لماذا قرار أن تكون جزيرة سقطرى محافظة يمنية مستقلة في إطار التقسيم الإداري للجمهورية اليمنية..؟ سؤال ظل يطرح نفسه -حيث يلتقي الناس- منذ إعلان ذلك في الكلمة التي ألقاها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عند زيارته لأرخبيل سقطرى صبيحة عيد الأضحى المبارك.. وبقدر ما كان السؤال يطرح نفسه، بقدر ما كانت الإجابات متنوعة متعددة، كل حسب رؤيته واجتهاده، ولكل مجتهد نصيب كما لكل شيخ طريقة. وجاء يوم الأربعاء 23/10/2013م لتحمل إلينا صحيفة (الشارع) اليومية خبراً وجدنا في طياته الإجابة عن السؤال المشار إليه.. أو لماذا أقدم الاخ رئيس الجمهورية على تلك الخطوة.. التي وجدنا أن وراءها دافعاً وطنياً سيادياً، وحرصاً على السيادة اليمنية، والابتعاد عن التبعية الضارة غير المحمودة العواقب. عرفنا من الخبر المنسوبة تفاصيله إلى مصدر رسمي غير مخول، لم يذكر اسمه لهذا السبب، أن الرئيس قد رفض عرضاً لتأجير الجزيرة.. مقابل أربعة مليارات من الدولارات وفهم الشارع اليمني أن ذلكم القرار الذي صدّق عليه مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي برئاسة الرئيس هادي قد أقفل الباب أمام الطامعين في الجزيرة، بل الأرخبيل لأهداف عسكرية مبطنة بالاستثمار الاقتصادي.. وأنه قد حصَّنها من أي محاولة لاحقة، يجعلها محافظة كبقية محافظات الجمهورية، ومنحها إلى جانب هذه الحصانة، حق النصيب المطلوب من التنمية والتطوير والرعاية كمحافظة ومحمية طبيعية، نحرص أن تظل محمية حتى من المرافقين ومواكب المتنفذين وناهبي الأراضي، وأن تكون عاملاً رئيساً للنهوض بالسياحة وعائداتها في إطار التوجه السياحي المأمول. فهم الشارع اليمني قرار الرئيس هادي -بعد نشر دوافعه من قبل الصحيفة المشار إليها- على أنه أيضاً تعبير عن الإباء اليمني أمام من يعتقد أنه سيستغل فقر بلد يمر بظروف صعبة، فأبى الشعب اليمني -وإن جاع- لا يقبل بتأجير أراضيه أو البيع المؤقت لها أو استخدامها كقواعد تجر عليه ذيول عسكرة الصراع وسباق الهيمنة.. فتذكرنا المثل العربي القائل: "تموت الحُرة جوعاً، ولا تأكل بثدييها" أي أن الحرة تفضل الموت جوعاً على أن تقتات من استئجارها كمرضعة. لقد سعى الحزب الاشتراكي اليمني -الجبهة القومية- بعد الاستقلال من الاحتلال البريطاني عام 1967م إلى جعل أرخبيل سقطرى وجزيرة كمران.. وغيرها من الجزر اليمنية التي كانت تتبع اليمن الديمقراطية -في عهد التشطير- سعى إلى أن يجعل منها محافظة مستقلة في إطار التقسيم الإداري لليمن الديمقراطية أسماها محافظة الجُزر، وحسب معلوماتي أنه تم تعيين الرئيس السابق الأخ علي ناصر محمد محافظاً لها، إلاّ أن الظروف حينها والوضع الاقتصادي للبلاد حينها قد حال دون ذلك، وتم ربط تلك الجزر بالمحافظات الأقرب إليها أو التي يقتضي الحال أن ترتبط بها، فربطت سقطرى بمحافظة عدن مديرية التواهي، ان لم تخني ذاكرتي. وإذا ما كان قرار الرئيس هادي قد جاء في وقته المناسب فإنه جدير بالإشادة.. وكلناأملٌ أن يأتي بثماره المنشودة.. حاضراً ومستقبلاً، على أن تحمي هذه الجزيرة الرائعة من الفقاعات والدمامل التي ظهرت على المحافظات التي أصابتها تلكم الأمراض.