الشهداء جعلوا أعيادنا خير واكبر فرحة أتى عيد الأضحى المبارك فنكأ جراح أمهات اليمن وعوائلها؛ فتفتقد الأسرة أبناءها الشهداء، فيقفوا كل صباح أمام صور أبنائهم الشهداء يقرؤون الفاتحة ويمسحون دموعهم، كذلك العيد عند ذوي الأسرى فهو مزيد من الحرقة للأمهات والآباء على فلذات أكبادهم الذين يقبعون داخل سجون العدوان، فيستقبلون العيد بالبكاء والدموع والألم والاشتياق لأبنائهم.. آلاف العائلات اليمنية فقدت أبناءها، فكيف ستستقبل هذا العيد سؤال وجهته لعدة أمهات فكان جوابهن كالتالي.. استطلاع/وفاء الكبسي والدة الشهيد بشير عبدالله الأمير الكبسي بدأت حديثها بهذا التساؤل: كيف سنستقبل عيد الأضحى بدونك يابشير الخير والنصر؟ ثم تكمل حديثها وهي تمنع عينيها من ذرف الدموع قائلة: سنتجاوز ألم الفراق في هذه الدنيا بعون الله، وبثقتنا بكلام الله ووعده،القائل في محكم آياته: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، فمن منطلق ثقتنا بالله سنتجاوز ألم فرقة الدنيا، وسنستقبل عيد الأضحى المبارك بروحية عالية بما أنه من شعائر الله، وباستشعار أن روح الشهيد معنا، ولن يرضيه إلا أن نكون سعداء ومنطلقين في سبيل الله ماضيين على درب الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ونسأل الله أن يثبتنا على نفس خطاهم ونهجهم وأن نلتقي بهم في جنة الخلود. ثم تضيف زوجة الشهيد بشير الكبسي قائلة: أحاول اليوم رغم حزن الفراق أن أتماسك ولكني أشتاق إليه كثيراً، وكأن جزءاً مني ذهب، ولكني أقول الحمدلله أن اصطفى زوجي شهيداً وجعله في مصاف الشهداء معززاً مكرماً أتباهى به وأفتخر، وأحب في هذا العيد أن أنقل كل التهاني والتبريكات له ولكل رفاقه سفراء الوطن وشهدائه الكرام الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم الطاهرة لنحيا ويحيا الوطن بعزة وكرامة، لن ننساهم أبداً ولن ينساهم التاريخ، وأضافت ولوعة الفراق تبدو عليها: حسبي أننا نحتسبه شهيداً مدافعاً عن الأمة الإسلامية بأكملها ونعاهده بأن نسير على خطاه ونهجه، والملتقى -بإذن الله- في جنة الخلود. شعور الفراق لا يوصف بيد أن والدة الأسير أحمد محمد حجر تحدثت بكل ألم وحزن: ابني تحت رحمة العدوان، ابني الذي لم أكن استطيع أن أتحمل تأخره عليّ لساعة أو يوم عن البيت، فجأة هو ليس عندي، منذ ست سنوات وهو يقبع في سجون العدوان وأتمنى أن احتضنه وتكتحل عيناي برؤيته ، أناديه كل عيد أين أنت يا أحمد، اشتقت لشراء ملابس العيد لك، فلا طعم للعيد بدونه. وتابعت: عندما تأتي مناسبة العيد، وهناك أم محرومة من رؤية ابنها، فلن يكون للعيد أي طعم، ولن تدخل الفرحة إلى بيت فيه أسير، لأن شعور الفراق لا يوصف. نستقبل العيد بالرضا كما تحدثت والدة الشهيد أسامة أحمد الكبسي: في العيد تذرف الدموع مرات عدة، مرة عند تكبيراته التي تصدح في كل مكان في صنعاء فتنهمر الدموع ومرة ثانية عند زيارات الأرحام التي تفتقر للشهيد وسط جمعة الأهل والمحبين، ولكن رغم كل هذا نستقبل العيد برضا وحمد وشكر فحسبنا أنه شهيد عند بارئه، وما هي إلا أيام قليلة ونلتقي به في الجنة -بإذن الله. جعلوا أعيادنا خير وأكبر فرحة بيد أن والدة الشهيد زيد عبدالله شرف المتوكل لم تنزو وتستسلم لأحزانها بل انطلقت على خطى ابنها الشهيد، وقد تحدثت بكل صبر ورضا قائلة: سلام الله على أبنائنا وأحبائنا ملائكة الأرض أبنائنا المجاهدين، وكذلك الجرحى و الأسرى و الشهداء -سلام الله عليهم- على ما قدموا لنا من عزة ورفعة ومكانة عالية، سلام على من منحونا حياة الحرية و الانطلاقة والأمل، و الحياة الآمنة في مواجهة الأعداء في الداخل و الخارج، ومنحونا الأمل في استرجاع أرضنا و ثرواتنا، ومنحونا الجهاد في سبيل الله، لا نبالي بأرواحنا وأولادنا وأموالنا، فإننا بقوة الله وقوة السلاح سنسترجع كل أراضينا المقدسة والله خير معين وهو مع الصابرين. وأضافت قائلة: الشهداء جعلوا أعيادنا خير وأكبر فرحة، وهذا العيد عيد الأضحى الذي منع فيه الحج من قبل بني سعود بحجة ممنوع التجمع، أما الفساد والرقص و الغناء فهو مسموح، و هذا ما يجعل أملنا أكبر في مواجهتهم، وانتزاع الأرض المقدسة من تحت أياديهم بقوة الله عز و جل والنصر قريب- بأذن الله، وسلام الله على الشهداء الأحبة الطاهرين، فهم في ضيافة الله -عز وجل، ونسأل الله أن يفك أسر المأسورين بقدرته و عزته، ونشكر أبطال قوتنا الصاروخية، والطيران المسير، ونعاهدهم بالمزيد من الإنفاق المالي والدعاء لهم بالتمكين والنصر كأقل واجب نقدمه لهم. دماء أبنائنا لم تذهب هدراً ختاماً مع والد الشهيد أحمد محمد أحمد الكبسي حيث تساءل في بداية حديثه قائلاً: نتساءل هل قدوم هذا اليوم هو عيد أم لا؟! حقيقة الأمر أنه ليس عيد، فالعيد شرع ابتهاجاً وفرحاً بفوز حجاج الله ونيلهم رحمة الله ومغفرته، وبأن الله وفقهم لأداء ركن من أركان الإسلام، وكما يروى انه من حج ولم يرفث ولم يفسق عاد كما ولدته أمه، غير أنه سيكون استقبال معظم المسلمين لهذا اليوم بالحزن والألم، وفي القلب غصة لكون الصهاينة ومن معهم قد تمكنوا من منع أداء الحج، وأنهم قد نجحوا في هذه البداية والهدف هو إغلاق الحج نهائياً، ويزداد الحزن والألم لأن ما يزيد على خمسين دولة إسلامية، ومليار وستمائة مليون مسلم وقفوا خانعين لم يحركوا أي ساكن تجاه ما قام به حكام نجد والحجاز من منع فريضة الحج خدمة لأسيادهم وتلبية لرغبة حزب الشيطان، ولكن يبقى أملنا في المجاهدين الصادقين من انطلقوا لنصرة المستضعفين، ومن سبقهم من الشهداء الأبرار بأن ينصروا الإسلام والمسلمين، وأن الله على نصرهم لقدير، وإن شاء الله سيكون خلاص أمة الإسلام على أيديهم، وسيتولى رعاية بيت الله الحرام أعلام الهدى والله غالب على امره ويتابع حديثه بمشاعر تمتزج بالحزن والاعتزاز قائلاً: ستظل الكلمات عاجزة والسطور خجولة يخونها التعبير كلما حاولت التعبير عن تلك الأرواح الطاهرة التي رحلت والأجساد التي توسدت التراب، أولئك الأحياء عند ربهم وفي قلوبنا وفي ذاكرة المكان يهلك أنفاسنا حنين لرؤية ملامحهم وبسماع اصواتهم ورائحة عطورهم وكل شيء فيهم، سنستقبل العيد بالفرحة والرضا والفخر والاعتزاز بنيل ابني الشهادة بطلاً مدافعاً عن كرامة الأمة،فدماء أبنائنا الشهداء لم تذهب هدراً، فقد صنعت الانتصار وأنارت الطريق لمن ساروا على خطاهم ونهجهم.