مدير الدائرة: رسول الله أول من بنى جيشا ً نظاميا ً في الجزيرة العربية التربية الإيمانية المحمدية مكنت الجيش الإسلامي من هزيمة أمبراطورتي الروم والفرس تمسك قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بالنهج القويم الذي ارساه الرسول الكريم تجلت في الانتصارات التي أبرزها عملية « نصر من الله» المقدمة والمؤخرة والميمنة والميسرة والقلب خطة قتالية أول من رسمها الرسول الأعظم الأنصار أول من حملوا راية التوحيد لنصرة الإسلام والدفاع عنه التسلح بالعقيدة الإسلامية الحقة وحده سيمكننا من هزيمة امبراطوريات الهيمنة والاستكبار العالمي اليوم شمسان: القواعد التي ارساها رسول الله نقلت المجتمع الجاهلي من الصراعات والثأرات إلى أمة النهج القويم الفقيه: الدروس العظيمة من معارك رسول البشرية تدرس في ارقى الكليات العسكرية الشرعبي: الشخصية العسكرية للرسول الكريم تشكل منطلقاً لمواجهة المؤامرات التي تتعرض لها الامة اليوم التويتي: الوفاء وتجنب الغدر والرفق بالنساء والأطفال والضعفاء قواعد إنسانية أسسها رسول الله نظمت دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة بصنعاء ندوة خاصة عن ( الشخصية العسكرية للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) تزامنا مع الاستعدادات الكبيرة للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف. وخلال افتتاح أعمال الندوة التي حضرها مستشار المجلس السياسي الاعلى أ . د عبدالعزيز الترب ونائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للشؤون الاعلامية العميد عبدالله بن عامر وعدد من الاكاديميين والقادة العسكريين .. ألقى مدير دائرة التوجيه المعنوي المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة كلمة أشار فيها إلى أهمية إحياء هذه الندوة التخصصية المكرسة للتعرف على الجوانب القيادية العسكرية في شخصية الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم . تغطية: ناصر الخذري- علي المد عى مؤكدا على أهمية الاقتداء برسول الله والسير على نهجه وسيرته العطرة .. لافتا إلى أن شخصية الرسول غيبت عن الساحة الإسلامية. واوضح العميد سريع أن الأنصار هم أول من استقبل الرسول أثناء هجرته من مكة إلى المدينة ونصروه وأول من حمل راية التوحيد في مختلف الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون دفاعا عن الإسلام . وأضاف العميد سريع بقوله : ( استطاع الرسول أن يبني أول جيش نظامي في الجزيرة العربية) مشيرا إلى أن التربية الايمانية والتسلح بالعقيدة الاسلامية التي ربى عليها الرسول الجيش الاسلامي مكنته من هزيمة إمبراطوريات الروم وفارس الشبيهتين بإمبراطوريات الهيمنة والاستكبار العالمي اليوم وتطرق العميد سريع إلى الصفات القيادية العسكرية للرسول في قيادته للمعارك وفق خطة القتال التي تشمل توزيع الجيش إلى المقدمة والمؤخرة والميمنة والميسرة والقلب كأول تنظيم عسكري عرفه التاريخ . وأضاف سريع بقوله : (إن الثبات والصمود لأبطال الجيش واللجان ضد تحالف العدوان بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي الذي يشرف بنفسه على سير المعارك في مختلف جبهات القتال وأبرزها العملية العسكرية الكبرى «نصر من الله» التي قادها بصورة مباشرة .. يؤكد تمسكه بالنهج القويم والأسس التي أرساها الرسول الكريم في قيادته للأمة خلال غزوات الدفاع عن الدعوة الإسلامية التي انتصرت بالجهاد ووصلت إلى كافة أصقاع المعمورة . وقد واصلت الندوة التخصصية أعمالها حيث تناولت الورقة الأولى التي قدمها الأستاذ مجيب شمسان تحت عنوان ( الاستراتيجية العسكرية في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ظل التحولات الاجتماعية التي رافقت الدعوة الاسلامية ) تناول شمسان في ورقته الأسس والقواعد التي أرساها الرسول واستطاع من خلالها نقل المجتمع الجاهلي من طور الثارات والصراعات إلى أمة تحمل العقيدة الإسلامية والنهج القويم للدين الإسلامي الحنيف. موضحا أن الصبر والثبات أهم المرتكزات التي عززت انتصارات المسلمين في مختلف الغزوات والمعارك الدفاعية التي قادها الرسول ضد أعداء الإسلام والمسلمين . إلى ذلك استعرض الاستاذ أحمد الفقيه في ورقته التي قدمت تحت عنوان ( لمحة عن التخطيط العسكري في غزوات الرسول ) عددا من الصفات القيادية و العسكرية والإدارية والسياسية للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في التخطيط العملياتي لإدارة المعارك. موضحا أهمية استلهام الدروس العظيمة من مغازي ومعارك الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتدريسها في الكليات العسكرية للاستفادة منها في تربية وتدريب المقاتلين . فيما تطرق المقدم طلال الشرعبي في ورقته تحت عنوان ( الرسول الأعظم .. حكمته البالغة ونظرته الثاقبة في اختيار القادة وتوزيع المهام ) إلى العوامل والأسباب التي تبرز في ضوئها أهمية التعرف على سمات الشخصية العسكرية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وجعلها أسسا ومنطلقات للمواجهة والتصدي للمؤامرات التي تتعرض لها الأمة العربية والاسلامية اليوم . مستعرضا عددا من المواقف التي تجلت فيها حكمة الرسول في اختياره للقادة وتوزيعه للمهام العسكرية خلال المعارك التي خاضها ضد طواغيت الكفر والشرك . فيما أشار العقيد عبدالسلام التويتي في ورقته المعنونة ب ( الملامح الإنسانية في غزوات خير البرية ) إلى عدد من ملامح الشخصية الانسانية للرسول التي تجلت خلال غزواته ومعاركه التي قادها. موضحا أن الرسول عمل على إرساء جملة من القواعد الإنسانية في إدارته للمعارك كالتزامه الوفاء وتجنب الغدر وعدم قتال المكرهين على القتال والرفق بالأطفال والنساء والضعفاء وقبول الصلح تقديما للسلام مع العدو الموشك على الانهزام وعدم إكراه المستسلم على الإسلام . تخلل الندوة مداخلات لعدد من المشاركين الاكاديميين العسكريين أبرزها مداخلة مدير دائرة التوجيه المعنوي الأسبق العميد نعمان المسعودي التي اكد فيها أن الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلوات والتسليم كان أعظم قائد عرفه التاريخ وقد شهد بقيادته وأخلاقه كل الأمم وكثير من الفلاسفة والباحثين في الدول المعادية للإسلام والمسلمين. موضحا ان ابطال الجيش واللجان الشعبية الذين يخوضون القتال في مختلف الجبهات يستلهمون في قتالهم الاسس والقواعد التي ارساها الرسول في بناء الجيش الاسلامي والامة الاسلامية . في ورقة العمل المقدمة للندوة من الباحث عبدالسلام التويتي بعنوان «الملامح الإنسانيَّة في غزوات خير البريَّة»: لم تگن الحرب في فلسفة النبي صلى الله عليه وسلم هي الهدف المطلق بقدر ما كانت وسيلة للدفاع عن الحق الرسول لم يعلن على قريش الحرب التي أسفر عنها الفتح المبين (فتح مگة) إلاّ بعد أن نگثت قريش العهد كان -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه- يحرص -أثناء قتال الاعداء الطغاة- على سلامة كافة مظاهر الحياة كان شعار حبيبنا محمد «من قال (لا إله إلا لله) عصم مني ماله ودمه» تاركًا ما تنطوي عليه الضمائر للمطلع على السرائر إن الرسالة الإسلامية (المحمدية) رسالة إنسانية؛ فقد جاءت لتراعي إنسانية الإنسان آمرة إياه بما ينفعه ناهية إياه عمَّا يضره؛ فنصوص القرآن كاملة -وهو مصدر التشريع الإسلامي الأول- إما كلام موجه إلى الإنسان، أو كلام متحدث عنه، وقد ورد لفظ “الإنسان” في القرآن ثلاثًا وستين مرة، فضلاً عن ورود ألفاظ تدل عليه -مثل “بني آدم”- ست مرات، وورد لفظ “الناس” مائتين وأربعين مرة ، كما ورد لفظ (العالمين) أكثر من سبعين مرّة، بل إن أول خمس آياتٍ نزلت على قلب الحبيب المصطفي في غار حراء -وهي الخمس الآيات الأولى من سورة العلق- قد اشتملت على لفظ «الإنسان» مرتين. ولو تأملنا في مضمون الفقه الإسلامي المنبثق -في معظمه- من الكتاب والسنة، لوجدنا جانب العبادات (فقه العبادات) مقتصر على نحو الربع أو الثلث على أكثر تقدير، بينما تعنى النسبة الكبرى بأحوال الإنسان المعاملاتية (فقة المعاملات)، بل إن العبادات من صيام وزكاة وحج منطوية على قيم إنسانية بدرجة اساسية. وفي ذلك كله تكمن الأدلة الدامغة والحجج القاطعة على إنسانية رسالة الإسلام. وما كانت هذه الرسالة الخاتمة والمتممة لما سبقها من الرسالات أن تتنزل الا على رجل حائز على الكمال في الشمائل والصفات وهو نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذي يقول عنه العلي العظيم في القرآن الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم آية: (4). وكما كان خير البرية حبيبنا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- مثلاً أعلى في التعامل الإنساني و(أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) في السلم، فقد مثل ظاهرة جديدة وغير معهودة في التحلي بالقيم الإنسانية في حالة الحرب، فلم يكن -عليه أفضل الصلاة والسلام- داعية حرب بقدر ما كان داعية سلام، بدليل أن جميع غزوات النبي ذات طابع دفاعي، ولم ينحُ -في أيٍّ منها- أيَّ منحى دموي. أهم الملامح الإنسانية في الغزوات النبوية 1- تجنب المواجهة حتى تفرض: فقد كان أول خروج للرسول وأصحابه من المدينة في العام الأول الهجري يهدف فقط الاستيلاء على قافلة قريش التجارية تعويضًا عمَّا لحقهم من كفارها -قبل وإبَّان هجرتهم- من أضرار معنوية ومادية، فلما تمكن أبو سفيان من الإفلات بها بتغيير طريق سيرها، أزمعوا العودة إلى المدينة، بيد أن استكبار صناديد قريش اضطرهم اضطرارًا لخوض عزوة بدر الكبرى، (لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) الأنفال من الآية: (42). 2- عدم قتال المكرهين على القتال: فقد روى ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه قُبيْل نشوب القتال في غزوة بدر: «إنِّي قدْ عرفْتُ أنّ رِجالاً مِنْ بنِي هاشِمٍ وغيْرِهِمْ قدْ أُخْرِجُوا كرْهًا، لا حاجة لهُمْ بِقِتالِنا، فمنْ لقِي مِنْكُمْ أحدًا مِنْ بنِي هاشِمٍ فلا يقْتُلْهُ، ومنْ لقِي أبا الْبخْترِيِّ بْن هِشامِ بْنِ الْحارِثِ بْنِ أسدٍ فلا يقْتُلْهُ، ومنْ لقِي الْعبّاس بْن عبْدِ الْمُطّلِبِ، عمّ رسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فلا يقْتُلْهُ فإِنّهُ إِنّما أُخْرِج مُسْتكْرهًا» رواه البخاري. 3- التزام وفاء تجنب الغدر: وأوضح مثال على ذلك الإيفاء بما عاهد عليه قريش في صلح الحديبية على الرغم ممَّا اتسمت به من تعنت، ولم يعلن عليها الحرب التي أسفر عنها الفتح المبين (فتح مكة) إلاّ بعد أن نكثت هي فنالها ما كانت أهلا له، (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ) فاطر من الآية:(43)، بل لم تخلُ وصية من وصاياه لقادة سراياه من قوله: «ولا تغْدِرُوا». وليس ذلك فحسب، بل لقد بلغ تمسكه -صلوات ربي وسلامه عليه- بفضيلة الوفاء ونفوره من رذيلة الغدر التبرؤ من الغادرين وإن كانوا مسلمين والمغدور بهم كافرين، فقال في ذلك: «منْ أمّن رجُلاً على دمّهِ فقتلهُ، فأنا برِيءٌ مِن القاتِل، وإِنْ كان المقْتُولُ كافِرًا» رواه البخاري وابن حبان والبزار. 4- الرفق بالأطفال والنساء والضعفاء وسائر الأشياء: فقد كان -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه- يحرص -أثناء قتال الاعداء الطغاة- على سلامة كافة مظاهر الحياة، فقد رويَ أنه وصى قادته قبيل توجههم لغزوة مؤتة -بما كان يلزم به نفسه في سائر غزواته- قائلًا: «أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيراً، إغزوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة ولا تقربوا نخلاً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً» متفق عليه. وعن رباح بن ربيعٍ قال: كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوةٍ، فرأى النّاس مجتمعين على شيءٍ؛ فبعث رجلاً فقال: «انْظُرْ: علام اجْتمع هؤُلاءِ؟» فجاء؛ فقال: على امرأةٍ قتيلٍ. فقال: «ما كانتْ هذِهِ لِتُقاتِل» رواه أبو داود في كتاب الجهاد، باب: (في قتل النساء). وقد كان -عليه أفضل الصلاة والسلام- ينكر الوقوع في ذلك الخطأ غاية الإنكار، فقد روى الأسود بن سريع -رضي الله عنه- أنّه -صلوات ربي وسلامه عليه- بعث سريّةً يوم حنين فقاتلوا المشركين، فأفضى بهم القتل إلى الذُّرِّيّة، فلمّا جاؤوا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما حملكُمْ على قتْلِ الذُّرِّيّةِ؟» قالوا: يا رسول الله، إنّما كانوا أولاد المشركين. قال: «أوهلْ خِيارُكُمْ إِلاّ أوْلادُ الْمُشْرِكِين؟! والّذِي نفْسُ مُحمّدٍ بِيدِهِ ما مِنْ نسمةٍ تُولدُ إِلاّ على الْفِطْرةِ حتّى يُعْرِب عنْها لِسانُها». رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير. 5- حقن الدماء حتى دماء الأعداء العاجزين عن مواصلة الاعتداء: فقد كان شعاره -عليه الصلاة والسلام- «من قال (لا إله إلا لله) عصم مني ماله ودمه» تاركًا ما تنطوي عليه الضمائر للمطلع على السرائر، ومن أشهر المواقف تمثلًا لهذه القيمة الإنسانية إنكاره ما كان من أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- من قتل مشركٍ محاربٍ بُعَيْدَ تلفظه بشهادة (لا إله إلا الله)، مع أن ظروف القتال كلها كانت تؤكد أن ذلك المشرك ما تلفظ بها إلا اتقاءً للسيف، فقد روى مسلم أنه -عليه أفضل الصلاة والسلام- بعث بعثًا من المسلمين إلى قومٍ من المشركين، وأنهم التقوا، فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله، وأن أسامة بن زيد –رضي الله عنهما- قصد غفلته (أي فاجأه على حين غفلة)، فلمّا رفع أسامة عليه السيف، قال: (لا إله إلا الله)، لكنه قتله، فلما بلغ النبي الخبر مُتزامنًا مع وصول بشير النصر سأله عن حقيقة الخبر، فأخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أسامة وسأله: «لِم قتلْته؟!» قال: يا رسول الله، أوْجع في المسلمين، وقتل فلانًا وفلانًا، وسمّى له نفرًا من قتلى المسلمين، وإني حملت عليه، فلمّا رأى السيف؛ قال: (لا إله إلا الله). قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أقتلْتهُ؟!» قال: نعم. قال: «فكيْف تصْنعُ بِ(لا إِله إِلاّ اللّهُ) إِذا جاءتْ يوْم الْقِيامةِ؟!» قال: يا رسول الله، استغفر لي. قال: «وكيْف تصْنعُ بِ(لا إِله إِلاّ اللّهُ) إِذا جاءتْ يوْم الْقِيامةِ؟» قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: «كيْف تصْنعُ بِ(لا إِله إِلاّ اللّهُ) إِذا جاءتْ يوْم الْقِيامةِ؟». 6- قبول الصلح تقديمًا للسلام مع العدو الموشك على الانهزام: لأنَّ الإسلام رسالة سلام، فلم يكن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من هواة الحرب، بل لقد كان ينأى عنها ما وجد إلى ذلك سبيلاً؛ ولذلك كان يعرض على أيِّ عدوٍ مسالم تُدخله متغيرات الأحداث والأيام في نطاق حماية أمة الإسلام ولم يشاؤوا اعتناق الإسلام دفع الجزية، فإن أصرّ ذلك العدُوُّ على القتال، كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقاتله تاركًا باب المسالمة مفتوحًا؛ فإن رغب العدُوُّ في الصلح -حتى بعدما تظهر بشائر النصر للمسلمين-، كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقبل الصلح، ويُقِرُّه، ومن المواقف المترجمة ذلك النهج النبوي ما حدث في غزوة خيبر؛ حيث يقول ابن كثير: «فلما أيقنوا بالهلكة، وقد حصرهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أربعة عشر يومًا نزل إليه ابن أبي الحقيق؛ فصالحه على حقن دمائهم ويُسيِّرُهم (أي يُجليهم)، ويُخلُّون بين رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وبين ما كان لهم من الأرض والأموال والصفراء والبيضاء والكِراع والحلقة وعلى البزِّ، إلا ما كان على ظهر إنسان، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «وبرِئتْ مِنْكُمْ ذِمّةُ اللهِ وذِمّةُ رسُولِهِ إِنْ كتمْتُمْ شيْئًا». فصالحوه على ذلك. 7- عدم إكراه المستسلم على الإسلام: ومن عظمة أخلاقه في الحروب أنه لم يفكّر -ولو لمرة واحدة- في حياته على إكراه أحد على الإسلام، وقد ظهر ذلك في كل مواقف كثيرة من حياته؛ منها على سبيل المثال موقفه –صلى الله عليه وسلم- مع أعرابي خطّط لقتله؛ فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قوله: قاتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محارب خصفة بن قيس بن عيلان وهو بطن من بطون عدنان، فرأوا من المسلمين غِرّةً، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث حتى قام على رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالسيف، فقال: من يمنعك مني؟ قال: «الله». فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «منْ يمْنعُك مِنِّي؟!» قال: كن كخير آخذ، قال: «أتشْهدُ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ؟» قال: لا، ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلّى سبيله!! قال: فذهب إلى أصحابه وقال: قد جئتكم من عند خير الناس. رواه البخاري في (كتاب المغازي). فهذا رجل أمسك السيف، ووقف به على رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتهدّده بالقتل، ثم نجّى الله –تعالى- رسوله، وانقلبت الآية، فأصبح السيف في يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك فالحقد والغلُّ لا يعرفان طريقهما أبدًا إلى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه يعرض عليه الإسلام، فيرفض الرجل، ولكن يعاهده على عدم قتاله، فيقبل منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك ببساطة، ويعفو عنه، ويطلقه آمنًا إلى قومه! 8- عدم تعقب العدو إن هو آثر الفرار على المواجهة: من الثابت تأريخيًّا أنَّ ما كان يعمد إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من التلويح باستعمال القوة كان يهدف –في المقام الأول- إلى ردع أعدائه حتى يُعيدوا حساباتهم، بينما كان يسعى مستطاعه إلى تجنُّب الحرب وويلاتها، فقد أشارت كُتُب السيرة إلى أنَّ المسلمين -عند ما وصلوا إلى تبوك في (غزوة العُسرة)- علموا أن الرّوم قد انسحبوا منها إلى داخل بلادهم، وكان بإمكان المسلمين تعقب ومطاردة قوات الرّوم المنسحبة، وإيقاع الخسائر الفادحة في صفوفها، وما أيسرَ القتالَ مع عدو منسحب، لكن الرسول الأعظم -صلى الله عليه وسلم- آثر –حينئذ- الانسحاب. 9- إنزال الرجال منازلهم حتى بعد هزائمهم: لأن الحرب لم تكن في فلسفته –صلى الله عليه وسلم- هي الهدف المطلق بقدر ما كانت وسيلة للدفاع عن الحق، فقد كان حلمه وكرمه–صلى الله عليه وسلم- يحملانه على إعادة زعماء القبائل الذين حاربوه وصدُّوا عن دعوته -عند انتصاره عليهم- إلى مناصبهم؛ فقد أعاد عيينة بن حصن إلى زعامة بني فزارة، مع العلم أنه كان من المحاصِرين للمدينة المنورة يوم الأحزاب تحت راية غطفان، وأعاد كذلك العباس بن مرداس إلى زعامة بني سليم، وأعاد الأقرع بن حابس إلى زعامة بني تميم، وأعاد جيفر وعبّاد إلى زعامة عُمان، وأعاد باذان إلى زعامة اليمن، وأعاد المنذر بن ساوى إلى زعامة البحرين، وغيرهم وغيرهم، وهذا دليل على سموِّ نفس النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورحابة صدره وحُسن خلقه وعفوه. 10- الصفح والعفو عند المقدرة: لقد كان رسول الله –عليه الصلاة والسلام- أبعد الأنام عن الاستجابة لنزعة الانتقام، وأشدهم مقتًا لسفك الدماء، وأزهدهم عن نهب الممتلكات وانتهاك العرض وإفساد الأرض، وقد كان الصفح والعفو عن خصمه من أهم شيمه لا سيما بعد أن يلمس شيئًا من توجُّسه وندمه، كما أن صفحه الجميل المُنعدم المثيل كان أكبر من أن يقتصر على الأفراد الذين نالوه ونالوا أصحابه بأذى، بل كان يتسع قبائلَ بأكملها. ومن أشهر المواقف التي أثبتت أن عفوه –صلى الله عليه وسلم- حالة غير مسبوقة وغير ملحوقة في العالم موقف العفو عن أهل مكة الذين أمطروه هو وأصحابه إيذاءً وإيلاما على مدى ثلاثة عشر عاما، بالإضافة إلى تولِّيهم كِبْرَ جولات القتال الذي كانت ترمي إلى المحو والاستئصال؛ فبعد أن فتح الله تعالى عليه مكة ووقف أهلها مذهولين يتوجَّسون خيفة من أن يحل بهم الانتقام جزاء ما اقترفته أياديهم من آثام، إذا به -عليه الصلاة والسلام- قد خاطبهم –وهو في موقف القوة- قائلا: «يا معْشر قُريْشٍ، ما تظِنُّونَ –وفي رواية ما تُروْن- أنّي فاعِلٌ بِكُمْ؟» قالوا: خيرًا، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ. قال: «اذْهبُوا فأنْتُمُ الطّلقاءُ». 11- تعهُّد الأسرى والرفق بهم: أما الأسرى فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بشئونهم بنفسه، ويتعهدهم ويرفق بهم، فكانت رحمته بهم أسبق من غضبه عليهم، وكان حلمه عليهم وعفوه عنهم ورفقه بهم أسبق من انتقامه منهم؛ فقد ذكر ابن كثير أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (أمر أصحابه يوم بدر أن يكرموا الأسرى، فكانوا –امتثالاً للتوجيهات النبوية الشريفة العزيزة علة قلوبهم- يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء) [تفسير ابن كثير 4/454]. كما أن الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم- قد نهى –في مواقف شتى- عن إلحاق الأذى بالأسرى وحثَّ على الرفق بهم وحُسن معاملتهم سِرًّا وجهرًا بقوله: «استوصوا بالأسرى خيرًا» رواه الطبراني في الصغير. لمحة عن التخطيط العسگري في غزوات الرسول ضد الأعداء الرسول الأعظم لم يكن قائداً روحياً فحسب بل كان قائداً سياسياً واقتصادياً وإدارياً لابد من الأخذ بأسباب الدنيا ثم التوكل على أسباب السماء لبلوغ النصر رسولنا الأعظم بنى جيشاً على منهج الرسالة المحمدية الخالدة إذا رجعنا قليلاً إلى مغازي ومعارك الرسول ضد المشركين والمنافقين سنجدها ذات قيمة تاريخية في تاريخ الحروب لا تعادلها قيمة أخرى كقائد عسكري فذ، ومحنك، استطاع انتشال أمة كانت تعيش في جاهلية جهلاء.. وظلمات دامسة.. ليخرجها الى النور الإلهي، فيضيء جوانب الدنيا.. وينير القلوب والبصائر.. ويبدد خيوط الظلام.. ويبشر بإشراق يوم جديد تسعد فيه الانسانية بهدي الرسالة الخالدة على مدى الأزمان. أحمد الفقيه لقد تحدث الكثير من المؤرخين والباحثين والمحللين من عرب ومستشرقين عن مغازي ومعارك الرسول ضد الأعداء رغم تباين الأحداث والمواقف، وخرجوا جميعاً بأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان قائداً ونبياً ورسولاً وكان أمة قانتة حقاً. لذلك كانت المشيئة الإلهية تقف دائماً مع الرسول في حله وترحاله.. وهنا تأتي الخوارق والكرامات على أشكال كثيرة ومتباينة تكريماً وتعظيماً وإجلالاً لهذا الرسول الكريم.. لم يكتف الرسول عليه الصلاة والسلام بتلك الخوارق والكرامات بل كان يحث أصحابه وقومه دائماً الأخذ بأسباب الدنيا ثم التوكل على أسباب السماء لبلوغ النصر.. مصداقاً لقوله تبارك وتعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).. ويقول جل شأنه: (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال). أما المنافقون المتهاونون عن الجهاد في سبيله فلهم عقاب صارم جسدي ونفسي يقول عز وجل مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام: (ولا تصلّ على احد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وهم فاسقون). فالمعجزة أو الخارقة ليس لها زمن محدد ولكن حدوثها الآن ومستقبلاً مرهون ومقيد بمدى إخلاص وصفاء قلوب المسلمين وارتباطها بالله ارتباطاً وثيقاً.. والعمل بأحكام ونصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.. عملاً خالصاً لوجه الله تعالى لا تشوبه شائبة من رياء أو نفاق أو مكر.. فمتى أعد المسلمون ما استطاعوا من قوة وعدة وعدد ومن رباط الخيل بالمفهوم المعاصر لإرهاب أعداء الله وعدوهم.. كتب الله تعالى لهم النصر المؤزر ولو كره الحاقدون ولو كره المنافقون. ومتى والى زعماء وحكام الأمة الكافرين من اليهود والنصارى من دون المؤمنين.. كتب الله تعالى لهم الهزيمة والانكسار والخزي والعار.. ولو كره المجرمون.. من هنا ندرك أن العقيدة العسكرية لدى جيوش العالم تختلف من جيش إلى آخر حسب المعتقد والدين والموروث. ومهما يكن من أمر «مبادئ الحرب» فإن الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان ليعلم منها شيئاً على الإطلاق.. انما يكون قد عمل بها إلهاماً من عند الله سبحانه وتعالى أو كما سماها الكاتب القدير عباس محمود العقاد في كتابه: «عبقرية محمد» عليه الصلاة والسلام.. حيث كان رسولنا الأعظم يأخذ بمبدأ «الحرب خدعة».. يقول الاستاذ عباس العقاد: «وهل كان ذلك يخفى على العرب وغير العرب قبل الاسلام وبعد الاسلام والى أن تقوم الساعة؟! وقد أكد معظم المحللين العسكريين من عرب وعجم أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن قائداً عسكرياً فذاً فحسب بل قائدا إدارياً وسياسياً واقتصاديا واجتماعيا ومصلحاً دينياً.. أهم الاعمال التي أدارها واشرف عليها في التخطيط العملياتي: 1- التحشيد 2- الدفاع عن العقيدة 3- الهجوم المباغت 4- التكامل فالتحشيد عندما هاجر الى المدينة وفي هذه المرحلة اقتصر دور الرسول على الحرب الكلامية يبشر وينذر ويحاول جاهداً نشر رسالة الاسلام وبذلك كوَّن النواة الأولى لقوات المسلمين.. وعاهد اليهود ليأمن جانبهم عند بدء الدعوة.. أما الدفاع عن العقيدة بدأ الرسول بإرسال سراياه وقواته للقتال في صفوف الى انسحاب تكتيكي عن المدينة بعد غزوة الاحزاب وبهذا الدور التكتيكي ازداد افراد عدد قوات المسلمين.. أما دور الهجوم كان بعد غزوة الخندق الى بعد غزوة حنين وبهذا الدور انتشر الاسلام في شبه الجزيرة العربية كلها وأصبح المسلمون قوة ضاربة في الأرض. أما دور التكامل جاء بعد غزوة حنين الى أن التحق الرسول بالرفيق الأعلى وهنا قويت شوكة المسلمين.. واتسعت رقعة الدعوة الإسلامية وانتقلت الى ما وراء الحدود. وبهذا التطور المنطقي تدرج القائد العبقري العصامي رسولنا الأعظم بقواته من الضعف الى القوة ومن القلة الى الكثرة.. ومن الدفاع الى الهجوم كل هذا بفضل عبقريته الفذة، الأمة لأنه أوجد قوة كبيرة ذات عقيدة واحدة.. وهدف واحد من لا شيء.. وكوّن جيشاً إسلاميا للدفاع عن العقيدة والأرض والعرض.. في غزوة بدر الكبرى اتخذ الرسول عليه الصلاة والسلام موضعا مشرفا على منطق القتال وبنى فيه مقر القيادة للإشراف على المعركة.. وأمَّن حراسة لهذا المقر.. ثم قام بترتيب المقاتلين في صفوف منتظمة بعد أن شجع المقاتلين وحرضهم على القتال والصبر والثبات والصمود أمام الأعداء.. وأمر الرسول أن يصدوا هجمات المشتركين وهم مرابطون في مواقعهم لا يتحركون منها وقال لهم: «إذا اكتنفكم القوم فأنضحوهم بالنبال، ولا تحملوا عليهم حتى تؤذنوا».. وبدأت المعركة حامية الوطيس، وتبعثرت قوات المشركين شذراً مذراً وولوا هاربين.. وصدق المولى عز وجل القائل « ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين». إنها دروس عظيمة من مغازي ومعارك وفنون المدرسة العسكرية الإسلامية التي تدرس الآن في معظم الكليات العسكرية والأكاديميات العسكرية العليا.. نظرية الاستطلاع الاستخباراتي: نظرية الهجوم المباغت: نظرية تكتيكات العمليات العسكرية: نظرية الضربة الخاطفة المباغتة: ترتيب الصفوف وتقسيم القوات الى قلب ثم مقدمة ثم مؤخرة.. ميمنة ميسرة.. نظرية الخدعة والاستدراج: سياق المعركة ويقصد به وضع الوحدات المقاتلة في الميدان على ترتيب معين يساعد تلك الوحدات على التحرك متى ما صدرت إليها الأوامر. الذين يزعمون أنهم طردوا الاستعمار العسكري والاستعمار السياسي، والاستعمار الاقتصادي من بلادهم ثم يعملون ليلاً ونهاراً على ترسيخ الاستعمار الفكري في بلادهم ولم يصنعوا شيئاً أكثر من إخراج الاستعمار من باب ضيق وإدخاله بمحض إرادتهم من باب فسيح.. تمسكوا بالإسلام بما فيه من تكاليف التضحية والفداء وبذلك وحده تعودون الى قيادة وريادة العالم كما فعل أجدادكم من قبل وصدق المولى العلي القدير القائل: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذَّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)، لولا خشيتي أن يطول الحديث عن الشورى العسكرية في عهد الرسالة فيمل السامع لتناولت الكثير من الشواهد. صفوة القول: متى جاهد المسلمون طواعية بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله تعالى كتب الله تعالى لهم النصر ولو كره البخلاء ومتى أخلص المسلمون الدين كله لله تعالى وجاهدوا في سبيله وليس في سبيل الطواغيت البغاة وبالمفهوم المعاصر كتب الله تعالى لهم النصر ولو كره الطواغيت. خطوات ناجحة اللواء: نعمان محمد المسعودي* ليس غريباً على دائرة التوجيه المعنوي أن تنشر الوعي والمعرفة والروح المعنوية بين أوساط الجيش والشعب، لا سيما في مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، مولد رسول البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أسعدني حضوري في هذه الندوة واستمعت إلى أوراق العمل التي قدمها عدداً من الزملاء، وكانت مفيدة الى حدٍ كبير في تسليط الضوء على شخصية الرسول الأعظم، كان رسولاً للأمة وقائداً عسكرياً لم تشهد البشرية مثيلاً له، وهذه المبادرة من القيادة السياسية ومن أهم ما جاء في الندوة في دائرة التوجيه المعنوي تحسب لها مثل هذه الخطوات الناجحة في نشر الوعي وترسيخ المعنويات العالية في نفوس جيشنا ولجاننا الشعبية الذين رفعوا رؤوسنا في كل الميادين بصمودهم الرائع وثباتهم كالجبال الراسخة مما يجعل كل يمني يرفع رأسه عالياً من أجل اليمن الجديد.. يمن العزة والكرامة واستقلال الرأي وسيادة التراب والوطن الذي سندافع عنه حتى الموت.. * المدير السابق لدائرة التوجيه المعنوي للفترة من 64- 1968