حفاظاً على الأجيال من الانحراف وشغلهم بالمفيد والنافع واستيعابهم من الشوارع خاصة بعد انتهاء العام الدراسي دشنت وزارة الأوقاف والإرشاد بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم المراكز الصيفية في كافة مساجد ومدارس الجمهورية وزودتها بكافة الموجهين والمعلمين من اجل تنشئة جيل مؤمن بالله ولاؤه لله وللوطن وحريص على طلب العلم الذي هو فرض على كل مسلم ومسلمه ولأهمية هذه المراكز نرصد آراء بعضاً من الأساتذة الإجلاء الذين كان ل 26سبتمبر الالتقاء بهم.. فإلى الحصيلة: استطلاع: عبدالملك الوزان الأستاذ أمين عامر: العلمُ طريقٌ وسُلَّمٌ إلى رحمة الله سبحانه وتعالى ما تقرب المتقربون بأعظم من طلب العلم لأن العلم يقود الإنسان إلى معرفة الله وهو نور الله، به نعرف الحلال والحرام ونعرف ما يجب علينا وما لا يجب ولكن إذا غفلنا عن العلم وأغلقنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولم نبحث ولم نتدير في كتاب الله ولم ننظر في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن الجهل والعمى والفساد والبغي سيحل بنا لا محالة وغضب الله وسخطه سينزل على العباد ففي الحديث ما عصي الله بأكثر من الجهل رب بائع يبيع أو يشتري يرتطم في الربا ويدخل في اللعنة لأن أهل الربا ملعونون ربما دخل في نكاح باطل وهو لا يدري أو في معاملة من المعاملات في الحرام وهذا كله سببه الجهل, لكن إذا استضاء الإنسان بنور العلم وتعلم وتفقه فذلك من الخير الوفير يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين ويلهمه رشده قال المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السلام: إلى متى يحسن بالإنسان طلب العلم؟ قال: ما حسنت به الحياة, وهذه الأيام عطلة صيفية لأولادنا فينبغي علينا التنبه لهم وعدم إهمالهم وتركهم يتيهون ويضيعون أوقاتهم, لذا فلنحرص كل الحرص على تعليمهم العلم النافع وهذه هي مسؤولية الآباء والأمهات وأولياء الأمور والأوصياء. يأت الولد يوم القيامة متعلقًا بتلابيب والده أو وليه قائلًا يا رب سل هذا لما لم يعلمني كتاب الله وشريعته وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والأخلاق والآداب. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام علموا أولادكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم, وفي الحديث ما منح والدٌ ولدًا أفضل من أدب حسن وقيل بادروا بتأديب أولادكم قبل تراكم الأشغال اللهم إنا نسألك علما نافعًا وقلبا خاشعًا وعملًا متقبلًا ودعاءً مستجابًا. أما الأستاذ يونس المعدنى فقد تحدث حول ذلك بالقول : يُعتبر طلب العلم فريضةً واجبةً على كل مسلم ومسلمة ،لقول الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه[طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ]ويكون ذلك على قدر استطاعة كل فرد؛ حيث إنّ طلب العلم يُصحّح الأخطاء في فهم الأمور، ويُرشد إلى الطريق الصحيح، ويُجنّب الفرد من الوقوع في العثرات، ويدلُّ على السعادة في الدنيا والآخرة، هذا فضلاً عن شرف فضيلة ومكانة العلم وأهله،يقول الله تبارك وتعالى: (يرفع الله الذين أمنوا والذين أوتوا العلم درجات) وبالتالي فإنَّ العلم أشرف النعم، وأعلى الدرجات والمنازل، وهو موروث الأنبياء، والطريق المؤدي إلى الجنة، وتحصيل هذا العلم لا يكون إلّا بمجهود عظيم، وتضحية بالغة، فالمكارم محفوفة بالمكاره، والسعادة لا تكتمل إلّا بعد العبور على جسر من التعب، والعلم لا يكون إلّا بالصبر، لذلك يقول الشاعر:لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلُغ المجد حتى تلعق الصبرَا كما يوجد للعلم العديد من الفضائل، ولعل أهمها ما يأتي: العلم إرثً الأنبياء، والدليل على ذلك ما جاء في الحديث النبوي الشريف: (من سلك طريقًا يطلبُ فيه علماً، سلك اللهُ به طريقاً من طرُقِ الجنَّةِ، وإنَّ الملائكةَ لَتضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ رضاً بما يصنع، وإنَّ العالمَ لَيستغفرُ له مَن في السمواتِ، ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ البحار، وإنّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدر على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ، لم يُوَرِّثوا دينارًا، ولا درهماً، إنما وَرّثوا العلمَ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ) العلم أفضل سلاح لمواجهة الأعداء.وسبباً لنجاة صاحبه من أي خديعة.فالعلم يحرس صاحبه، ويبقى مع صاحبه إلى الممات. وهو كذلك سبباً في تقدم البلاد ورُقي الأمم والعلم يُقرّب المسافات البعيدة . أهمية المراكز الصيفية الأستاذ محمد المعافا:- مهما تقدمت الأمة في جميع المجالات التعليمية والصناعية والاستكشافية، فإنها بحاجة ماسة إلى وظائف الدين النفسية والاجتماعية، كما تحتاج إلى التعامل بالرحمة والتعاون والتكاتف والعاطفة الجياشة، لتقضي على أمراض العصر النفسية والعصبية والكبت والاكتئاب..وغيرها من ادعاءات سيطرة الشيطان على جسم وروح الإنسان. فالدين وظيفته الإنسانية أن يجعل ارتباط المرء عقليا وانفعاليا بالله تعالى، وهو وسيلة للراحة النفسية والروحية وخاصة في الوضع الراهن الذي نعيشه من الحروب والفتن وما نتج عنها من المشكلات والمصائب وتوالي النوائب، فلا يوجد أمن وراحة إلا في رحاب الله.. من هنا ندرك أهمية المراكز الصيفية الدينية والتعليمية خاصة في ظل غياب الدين عن كثير من مناهجنا المدرسية والجامعية والتعليمية بشكل عام! فضلا عن توقف التعليم بسبب العدوان الظالم الغاشم والحصار الذي أدى إلى تسرب الكثير من أبنائنا وتركهم للدراسة , أو بسبب قصف مدارسهم وحرمانهم من التعليم، وعدم حصولهم على القدر الضئيل الذي كانوا يحصلون عليه، فعلى الأقل كان أهون من اللاشيء. مما يجعلهم فارغين داخليا وبحاجة لأن يملأ نقصهم هذا وتعويض حرمانهم الذي تم عن سابق قصد وترصد، لكي تحرم أجيالنا شرف العلم والوعي، وحصن الدين وتوجيهه، لتُضيع الطريق إلى رحاب الله الواسع فتضيق وتهلك! ابناؤنا أمانة في أعناقنا إن الأبناء «زينة الحياة الدنيا» شفعاء لآبائهم الصالحين، والدعوة الجارية لهم بعد مماتهم إلى يوم الدين الأبناء في صغرهم وصفاء أفكارهم كقطعة الأرض التي تقبل أن يزرع فيها الفلاح أي شيء، المهم أن يتعهدها بالماء والحراثة، والطفل كذالك! يحتاج أن يُتعهد بالتربية والتعليم، وأن يُزرع في فكره ما يكون موجهاً مباشراً أو معلما ذاتيا له في حياته كلها، كزرع العقيدة الصحيحة، ثم العبادة والأخلاق الفاضلة، وذلك باستثمار الطفولة . بعض الآباء والأمهات يجهلون ذلك، أو لا يهتمون ولا يلقون لهذا الأمر بالا، وينتظرون أبناءهم حتى يكبروا ويبلغوا سن الرشد، بينما الثمرة في الطفولة التي تتميز بالمرونة والصفاء، وكلما تم دعم بنيان الطفولة بالرعاية والاشراف والتوجيه والتعليم الديني والخلقي بما في ذلك «التوجيه نحو المراكز الصيفية» كلما كانت التربية دينية صحيحة كانت الشخصية أشد ثباتا ورسوخا ووثوقا ووقوفا أمام الهزات والعثرات الحالية والمستقبلية التي يتعرض لها حريٌ بالآباء والأمهات أن يأخذوا العبرة من الشباب الذين حُرموا هذا التحصين الفكري زمن الطفولة! فاستغلهم الارهابيون وغرروا بهم وجروهم بسهولة نحو الرذائل، أو القتال في صف الباطل إن على الآباء مسؤولية أمام الله في تحصين فكر الأبناء بكل الطرق المتاحة، خاصة في ملء أوقات فراغهم و استغلال العطل الصيفية بتدريسهم .. كما يجب أن نشجع الدولة الآباء على ارسال أبنائهم، للمراكز الصيفية، وتحفيز الأبناء في التوجه والاندفاع إليها بتنويع الأنشطة التعليمية الرياضية والثقافية، وإضافة إلى المسابقات الحماسية، والألعاب التعليمية الممكنة، جنبا إلى جنب مع أهدافها الرئيسية المعروفة «حفظ القرآن الكريم وعلومه - ودراسة السنة النبوية ومعانيها - والفقه وأصول الدين وغيرها من الأمور الدينية» على الجميع العمل بجد وجهد والتخطيط الدقيق والعميق من أجل تحقيق هذه الأهداف السامية المهمة والحساسة، لرعاية وتنشئة وتحصين أبنائنا من آثار الحروب والفتن والأزمات، بتوظيف أوقات فراغهم وعطلهم لتحصينهم بالفكر السليم الذي يعود بثمرته ليس عليهم فحسب، بل على الوالدين والمجتمع بأكمله، كما يزرع فيهم حب الدين والوطن والحق والناس أجمعين.