وضمن المقترحات والحلول الناجعة لقضية ومشكلة الفساد القديمة الجديدة في اليمن التي ظلت على مايبدو مستعصية وممتنعة عن الحل لعهود ومراحل زمنية طويلة ولا زالت أتساءل هنا ياقائد الثورة والمسيرة ولي مايدفعني إلى ذلك دفعا قويا ومبررا : لماذا ياترى لايتم استفادتنا في اليمن من تجارب رائدة لدول وشعوب أخرى في محاربة ومكافحة الفساد نجحت في هذا الجانب وحققت مايمكن وصفه واعتباره بالمعجزة لاسيما وكانت من قبل وبعضها حتى وقت قريب في ممارسة الفساد بشتى اشكاله وأنواعه وعانت منه مانعانيه نحن منه ونغرق فيه غرقا ?!. وأقرب الدول إلى الذهن والتذكر والإندهاش مما حققته في مجال مكافحة الفساد والتخلص منه هناك دول كان من المستحيل في السابق ان تتجاوز تلك العقدة والمشكلة كدولة أثيوبيا المجاورة لليمن التي عانت كثيرا من مشاكل متنوعة كلها متصلة بالفساد لسنوات وعهود طويلة حتى حالفها الحظ أخيرا وهيأ الله لها رجل حكيم رشيد صادق الوطنية والإخلاص والوفاء لوطنه وشعبه مستشعرا بالخطر والمسؤولية العظيمة تجاه تخليص بلاده وتحريرها من الفساد والمفسدين ومن كل مايتعلق بهذا الجزء المظلم من التاريخ الإثيوبي - اسم ذلك الرجل والمخلص العظيم لشعب ولدولة اثيوبيا هو - آيبي أحمد - رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي الذي يقال انه ينحدر من اصول حميرية يمنية ويدين بالإسلام. ماذا عمل هذا المخلص والمنقذ الإثيوبي آيبي أحمد سلام الله عليه لشعبه ووطنه ?!. في بضع شهور وسنين تبنى الرجل مشروعا وطنيا شاملا جامعا مرتبطا في جزأياته وتفرعاته ببعضه البعض شمل هذا المشروع الرائد سلسلة من التدابير والإجراءات الصارمة والحازمة لكافة الإختلالات في الجهاز المالي والإداري للدولة وطبق النظام والقانون على الجميع واستعان بفريق نزيه أمين حكيم خبير من المسؤولين والمعاونين له في الإصلاح الشامل ومحاربة الفساد وكل مظاهر الإنفلات والتسيب والفوضى التي عهدتها أثيوبيا وأقرن ذلك بمصالحة وطنية شاملة جمعت كافة أطياف الشعب الأثيوبي واطلق الحريات العامة وكل سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين واشرك الجميع في مشروع إعادة بناء الوطن الإثيوبي وفق أسس وقيم العدالة والمساواة وتكافئ الفرص والنزاهة والشفافية ونجحت أثيوبيا أيبي احمد في شهور وسنين قلائل جدا في تحقيق مايشبه المعجزة وتجاوزت عنق الزجاجة وخمدت في ارجائها نيران الحروب الأهلية الداخلية واستعاد إقتصادها الوطني عافيته وازدهاره ونعم المواطن هناك في ظل العهد الجديد برغد العيش نوعا . كل هذا حدث على مرأى ومسمع من العالم واندهاشه واعجابه بما حققته اثيوبيا الجديدة التي اهتمت بالتعليم وتطويره وإعادة النظر في كل مناهجه ومخرجاته وطابقت فيها الأقوال الصادقة الأعمال الجليلة فيما نحن نغرق ونلهو ونستغرق في حروب وصراعات مجنونة لايخمد أوارها ولا تكف خطابها اللعين عنا ليبقى الحال السيئ هنا على ماهو عليه منذ ألفناه وألفنا منذ عشرات السنين ويظل الفساد المستشري في مؤسسات دولتنا ومرافق حكومتنا المشلولة الفاشلة موغلا ومستمرأ في النيل منا وحرماننا ابسط الحقوق الكريمة في الحياة. وهناك تجربة اخرى لدولة افريقية اسمها راوندا اظنكم سمعتم بها جميعا هذه الدولة التي شهدت في تسعينيات القرن الماضي مذابح دامية رهيبة وبشعة بين طائفة - الهوتو والتتسي - كان يغذيها الغرب الإستعماري وفساد الحكم والمسؤولين في الداخل ليدمر بذلك اقتصادها وتحرم امنها واستقرارها ورخاء ابناء شعبها المتناحر لسنوات طويلة حتى هيأ الله رجل حكيم اشبه مايكون بحكيم اثيوبيا آيبي احمد فتبنى مثله مشروعا وطنيا في بلاده جمع كل الراونديين بما فيهم الهوتو والتتسي وتبنى بناء دولة وطنية يسود الجميع النظام والقانون واعلن حرب شعواء على الفساد والمفسدين واطلق الحريات العامة واتجه اعداء امس المتحاربين حتى وقت قريب لبناء راوندا الجديدة واعادة اعمار مادمرته الحروب المجنونة العبثية هناك وشعر الجميع فيها بمسؤولياتهم وواجبهم تجاه وطنهم فكان النجاح حليفهم والنماء والإزدهار نصيبهم وحظهم الوافر فيها. وليتنا في اليمن نستفيد كتجربتين رائدتين وناجحتين كهذه بيد ان لنا هنا في اليمن تجربة سابقة ورائدة وناجحة في بناء الدولة الوطنية واستعادتها من غاصبيها والأوصياء عليها وعلينا على قاعدة مشروعها الوطني الذي تبناه الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في سبعينيات القرن الماضي وقطع فيه شوطا لابأس فيه. ورغم فترة حكمه القصيرة التي دامت 46 شهرا فقط تمكن الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي في الشهور الأولى من فترة حكمه من محاصرة الفساد وتحجيمه وتحديده وتقنين ممارساته بشكل كبير وعزل واقصاء رموزه . وشكلت حركته التصحيحية في 13 يونيو 1974 م بداية النجاح لمشروع وطني حديث يؤسس لبناء دولة ويجتث الفساد من جذوره الا ان اعداء هذا المشروع والنجاح والتوجه استجمعوا قواهم واعادوا ترتيب صفوفهم في الداخل والخارج ثم انقضوا على الحمدي ومشروعه بإغتياله في 11 أكتوبر1977 م بصنعاء قبل ان يكمل مشروعه الوطني الذي كان قد شرع فيه ليعود رموز الفساد والإستغلال مجددا للعبث بالمال العام ونهبه والتوسع والتمادي في ممارسة الفساد واستغلال هذا الشعب بأكثر من اسلوب وطريقة ليجد الشعب نفسه هنا ضحية للفساد والفاسدين وعبثهم منذ ان فقد رجل حكيم ووطني صادق صاحب مشروع حضاري ووطني كالحمدي حتى اللحظة المعاشة التي نأمل فيها ان يبادر السيد عبد الملك الحوثي قائد ثورة المستضعفين في اليمن ويسارع محمودا مشكورا مأجورا في تخليص ابناء شعبه من الفساد والفاسدين المخضرمين منهم والجدد بضربة معلم ونحن واثقين من قدرته على ذلك فقد بلغ السيل الزبى وما عاد لليمنيين اليوم طاقة على احتمال او تحمل المزيد من فساد الفاسدين وعبث العابثين!. ....... يتبع ......