فيروس كورونا المستجد (COVID-19)هذا الوباء العالمي عدو الحياة والإنسانية ،والذي بدأ ظهوره في الصين وتفشى فيها بسرعة مهولة متجاوزاُ حدودها ومٌجتاحاً بجنون معظم دول العالم بأسرها ، مما دفع منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء الموافق 11 مارس 2020م إلى رفع مرتبة تفشي كوفيد-19من درجة وباء إلى درجة جائحة، نتيجة المستويات المرعبة لانتشار هذا الفيروس التاجي وشدته. فهذا الوباء الجائح ليس مجرد أزمة صحية وحسب،بل أصبح يمثل أزمة اقتصادية عالمية إنعكاساً على العرض والطلب ، حيث امتدت تداعياته سلباً على كافة القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والتي لم ولن تستثني أي دولة من دول العالم سواءً الدول المتقدمة أو الدول النامية ، لذلك فقد دفع فيروس كورونا المستجد معظم دول العالم بما فيها اليمن إلى اتخاذ إجراءات وتدابير احترازية لمكافحة انتشاره ، فكلما كانت تلك الإجراءات مبكرة تساعد على التقليل من تفشي المرض بشكل كبير والحد من مخاطره الاقتصادية والاجتماعية.. وبدورنا لا نستبعد إطلاقاً بأن أثر تداعيات فيروس كورونا يدفع الضرائب في اليمنوكذلكالقطاعات الحكومية الأخرى إلى المزيد من تبني حُزمة من الإجراءات التحفيزية لكافة قطاعات الأعمال الاقتصادية العاملة في اليمن، والتعامل مع التداعيات الاقتصادية المرافقة لانتشار هذا الفيروس ،فإلى جانب تلك الإجراءات التي سبق وقامت باتخاذها الحكومة اليمنية في هذا الشأن ، سوف نعرض بعض الإجراءات والتدابير المبكرة اللازمة لمكافحة تفشي فيروس كورونا والتخفيف من تفاقم أثاره الاقتصادية والاجتماعية على اليمن ، من خلال التطرق إلى ثلاثة محاور رئيسية والتي نتمنى أن تتبناها الجهات المعنية وكما يلي : المحور الأول / تبني الحكومة والمجلس السياسي ممثلاً بالرئيس المشير / مهدي محمد المشاط ما يلي: إنشاء صندوق دعم مكافحة فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، من شأنه التكفل بكافة النفقات المتعلقة بتوفير المعدات والآليات والوسائل الصحية اللازمة لمكافحة هذا الوباء بما في ذلك توفير البنية التحتية الصحية الملائمة التي يتعين اقتناؤها بصورة عاجلة والتي تعتمد بالأساس عليها الدولة وتزيد من قدرتها في مكافحتها لهذا الوباء. المحور الثاني / تبني مصلحة الضرائب ممثلة بوزارة المالية حزمة من الإجراءاتالتحفيزية الضريبية وهي كما يلي: إنشاء غرفة عمليات مركزية برئاسة المصلحة مرتبطة مباشرةً مع مكاتبها في جميع المحافظات خاصة بمتابعة تداعيات فيروس كورونا والعمل على الحد من آثاره على الحصيلة الضريبية. اعتماد جميع المبالغ المدفوعة من قبل مكلفي الضرائب لصالح صندوق دعم مكافحة فيروس كورونا المستجد (COVID-19) من المصاريف الواجبة الخصم ضريبياً. إصدار تعليمات بشأن تبسيط إجراءات الحصر والربط والتحصيل. منح إعفاء ضريبي مؤقت لكافة المستلزمات والآليات والمعدات المستوردة والمنتجة محلياً اللازمة لمكافحة فيروس كورونا ، وذلك من جميع الضرائب والرسوم مع التزام الجهات الحكومية الأخرى باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من حيث المتابعة والرقابة حيال ذلك. إعفاء جميع مكلفي الضرائب من كافة الغرامات والعقوبات شريطة قيامهم بسداد جميع ما عليهم من المستحقات الضريبية النهائية الواجبة الأداء. تفعيل تقديم المكلفين لإقراراتهم الضريبية إلكترونياً حفاظاً على صحة المكلفين وموظفي مصلحة الضرائب. تمديد فترة تقديم المكلفين لإقراراتهم الضريبية إذا ما أستدعى الأمر ذلك. دعم جميع موظفي مصلحة الضرائب بكافة المستلزمات والأدوات اللازمة لحمايتهم من التعرض لفيروس كورونا أثناء تأديتهم لمهامهم الوظيفية أثناء نزولهم الميداني أو تنفيذهم للأعمال الإدارية. اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتطهير وتعقيم وتنظيف جميع مكاتب وإدارات مصلحة الضرائب وفروعها بصورة يومية حسب الإرشادات والتعليمات الصادرة من وزارة الصحة في هذا الشأن. منح الموظفين من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة مثل (الضغط ، السكر ، أمراض القلب، أمراض الكبد ، الأورام ، أمراض الكلى) وغيرها من الأمراض التي يؤكد فيها تقرير الأطباء على أن حاملها لدية نقص في المناعة ، إجازة استثنائية مدفوعة الأجر ولا تحسب ضمن الإجازات المقرة قانوناً ، وذلك طوال فترة الشهر قابل للتمديد في حال استمرار هذا الوباء في الانتشار. دعم الموظفين بمواد غذائية خاصة والعالم الإسلامي مقبل على شهر رمضان الكريم ، على أن تتكفل المصلحة للموردين بدفع قيمة تلك المواد الغذائية على أقساط شهرية يتم خصمها من مستحقات أولئك الموظفين المستفيدين. أي إجراءات تحفيزية أخرى تتبناها وزارة المالية ومصلحة الضرائب من شأنها الإسهام في مكافحة فيروس كورونا. المحور الثالث / على جميع القطاعات الاقتصادية الحكومية والخاصة دون استثناء إتباع نفس النهج المشار إليه أعلاه، من خلال تبني حزمة من الإجراءات التحفيزية الأخرى والتي من شأنها المساهمة في الحد من انتشار الفيروس وكذلك الحد من تفاقم تداعيات أثاره الاقتصادية والاجتماعية.. لذلك يتوجب علينا جميعاً نحن أبناء اليمن قيادةً وشعباً مكافحة هذا الوباء الخبيث قولاً وفعلاً بكل ما نملكه من الإمكانات والوسائل اللازمة لمكافحته والحد من انتشاره حتى نتجنب السقوط في وحل فيروس كورونا ونسأل الله أن يحفظ اليمن من كل شر ومكروه. # عضو جمعية المحاسبين القانونيين، عضو الاتحاد العام للمحاسبين والمراجعين العرب