسلّم المحتجون رسالة للرئيس عبد ربه منصور هادي طالبوه التدخل الفوري لوقف إطلاق النار في منطقة دماج، حيث يتعرض آلاف السكان لحصار خانق وحرب إبادة بمختلف الأسلحة، تصاعدت وتيرتها خلال الأيام الماضية، باستهداف المساجد ومساكن المواطنين، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم أطفال ونساء حسب الرسالة. وأضاف المحتجون في رسالتهم "أنه لمن المؤسف أن مليشيات الحوثي التي عُرفت بنزوعها نحو العنف والتمرد على الدولة، ما برحت تمارس جرائم العدوان الوحشي ضد آلاف السكان المقيمين في تلك المنطقة، بينما تلوذ الدولة بالصمت ولا تحرك ساكناً". وفي حين أشاد المشاركون بتوجيهات الرئيس هادي سابقاً التي قضت بتشكيل لجنة رئاسية لإنهاء التوتر في دماج، أوضحوا في رسالتهم بأن "جماعة الحوثي هي من وقفت حائلا دون تنفيذ توجيهات الرئيس هادي لوقف إطلاق النار وأفشلت جهود اللجنة ومعها مساعيكم الحميدة لحقن الدماء، الأمر الذي يستدعي الوقوف بجدية إزاء ذلك، وتحمل مسؤولياتكم الدستورية في استعادة السيادة الوطنية على محافظة صعدة وإعادتها إلى خارطة الجمهورية اليمنية، والإسراع في نزع سلاح كل المليشيات المسلحة، ابتداءً بجماعة الحوثي".