*بقلم /صبحي زعيتر كانت الوحدة التي أعلنت بين شطري اليمن قبل 19 عاما، إيذانا بواقع عربي جديد يجسد الطموحات التي طالما حلم بها المواطن العربي، إلا أن هذه الفرحة لم تدم طويلا، فتحولت شوارع عدن إلى متاريس بين الأشقاء، وتم القتال في الثكنة الواحدة وفي البيت الواحد. ومع أن النصر في النهاية تحقق لدعاة الوحدة، إلا أن النار بقيت تحت الرماد واشتعلت من قبل الطامحين بالانفصال، والطامحين لإشعال الفتن في اليمن، لتمرير مشروعاتهم تحت شعار الإنماء غير المتوازن، وهو شعار حق يراد به باطل. ما جرى أمس في الضالع وحضرموت يؤكد أن دعاة التشرذم والتفكك ما زالوا ناشطين في اليمن، وعلى القيادة اليمنية تفكيك الأفخاخ التي تواجه بها، من صعدة إلى عدن. وفيما العالم العربي يتطلع إلى مخاطر المناورات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت أمس والتي تأتي في إطار الرفض الإسرائيلي للمقترحات الأمريكية بحل الدولتين وطلب وقف الاستيطان، عاد الدم الفلسطيني ليسفك بين فتح وحماس، وهذه المرة في الضفة الغربية، وكأنه كتب على هذا الشعب أن تبقى دماؤه مستباحة من قبل إسرائيل أولا، ومن ثم من قبل قيادته في رام الله وغزة كلما أراد أحد ما تمرير رسالة إلى جهة دولية. وإذا كان الصراع العربي – الإسرائيلي لم يجد طريقه إلى الحل بسبب رفض إسرائيل الحلول المطروحة إن كانت عربية أو أمريكية، فإن علاقات الأطراف داخل بعض الدول العربية تتخذ طابع المواجهات، إن في لبنان الذي يستعد لأم المعارك الانتخابية في 7 يونيو الجاري، أو في الكويت حيث عادت مرة أخرى المواجهة بين الحكومة الجديدة والبرلمان الجديد.