الآلية المستخدمة لتفتيش السفن شبيه بآلية الكيان الصهيوني في غزة احتجاز تحالف العدوان للسفن المحملة بالمشتقات النفطية ومنعها من الدخول لتفريغ حمولتها في ميناء الحديدة يأتي ضمن سياسة التجويع والحصار التي ينتهجها العدوان ضد أبناء الشعب اليمني، لما لذلك من تأثير مباشر على حياة المواطن وحصوله على الغذاء والخدمات الصحية وخدمات المياه التي تعتمد في الأساس على توفر المشتقات النفطية. للوقوف على تداعيات قضية احتجاز سفن النفط ومنعها من الدخول لميناء الحديدة رغم حصولها على التصريحات من الاممالمتحدة، والاستهداف الممنهج لهذا القطاع الحيوي.. «26 سبتمبر» أجرت الحوار التالي مع الاستاذ محمد حسن الكومي مدير فرع شركة النفط بمحافظة الحديدة.. فإلى الحصيلة : حوار : عبدالحميد الحجازي بداية.. يحب القارئ التعرف على وضع فرع شركة النفط في الحديدة والخدمات التي تقدمها؟ نرحب بكم وبصحيفتكم الغراء الوطنية « 26 سبتمبر».. فرع شركة النفط في الحديدة من أكبر الفروع التي توجد فيه منشآت نفطية هامة من حيث السعة والقدرة التشغيلية، وهذه المنشآت بمثابة شريان الحياة لنحو 70% من سكان الجمهورية اليمنية، فهي تغطي محافظاتالحديدة والأمانة وصنعاء وعمران وصعدة وحجة والمحويت وذماروإب وريمه والبيضاء والضالع والجوف. ولكن العدوان عمد في وقت سابق إلى إغلاق منشأة رأس عيسى، هذا الميناء الحيوي القادر على استقبال السفن العملاقة، والآن يمارس كل أنواع التعسف والاحتجاز لاستهداف ميناء الحديدة والمنشأة النفطية فيه، وهذا ليس بالجديد فقد تم في العام 2016م استهداف منشأة رأس عيسى بالإغلاق بإيعاز من حكومة مرتزقة العدوان، وكانت آلية الأممالمتحدة شريكة في ذلك من خلال إيقاف تصاريح السفن النفطية إلى الميناء. ورغم كل ذلك فرع شركة النفط مستمر في أداء دوره وفقاً لتوجيهات وزير النفط والمدير التنفيذي لشركة النفط، والعاملون في الفرع يقومون بجهد كبير وجهد جبار خصوصاً مع استهداف العدوان لمدينة الحديدة ظل موظفو الشركة يؤدون دورهم وواجبهم من فوق الأنقاض وسط أزيز الطائرات وتساقط المقذوفات، وما يمثل ذلك من خطورة مباشرة على حياتهم، فلهم كل الشكر والتحية فدورهم لا يقل عن دور المجاهدين في جبهات القتال والمواجهة. ونحمد الله على استمرارية العمل في فرع الحديدة من خلال آلية العمل المتبعة وانسياب المشتقات للسوق المحلية بكل سهولة ويسر حتى في أحلك الظروف لأننا نعمل بطاقة تشغيلية كبيرة لتغطية العجز الحاصل نتيجة إغلاق منشأة رأس عيسى، وهذه الجهود لمسها المواطن من خلال توفير الكميات الكافية من المشتقات خلال الفترة السابقة، وما يعيق عملنا الان هو تعمد تحالف العدوان على احتجاز نحو 9 سفن محملة بالمشتقات النفطية ومنعها من الدخول إلى ميناء الحديدة رغم استكمال الإجراءات والتصاريح لها وفقاً لآلية الأممالمتحدة. سياسة تركيع واستكبار ما يقوم به العدوان الآن من احتجاز للسفن وناقلات النفط ومنعها من الدخول لميناء الحديدة.. من وجهة نظركم ما تأثير ذلك على الوضع العام الإنساني والخدمي؟ ما تقوم به بوارج تحالف العدوان من منع للسفن من الدخول لميناء الحديدة تحدٍ كبير وصارخ للقوانين والمواثيق الدولية وقوانين الملاحة العالمية، تحد واضح للقيم والأعراف الإنسانية، تحد للعالم أجمع بما في ذلك الأممالمتحدة وآليتها الخاصة بتصريح السفن.. بهذه التصرفات انتهج العدوان الظالم سياسة عدوانية على الشعب اليمني، وهذا مؤشر خطير فلم يحدث في التاريخ المعاصر ولا العصور الوسطى أن تحتجز بواخر وسفن الغذاء والنفط من الدخول لميناء الحديدة، وهذا ما لا يصدق حدوثه في القرن ال21 .. هذه السياسة التي ينتهجها العدوان سياسة تركيع واستكبار وكسر إرادة شعبنا اليمني الصامد منذ خمسة أعوام، وظن العدوان أن احتجازه عنوة لسفن النفط والغذاء أنه قادر على النيل من الإرادة الحرة وهذا ما لا يقبله ولن يقبله شعب الإيمان والحكمة. وهنا أود التأكيد على أن شركة النفط مرفق مدني يقدم خدمة توفير المشتقات النفطية بأقل الأسعار وأفضل العروض للعديد من القطاعات الهامة في المجتمع والمرتبطة بحياته ومعيشته، كالقطاع الصحي وقطاع المياه والقطاع التجاري وقطاع النقل. وفي حالة استمرار قوى العدوان في بطشها وصلفها في منع دخول السفن المحتجزة لميناء الحديدة فإن الوضع سيكون كارثياً في كل القطاعات الصحي والسمكي والزراعي، صوامع الغلال والمخابز، آبار المياه، قطاع النقل المعني بإيصال الاحتياجات الغذائية للمواطنين في مختلف مناطق ومحافظات الجمهورية.. والمخاوف والآثار ستكون كبيرة على كل أبناء الشعب اليمني الذي يصر العدوان على تجويعه وحصاره. نسف لآلية الأممالمتحدة ذكرتم أن آلية الأممالمتحدة تقضي منح التصاريح للسفن بعد إخضاعها للتفتيش.. ما الذي استجد في الأمر حتى تقوم بوارج المعتدين بمنع دخول السفن لميناء الحديدة؟ نوضح للمواطنين أن الكميات التي يتم توزيعها عبر شركة النفط هي كميات يتم استيرادها في الأغلب وبشكل إجباري من موانئ دبي بالإمارات وهي دولة مشاركة في العدوان، وهناك سفن إماراتية تحمل الجنسية الإماراتية ضمن السفن التي تأتي لميناء الحديدة.. وعموماً السفن الواصلة إلى الحديدة تمر عبر ميناء جيبوتي لإخضاعها لآلية التفتيش الأممالمتحدة «يونفوم» التي أنشئت في العام 2016م بإيعاز من حكومات العدوان لتفتيش بواخر وسفن المحملة بالغذاء والمشتقات المتجهة للجمهورية اليمنية.. هذه الآلية بحد ذاتها تعسف بحق الشعب اليمني، وهي الثانية على مستوى الوطن العربي، فهناك آلية مشابهة يطبقها الكيان الصهيوني الغاصب على إخواننا في قطاع غزة لمحاولة تركيع الشعب الفلسطيني الصامد والمقاوم للاحتلال الصهيوني. إضافة إلى ذلك يتم تفتيش السفن المتجهة إلى اليمن في ميناء جيبوتي وإعطائها تصاريح الدخول لميناء الحديدة، ولكن عندما تقترب السفن إلى الميناء يتم قرصنتها من قبل بوارج تحالف العدوان وإرغامها على تحويل مسارها إلى أمام جزر فرسان المحادة لميناء جيزان، حيث يتم هناك حجز سفن المشتقات النفطية.. ومن المعيب أن يتم حجز هذه السفن وقد تم إخضاعها للتفتيش وإعطائها التصاريح من الاممالمتحدة، ومثل هذا السؤال أحرى أن يوجه للأمم والمتحدة والمبعوث الاممي، لان ما تقوم به بوارج العدوان هو نسف لآلية الأممالمتحدة وتشكيك في آلياتها.. وللأسف لم يحدث أي رد من الأممالمتحدة تجاه تلك التصرفات الرعناء، بل أن دورها أصبح شكلياً وهزيلاً ودون المستوى المطلوب حتى في حماية تصاريحها التي أصبحت أمام تحدي دول العدوان حبراً على ورق. استهداف رأس عيسى استهداف المنشآت النفطية ليس بالجديد على العدوان، فقد استهدف العدوان منشأة رأس عيسى وغيرها من المنشآت النفطية.. هل لكم أن تضعونا أمام الخسائر التي تكبدها فرع شركة النفط في الحديدة؟ العدوان كلما عجز عن إيقاف أي نشاط يخدم حياة المواطن اليمني يعمد إلى تدميره.. ففي العام 2016م وبالتحديد في 21 يناير قصفت طائرات العدوان منشأة رأس عيسي عنوة أثناء الدوام، حيث تم قصف منصة التعبئة رقم «1» مما أدى إلى استشهاد 13 بين موظف وسائق واحتراق المقطورات، أضف إلى ذلك قصف إدارة تموين الطائرات التابعة للشركة في ميناء الحديدة وتدميرها بشكل كلي، وكذا قصف مخازن الشركة في كيلو 10، بالإضافة إلى استهداف ثلاث محطات بمحافظاتالحديدة.. هذا ما يخص محافظة الحديدة أما بقية فروع الشركة بالمحافظات الأخرى فقد تم قصف فرع ذمار ومحطات في إب وتعز والمحطة النموذجية في أمانة العاصمة ومحطة الصباحة وغيرها. حيث بلغ إجمالي الخسائر التي لحقت بشركة النفط حتى نهاية العام 2018م نحو 8،8 مليار دولار، أما خسائر فرع الشركة بالحديدة فقد بلغت أكثر من 33 مليار ريال. نناشد الضمير الحي وماذا عن مناشدتكم للأمم المتحدة والرسائل التي بعثتم بها.. هل وجدت أية استجابة أو تحرك للضغط على تحالف العدوان؟ إذا تحدثنا عن المناشدة فنحن نناشد الضمير الحي وأحرار العالم للوقوف إلى صف شعبنا اليمني المظلوم والمحاصر، أما بالنسبة للأمم المتحدة فنجدد مطالبتها للقيام بدورها وأن تكون حازمة في تنفيذ آليتها وإعطاء تصاريحها الحماية الكاملة في دخول السفن لميناء الحديدة.. وقد خاطبنا الأممالمتحدة مراراً ولكن لم يكن هناك أي تجاوب أو تحرك على أرض الواقع سوى أنهم يشعرون بالقلق وسيرفعون بذلك.. لا بديل لميناء الحديدة هل من بدائل لديكم في الوقت الراهن؟ لا بديل لميناء الحديدة وأهميته ولا يمكن أن نقبل بأي بديل سوى السماح للسفن التي يصل عددها نحو 9 سفن نفطية بالدخول لتفريغ حمولتها خصوصاً وأن الغرامات المترتبة على احتجاز وتأخر تفريغ السفن لحمولتها كبيرة تصل إلى 200 ألف دولار يومياً بمتوسط 18-20 ألف دولار على السفينة الواحدة، ناهيكم عن رسوم التأمين الباهظة، كما أنه في حالة الإفراج عن هذه السفن يصعب دخول جميعها إلى ميناء الحديدة لصعوبة التفريغ وهذا سيأخذ وقتاً كبيراً ويترتب على ذلك تكاليف أخرى، وكل تلك التكاليف تدفع من عظم الشعب اليمني، بخلاف ميناء رأس عيسى القادر على استقبال كبرى السفن وبأعداد كبيرة. وإلى جانب أن العدوان يريد تعطيل ميناء الحديدة، فقد عمد العدوان إلى تعطيل عمل شركة النفط ومنشآتها حتى في المناطق والمحافظاتالمحتلة تعطيلاً كاملاً، كذلك الحال بالنسبة لمنشأة المخاء النفطية التي وبعد نهب معداتها تحولت إلى ثكنة عسكرية لمرتزقة من الجنود السودانيين بينما كانت في السابق تغطي أجزاء محافظاتالحديدة وتعز وإب ولحج وذمار. ونود التأكيد على أن مطالبنا في شركة النفط تتلخص بمناشدة المجتمع الدولي للضغط على تحالف العدوان للسماح بسرعة دخول سفن النفط المحتجزة، وفك الحظر عن ميناء رأس عيسى الذي تم إيقاف العمل فيه من قبل العدوان عنوة وظلماً وجوراً. دليل عجز وهزيمة حالة الصمود التي عهدها العالم وعلى ومدى أربع سنوات في وجه العدوان، هل يمكن لها أن تلين أمام التصرفات الرعناء واحتجاز سفن النفط؟ ما يقوم به تحالف العدوان من حجز للسفن المحملة بالمشتقات النفطية ومنعها من الدخول لميناء الحديدة، دليل عجزه وهزيمتهم، واستخدام العدوان لهذه الورقة يأتي ضمن سياسته القذرة لتجويع وتركيع ما يمثل 70% من سكان الجمهورية اليمنية، وبإذن الله سيمنى بالهزيمة وسيفشل هدف العدوان الرامي لخنق وتجويع الشعب اليمني كما فشلت أوراقه السابقة، وسيكتب الله النصر المبين للشعب اليمني الصابر الصامد.