{ أفراح الحوثي: أعشق الحرف اليدوية لدرجة أنني أرى الشيء لمرة واحدة وأطبقها من دون دراسة أو تدريب المرأة اليمنية لم ينحصر دورها في التعليم والصحافة والكتابة ونظم الشعر، بل دأبت على غرس الحس الوطني الصحيح في كل من حولها وبأساليب متنوعة وكانت مثلا يحتذى به في غرس بذور العمل والأمل في النفوس اليافعة.. اليوم نتطرق وإياكم لامرأة ابتكرت لنفسها حرفة يدوية تشغل وقتها بها والتي كانت حدودها ضيقة كون مجتمعها محافظ لا يشجع بأن تمارس المرأة أي نشاط داخل المجتمع بحرية.. إنها أفراح محمد الحوثي والتي تحدثت عن مشوار عملها وما واجهة فيه قائلة: عندما تتغلب الإرادة والطموح على معوقات الحياة يصبح كل شيء فيها سهل.. فقد بدأت من سن السابعة عشرة من عمري، كنت أعشق الحرف اليدوية لدرجة أنني أرى الشيء لمرة واحدة وأطبقها من دون دراسة أو تدريب اشتغلتها لبيتي في البداية وللمقربين كهدايا أهديها في المناسبات، كنت أرى إعجاب الآخرين بأعمالي مما شجعني على إعطائي فرصة للتوسع في عملي وانتشاره في محيط العائلة ومن ثم قمت بالتعامل مع محلات بالأسواق، واجهت في هذه الأثناء صعوبة في عدم تقبل العائلة لهذا العمل لأني بدأت بمعرفة الناس وبدأوا بالتعرف علي والتواصل معي مما أدى إلى بعض الخلافات في المنزل من بعدها تركت العمل لفترة ومن ثم واصلت من جديد، اشتغلت رغم المضايقات والمشاكل في التوسع خارج محيط الأسرة فقمت بعمل ركن في البيت عملته مشغلاً صغيراً في زاوية من الغرف للخياطة وكنت أنتج منه الكثير من المنتوجات المتنوعة وأقوم بترويجها عن طريق الوتس والفيس ومنها شاركت بمهرجانات ومراكز صيفية وأحيانا مع جمعيات وبدأ عملي يتوسع وأنشأت مشروعاً خاصاً بي سميته «أشغالي أنا» فقمت بتصاميم أزياء تراثية وشنط حديثة وقديمة وسجافات لمناسبات الأعراس والولاد والتطريز وكل ما كان يلفت انتباهي بإضافة لمسات حديثة تواكب العصر، وكان العائق لي هو التسويق للمنتج ومازلت للآن أعاني منه ولكني لم أيأس رغم صعوبة الحياة وفي ظل وجود العدوان وتحمل المسؤولية الصعبة من بداية مشواري إلا انه كان هناك حافز يدفعني للاستمرار والتقدم للأفضل.. شاركت الآن مع مؤسسة بنيان في المعرض الدائم للأسر المنتجة وكانت نقطة بيع لي ومكاناً أعرض فيه منتوجاتي وكانت نسبة المبيعات لا بأس بها ولكنني مازلت اطمح للتوسع والشهرة ومازال هناك أمل يلوح لي بأن استمر وسأجد يوما ما كنت أتمناه طالما الأمل بالله موجود.