بيروت - 'القدس العربي' من سعد الياس: انفجرت الازمة النائمة داخل المؤسسة اللبنانية للارسال 'ال بي سي' بشخص رئيس مجلس الادارة الشيخ بيار الضاهر وشركة 'باك' التي يملكها الامير السعودي الامير الوليد بن طلال، واتسعت لتطال جميع موظفي المحطة التلفزيونية وعددهم 397 موظفاً بمن فيهم العاملون في مديرية الاخبار. ويمكن اختصار المشهد في المحطة على الشكل الآتي: لم يقبض موظفو المؤسسة اللبنانية للارسال وهم بمعظمهم يعملون في شركة 'باك' التي يملكها الامير الوليد بن طلال رواتبهم عن شهر آذار (مارس) الماضي، مما يعني ان الامور كانت تتفاعل ليس خلال الاسبوع الماضي فقط، انما لثلاثة اسابيع مضت، وذلك عندما ارسلت شركة 'باك' لائحة ضمت 397 موظفاً الى وزارة العمل منذ عشرين يوماً، ولم يبتّها وزير العمل لأسباب قيل انها تتعلق بأمور بعيدة عن الامور الادارية.' كما تم صرف موظفي الديكور وعددهم 25، وفيما اكدت هذه المصادر انهم تابعون لمحطة 'أل بي سي'، ذكرت اوساط اخرى انهم جميعهم موظفون لدى شركة 'باك' ومديرها تركي شبانة.' كما تم استعمال مصطلح 'اقفال اقتصادي' لشركة 'باك' للتهرب من دفع التعويضات، وهذا ما فتح جملة من التساؤلات حول حقوق الموظفين من صاحب المؤسسة، بحيث لا يمكن اعتباره صرفاً تعسفياً.' وشمل قرار 'باك' صرف مديري ومذيعي ومراسلي مديرية الاخبار. ويذكر ان موظفي شركة 'باك' هم الذين يشغّلون قناة 'أل بي سي' وهنا تقع الاشكالية الكبرى، اي بمجرد ايقاف العاملين في شركة 'باك'، سوف تتأثر المؤسسة اللبنانية للارسال بتداعيات هذا الصرف، مع امكانية واضحة في ايقاف جميع البرامج التي تنتج في استوديوهات 'باك'. وبدا أن عرض محطة 'أل بي سي' الحلقة الاولى من برنامج 'توب شيف' وبالحلة الجديدة، بالرغم من التحذيرات والخلافات القائمة بين المؤسستين، كانت الشعرة التي قطعت التواصل بشكل نهائي. الى ذلك، يقول عاملون في 'أل بي سي' إنه لولا المصادفة لما عرفوا قبل يومين أنّ شركة 'باك' أرسلت منذ أسبوعين إشعاراً إلى وزير العمل اللبناني سليم جريصاتي تبلغه فيه نيتها صرف حوالى 400 موظف من الشركة يمثلون 90 في المئة من طاقم القناة. وقد عرف بالأمر أحد الموظفين الذي يتابع المعاملات المختلفة للمحطة مع وزارة العمل، فانتشر الخبر في أروقة أدما، وهكذا ذهب الموظفون ضحية الصراع بين رئيس مجلس إدارة 'المؤسسة اللبنانية للإرسال' بيار الضاهر والوليد بن طلال، الذي يملك 'باك' وLBC الفضائية. تزامن ذلك مع إضراب نفّذه قسم الديكور في LBCI احتجاجاً على عدم دفع مستحقاته المالية، لكنّ الاجتماع الذي عقده بيار الضاهر قبل يومين مع مديري الأقسام، جاء أشبه بحكم الإعدام، إذ أُبلغ قسم الديكور الاستغناء عن خدماته، وسيتلقى تعويضاته من الوليد بن طلال، بينما سيبتّ أمر الموظفين الباقين في نهاية هذا الشهر من دون دفع مستحقات شهر آذار (مارس). وقال موظف في المحطة 'باختصار، هناك 400 موظّف دُفعوا مع عائلاتهم إلى المجهول بعد عِشرة عمر قضوها مع الشيخ بيار'. ويروي أن أحد زملائه تمنى أن يعمل يوم الأحد الماضي لتجنّب الاحتفال بعيد الشعانين وشراء ملابس لأطفاله، لأنّه لم ينل مرتّبه. وأسف الموظفون لتصرف بيار الضاهر الذي عاشوا معه 'على الحلوة والمرة'، كما أسفوا لموقف الوليد بن طلال الذي تتهافت القنوات التلفزيونية على تغطية أعماله الخيرية في لبنان، فيما هو يوقف 400 موظف عن العمل. وأخذ الموظفون على الضاهر عدم إبلاغهم بما يحدث. وبدا أن بعض الموظفين يخشى الظهور في الاعلام للاعراب عن غضبه على الضاهر أملاً في أن يستعين بهم الضاهر في القناة الارضية بعد فصلهم من شركة 'باك' علماً أن ليس بمقدور الضاهر الاستعانة بأكثر من 250 موظفاً من اصل 397، ولو كانت الاستعانة بشروط التعاقد الحرّ الذي يمتص الموظف ثم يرميه من دون ضمانات. وفي معلومات 'القدس العربي' أن بعض الاعلاميين بدأوا يراجعون محامين للاطلاع على امكانية الاستحصال على تعويضات، سائلين عن دور وزارة العمل في كل ما يحصل ولاسيما أن المادة 50 من قانون العمل اللبناني تنص على أنّه إذا كان الصرف لأسباب اقتصادية أو عجز ما في الشركة، فالأمر مناط بالوزارة لإجراء تدقيق في المسألة ثم تقرّر ما إذا كان يحقّ لرب العمل الصرف.