يلتقي عند الساعة التاسعة من مساء الاثنين المنتخب الجزائري مع نظيره التنزاني في آخر مبارياتهم ضمن دور المجموعات في بطولة كأس أمم أفريقيا باستاد السلام في العاصمة المصرية القاهرة. وعلى الرغم من أن تأهل "ثعالب الصحراء" مضمون للدور ثمن النهائي، إلا أن حضور جماهيرهم الكثيف متوقع في المدرجات، كما كان الحال في مواجهاتهم السابقة. يستعد المنتخب الجزائري لخوض آخر مبارياته ضمن دور المجموعات من كأس أمم أفريقيا التي تحتضنها مصر. فعلى ملعب السلام بالقاهرة سيلتقي "ثعالب الصحراء" بنظرائهم التنزانيين في مباراة لن تؤثر نتيجتها على تأهلهم للدور الثاني، بعد فوزهم في أول مباراتين لهم، وضمانهم صدارة المجموعة. ومنذ انطلاق البطولة في 21 يونيو/حزيران يتواجد المشجعون الجزائريون بقوة لمساندة منتخب بلادهم، بالرغم من تكاليف السفر والإجراءات الأمنية. فباستثناء حضور الجماهير المصرية لتشجيع منتخب الفراعنة، يعد الحضور الجماهيري الجزائري هو الأبرز. فباستثناء ملاعب القاهرة الثلاثة التي تحتضن عددا من مباريات البطولة، تكاد مدرجات الملاعب التي تقام عليها مباريات دون مشاركة المنتخب المصري تخلو تماما من المشجعين. لكن الأمر يختلف قبل مباريات المنتخب الجزائري في المجموعة الثالثة، حيث ينتشر اللون الأخضر في المدرجات دعما لثعالب الصحراء الذين قدموا في الجولتين الأوليين أداء هو من الأفضل بين المنتخبات ال24 المشاركة حتى الآن. كأس أمم أفريقيا : شعار جديد يهتف به جمهور الجزائر في المدرجات في أحد الفنادق القريبة من أهرامات الجيزة، يقوم ما بين 300 إلى 400 مشجع جزائري بالتحضير للمباريات على طريقتهم: رايات متدلية من النوافذ والشرفات، وأهازيج وأناشيد تصدح في ردهة الاستقبال، في مشهد يتكرر مع كل مباراة، ويتوقع أن يحضر أيضا الاثنين قبيل المباراة الثالثة للمنتخب في دور المجموعات ضد تنزانيا. تحضيرا للمباراة السابقة ضد السنغال، أقوى منتخبات القارة ترتيبا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، استعد إسماعيل لتحفيز مواطنيه بقرع الطبل محاطا بمواطنيه الذين ارتدوا اللونين الأخضر والأبيض. ويقول المشجع الجزائري البالغ من العمر 23 عاما لوكالة الأنباء الفرنسية "الأمر مذهل!" في المرافقة الأولى لابن العاصمة لمنتخب بلاده. يضيف "حضرت بمفردي، لكنني اكتسبت أشقاء هنا"، في إشارة إلى مشجعين آخرين يأملون مثله في تحقيق المنتخب لقبه القاري الثاني، والأول منذ العام 1990 حين توج المنتخب الأخضر على أرضه. وتقدر أعداد المشجعين الجزائريين الذين تابعوا المباراة الأولى ضد كينيا، بما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص، في عدد محدود إذا ما تمت مقارنته بقرابة 75 ألف شخص تغص بهم مدرجات استاد القاهرة الدولي في مباريات منتخب الفراعنة، لكنه أكثر من مقبول مقارنة مع الأعداد المحدودة لمشجعي المنتخبات الأخرى. وعلق مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي على مسألة التشجيع بالقول "الجميع يحب أن يلعب في ملعب مدرجاته ممتلئة، لكن للأسف هذه ليست الحال في الوقت الراهن"، مضيفا "لكن مشجعينا أتوا. نحن محظوظون لوجودهم، يحضرون كل مباراة". تكاليف مرتفعة دفع بعض المشجعين ما يصل إلى ألف يورو للإقامة وحضور المباريات الثلاث في الدور الأول، ومنهم أحد مشجعي فريق مولودية وهران. ويقول الشاب البالغ من العمر 24 عاما "المبلغ كبير، لكنني سأبقى في حال مضى المنتخب إلى أبعد" من الدور الأول، وهو ما تحقق من خلال فوزه على السنغال 1-صفر والعبور إلى الدور ثمن النهائي. يضيف "الأمر يختلف بين تشجيع النادي أو منتخب الجزائر". بالنسبة إلى سمير (52 عاما) الآتي إلى مصر مع ولديه، مساندة المنتخب الجزائري تستحق التضحية. ويوضح "نقوم بتضحيات. عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، والمغامرة، نحن نحب ذلك. نحب بلدنا". ويتابع "أينما لعبت الجزائر، يتواجد جزائريون. حتى في دوري أبطال أوروبا! حتى إذا غاب لاعبون جزائريون، يكون العلم الجزائري حاضرا". مع اقتراب موعد الانطلاق إلى الملعب، يرفع المشجعون الجزائريون من صوتهم تشجيعا للاعبين لا سيما سفيان فغولي، ويخرجون إلى الطريق للصعود إلى خمس حافلات تنتظرهم لنقلهم الى الملعب بمرافقة من الشرطة المصرية التي يتواجد عناصرها بشكل دائم في محيط الفندق. واتخذت القوات الأمنية المصرية إجراءات واسعة في مختلف أنحاء العاصمة لا سيما في محيط الملاعب والفنادق على هامش البطولة، لا سيما في أعقاب سلسلة حوادث شهدتها البلاد في الأعوام الماضية، وصولا إلى أسابيع فقط حتى من انطلاق البطولة في 21 يونيو/حزيران. مساندة الجزائر ورأى مشجع جزائري فضل عدم كشف اسمه أن الإجراءات تحد أحيانا من حرية الحركة بالنسبة إلى المشجعين. وقال "الأمر صارم في الجزائر، يحضر المشجع إلى الملعب للتعبير عن نفسه بحرية. الأمر ليس مماثلا في مصر. ثمة إجراءات أمنية كثيرة". وغالبا ما شهدت الملاعب الجزائرية أحداث شغب على هامش المباريات. وفي البطولة القارية، قامت السلطات المصرية بترحيل مشجع جزائري اسمه موفق سمير سردوك لقيامه برفع شعار سياسي في الملعب، مساند للاحتجاجات في بلاده التي أدت للإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بحسب ما أفاده شقيقه لوكالة الأنباء الفرنسية في وقت سابق هذا الأسبوع. ويشدد المشجعون على أن التوترات الكروية السابقة بين بلادهم ومصر والتي كان من أبرز أشكالها الاعتداء على حافلة للمنتخب في القاهرة عام 2009 قبل مباراة ضمن تصفيات كأس العالم 2010، باتت من الماضي. وقال المشجع الجزائري حمزة (32 عاما) "نحن هنا من أجل الجزائر".