وبالإستناد والرجوع إلى طبيعة العلاقات بين الدول والشعوب وما تفرضه عليها الأعراف الديبلوماسية المتعارف عليها بهذا الشأن .وعلى ضوء المحددات والأطر والأسس التي تحكم وتنظم هذه العلاقات المتشابكة والمتداخلة والمتصلة بسلسلة ممتدة من الأهداف والمصالح المشتركة فسنجد أنه لم يكن لمملكة آل سعود وشركائها في العدوان على اليمن الحق في التدخل الفج والمباشر في شؤون هذا البلد العربي المعتدى عليه والمستباح السيادة بهذا الشكل الغير معقول ولا مقبول على الإطلاق. ولم تكن السعودية أيضا مخولة بشن حربها الحالية على اليمن على هذا النحو المخالف لكافة الأعراف والمواثيق الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول . وما كان أغنى الرياض عن ارتكاب مثل تلك الحماقة والجرم في حق بلد وشعب جار وشقيق وقيامها عامدة بتبني طرف من أطراف الصراع السياسي اليمني ودعمه ماديا وسياسيا وعسكريا على حساب وضد أطراف الصراع واللعبة السياسية الأخرى في اليمن لاسيما تلك المناوئة لسياسة النظام السعودي وتدخلاته المستمرة في شؤون اليمن في أكثر من صورة وشكل وحالة !. والسعودية التي أنغمست بشكل لافت في أزمة ومشكلة جيرانها في اليمن منذ عهود مضت وحتى اليوم لم تكتف بهذا القدر من الإنغماس والتدخل في شؤون غيرها ومحاولة فرض الوصاية وممارسة دور الأبوة عليهم بل أنها واصلت ذات النهج والسياسة ومضت إلى ماهو أبعد من ذلك وقد أكدت الرياض بكل هذا وغيره استعدائها الدائم للشعب اليمني برمته وفندت بمثل هكذا سلوك وممارسات مزاعمها وزيف ماتدعيه من حرص على ديمومة وتعزيز علاقاتها الثنائية بالجار والشقيق اليمني . بيد أنه لم يكن يحق للسعودية أيضا أو أية دولة أخرى أن تفرض على اليمن واليمنيين مالا يمكن القبول به والتماهي معه وفيه من الإجحاف مالا يقبل به حر أبي .وكان الأحرى والأولى بمملكة آل سعود لو كانت فعلا حريصة على مصالح جيرانها وأشقائها في اليمن أن تبذل مساعيها وتكثف جهودها وتستغل في الخير دورها ومكانتها في العالم الإسلامي لتجمع الأطراف السياسية المتصارعة في اليمن على طاولة التفاوض والحوار وتعمل كشقيقة كبرى على اصلاح ذات البين بينهم وهي قادرة على ذلك لو أخلصت وأحسنت النية بدل أن تنحاز وتتماهى مع الطرف الذي يتبعها ويدور في فلكها وتتبنى مواقفه واطروحاته وتمده بكل اشكال الدعم والإسناد والتأييد وتتورط بالتالي في حربها الحالية على اليمن لاشك أنها ستدفع ثمنها غاليا ولو بعد حين ! ويبدوا أن السعودية بمواقفها التآمرية على اليمن لم تتعظ وتستفيد من عبر ودروس الماضي القريب والبعيد وتكف خطابها العدواني عن شعب وبلد لاذنب ولا وزر له يستدعي كل هذا الحقد والعداء لليمن واليمنيين وتماديها بغيا في ذلك بصورة لايجوز ولا بعدها ومعها السكوت وقد تجاوزت به كل حد . ولن نعفي السعودية أو نغفر لها يوما كل هذا الصلف والغطرسة والإستكبار والإستقواء علينا بأمريكا والغرب والصهاينة . ولا أعتقد بل أجزم أن ذاكرة الغالبية العظمى من أبناء اليمن لن تنسى أو يمحى منها جرائم مملكة آل سعود الوهابية بحق بلادهم وشعبهم الذي يذوق ويتجرع اليوم على يديها كؤوس الردى اليوم مرا وعلقما ويلقى منها مالم يحسب أن يلقاه من أعدائه على أنه لاعذر ولا مبرر للسعودية يجيز لها اليوم الإستمرار في جريمتها بحق اليمنيين سواء بالحرب أو غيرها ولا يوجد مايعفيها من مسؤولياتها أمام الله والتاريخ عن جرمها المشهود بحق اشقائها وجيرانها ولا بد أن يأتي اليوم الذي يحاسب فيه النظام السعودي جزاء ماارتكبه من جرائم بحق اليمن وكل الدول العربية والإسلامية الأخرى التي استهدفتها مملكة قرن الشيطان هذه بشرها وويلها وجرائم هذا النظام العميل كما سبق وذكرنا وأوضحنا لن تسقط بالتقادم . وعلى صلة بهذا العدوان والحرب المستمرة على اليمن من قبل السعودية والدول المتحالفة معها منذ أربعة أعوام في ظل صمت عربي ودولي مزري يذهب الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين إلى التأكيد والتوضيح في نفس الوقت أن هذه الحرب العدوانية الحالية على اليمن لاتقتصر على الجانب العسكري والعملياتي في جبهات القتال الملتهبة ولا على الغارات الجوية التدميرية لطيران دول التحالف السعودي الأماراتي الأمريكي الصهيوني على مدن اليمن وقراه بشكل يفوق الوصف والإحتمال بل أن هناك بالتزامن مع هذه العمليات العسكرية المعروفة حرب أخرى أو بالأصح حروب عديدة لها صورها واشكالها المتعدة تشن على هذا البلد والشعب منها : الحرب الإقتصادية وسياسة التجويع والإذلال والعقاب الجماعي للشعب وفرض الحصار عليه وحرمان بنيه من حق السفر والدواء والعيش بأمن وسلام على ثرى أرضه ووطنه والأدهى والأخطر - الحرب الناعمة - وهي أخطر الحروب التي يشنها الأعداء على هذا البلد والشعب وهي أشد وأخطر انواع الحروب الحديثة ولها تكتيكاتها ووسائلها وادواتها الظاهرة والخفية . ومثل هذا النوع الخطير من الحروب تستهدف بدرجة أساسية ومباشرة العقول والأخلاق والمبادئ والمعتقدات والشرف واعتزاز الإنسان بنفسه ودينه ووطنه وكل مايمثله ويتمسك به من مثل وقيم !. ..... يتبع .....