المتابع للسجالات والمعارك الكلامية بين المؤسستين التنفيذية والتشريعية في الولاياتالمتحدةالأمريكية حول مسؤولية الامير السعودي محمد بن سلمان ودوره في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي والجرائم اللا إنسانية وحرب الإبادة في اليمن سيلاحظ ان المزاج المتقلب وتضارب المواقف تدل على التخبط وعدم استقرار ثوابت السياسة الأمريكية تجاه اهم مقومات الدولة ومحور بقائها المتميز . فالجدل يتأرجح بين نزوات المصلحة والمكاسب الذاتية بأفقها المجافي لكل ما هو إنساني وبين منظومة القيم والمعايير الأخلاقية لكل ما يتصل بحماية حقوق الإنسان ونصرة المظلوم وفق ما تروج له ماكنة الإعلام الأمريكية وانخدع به الكثيرون. في كلا القضيتين الأمر أكثر من واضح يستند إلى وقائع صحيحة ومعطيات اثبات لا تقبل الشك فالشواهد الماثلة تؤكد أن أيادي الأمير ملطخة بدماء اليمنيين الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء وأن أمريكا تعرف قبل غيرها أن الأمير هو من وجه بإلقاء قنابل الفتك والدمار والقنابل المحرم استخدامها دوليا على الآمنين في الأحياء السكنية والأعراس وصالات المناسبات وغيرها وهي تعلم قبل غيرها أن القبضة الحديدية التي يفرضها على بلاده تجعله مصدر التوجيه والأمر باغتيال خاشقجي ناهيك عن أدلة إثبات صريحة قدمها الجانب التركي أكدت أن يداه ملطختان بدماء مئات النشطاء من الحقوقيين والسياسيين وأصحاب الرأي فالدعم الأمريكي والصمت على نزواته الشيطانية دفعه إلى التمادي بإغراق البلاد في الفساد وتسييس الظاهرة لتصبح اداه القمع واستهداف كل معارض، وممارسة كل أعمال الكبت للحريات وتكميم الافواه . في ضوء المعطيات السابقة تصبح العملية بديهية في بلد مثل السعودية تُحمل الأمير المسؤولية المطلقة عن كل كبيرة وصغيرة إلا أن إصرار الإدارة الأمريكية على جني الكثير من المكاسب جعلها تراوغ وتماطل وتجزم ببراءة الرجل كأساس لترطيب الأجواء والاستمرار في الابتزاز بشكل مقزز أقتضى التنكر لكل القيم والمبادئ والمنظومة الأخلاقية وهو أسلوب حقير يستند إلى إرث قديم متجذر في الثقافة اليهودية عندما يتعلق الأمر بالمصلحة الذاتية وتورط رأس القوم في جريمة ما ، هذه الثقافة تحدث عنها القرآن الكريم في قضية نبي الله موسى مع قومه . لأن القضية شائكة نتيجة تآمر القوم على شخص وتكليف أحدهم باغتياله لأنه معارض والتعهد بحماية الجاني ، مما اضطر موسى عليه السلام إلى الاستعانة بالقدرة الإلهية الخارقة للإلمام بتفاصيل الحادثة فخاطب القوم بقوله تعالى : (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) شعر عليةَ القوم بالرعب فاندفعوا الى الجدل والمماطلة عن مواصفات البقرة اللون، الطول، العرض، السن ، نفس الصورة تتكرر اليوم بنفس أساليب الكذب والخداع والزيف والمماطلة للتستر على المجرم الحقيقي خدمة للمصالح المرجوة ، وهو ما يكشف بجلاء دور الثقافة اليهودية في التآمر على المبادئ والقيم الأخلاقية الحاكمة ، وبالتالي نقول إن الحقيقة ستظهر ولو بعد حين مع تعاظم الوعي والمسؤولية الصادقة الهادفة لإشاعة العدل وإنصاف المظلوم سيتضح كل شيء دون الحاجة الى رمز للسلام أو استحضار خارقة من الخوارق ، الواقع كفيل بإعلاء راية الحق وإسقاط أساليب المكر الصهيوني وإن لم ينتصر المشرعين لقيم الدولة الأمريكية فستكون الفضيحة مدوية تُقرب حتمية السقوط المخزي لهذه الدولة المارقة.. والله من وراء القصد ..