قبل أن أكتب مقالي هذا كم يحز في النفس أن يتعرض مئات المرضى المسافرين للعلاج في الخارج من لا حول لهم ولا قوة يتعرضون لكافة أنواع الاهانة والابتزاز خاصة من معهم عوائل من ممارسات وحشية مجردة من الإنسانية.. ناهيك عن من أوقف سفره خوفاً لما سيتعرض له من إساءات قد ينجم عنها لا قدر الله الموت ويفضل أن يموت على أن يهان ولذلك لابد من فتح مطار صنعاء الدولي الذي صار ضرورة قصوى وحق من حقوق الانسان. اما في عدن الحاج منصور من أبناء محافظة تعز يمتلك بوفية في محافظة عدن منذ سنوات طويلة، يأتي إليه الكثير من إخواننا أبناء عدن ليتناولوا وجبتي الإفطار والعشاء وكان اغلبهم يتناولون هذه الوجبات «دين» دين على الحساب وكان البعض منهم يسدد ما عليه عندما تتيسر أموره والبعض الآخر لم يكن باستطاعتهم تسديد ما عليهم فكان الحاج منصور ذا القلب الرحيم كريم يسامحهم ويأتي إليه أطفال المدارس ويعطيهم الشاي ولم يكن يرد احداً.. واليوم يقوم بعض الغوغائيين بتحطيم بوفيته ومصدر رزقه ورزق أولاده هو من يتساعد معهم جميعاً فهل هذا هو رد الجميل وهل جزاء الإحسان بالإساءة ونسيان العيش والملح. الحاج منصور هو نموذج لما عاناه أبناء المحافظات الشمالية بمحافظة عدن «ثغر اليمن الباسم».. خمسة أيام وأكثر والمواطنون من الشمال في جنوب الوطن يواجهون شتى أنواع التصفية العرقية وكل أنواع العنصرية والإبعاد القسري والمهانة اللإنسانية. ان من يشعل نار الفتنة اليوم بين أبناء المحافظات الشمالية والمحافظاتالجنوبية ويزرع الحقد والكراهية ويسخر كل وسائل إعلامه ضد أبناء الشمال وكأنهم أعداء لأبناء الجنوب هو المجرم الحقيقي وهو المستفيد الأول من إثارة مثل هذه النعرات المناطقية وزرع الكراهية إنهم بلا شك آل سعود وآل زايد الذين أرادوا احتلال أراضينا ونهب ثرواتنا ولن يتمكنوا من ذلك وتنفيذ مخططهم إلا بمثل هذه الأعمال الإجرامية، وبالدرجة الثانية يبرز أذنابهم وعملاؤهم المرتهنون للخارج حكام الفنادق الذين لم نسمع لهم تصريحاً يدين مثل هذه الأعمال النكراء ضد أبناء المناطق الشمالية ولم يحركوا ساكناً لإنقاذ أولئك الكم الهائل من البشر من التصفية الجسدية ونهب ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم. فنقول لأبناء المحافظاتالجنوبية اتقوا الله في إخوانكم أبناء وطنكم لان الفجور في الخصومة ليس من صفات المؤمنين وتذكروا انه وفي كل أزمة أو حرب حدثت في الجنوب يكون أبناء الشمال هم الذين يفتحون لكم بيوتهم ويحسنون وفادتكم كانوا لكم الصدور الحانية فعندما حدث الخلاف ما بين الجبهة القومية وجبهة التحرير عام 1967م لجأ أبناء جبهة التحرير إلى الشمال ولما حصل الانقلاب على قحطان الشعبي فر مؤيدوه إلى الشمال ونفس الشيء عندما حصل الانقلاب على سالمين وكذلك بعد أحداث يناير عام 86م فر أكثر من 200 ألف إلى الشمال وكان أكثرهم من أبين وشبوة ومنهم الدنبوع «هادي». ونقول للمعتوهين في عدن بوجه خاص مهما أسأتم إلى إخوانكم أبناء المحافظات الشمالية ومهما كان حقدكم فلن نتعامل معكم بنفس أسلوبكم القذر قد تكونون متأثرين بالاحتلال الإماراتي، لكن لن نسمح لأعداء الوحدة اليمنية أعداء الوطن أن يحققوا ما يسعون إليه وسيكون أبناء اليمن الواحد الشرفاء هم صمام أمان الوحدة مهما فرقنا الاحتلال وسيأتي اليوم الذي ستندمون فيه على تصرفاتكم السيئة تجاه ابناء المناطق الشمالية المتواجدين بعدن.. ونقول لأبناء المحافظاتالجنوبية في صنعاء وغيرها من المحافظات الشمالية انتم إخواننا وأبناء جلدتنا لكم ما لنا وعليكم ما علينا ونطمئنكم بأننا سنظل الجسد الواحد ولا يمكن ان نتأثر بما عمل السفهاء في عدن انتم فوق رؤوسنا وهذه بلادكم.. وما حصل بعدن لن يؤثر في نفوسنا تجاهكم أبداً وما حدث في عدن من أحداث مؤلمة لا توحي إلا عن بغضاء وكراهية الشراذم الانفصالية وعن سلوكهم وتربيتهم الحاقدة ورخصهم ورخص نفوسهم الدنيئة التي باعوها للخارج وقيمتهم الرخيصة للعدوان وما هم إلا أدوات وليسوا سوى ارخص مرتزقة على وجه الأرض.. وسيبقى اليمن موحداً رغم أنوفهم الى ان يرث الله الارض ومن عليها!!.