عندما نقول ان الوحدة فيها مصلحة لكل اليمنيين وهي مصدر خير واستقرار ونهوض تنموي لا نقصد بالضرورة الوحدة التي تحققت على عجل تحت النفق في الثاني والعشرين من مايو 1990م مع ان هذه الوحدة لو كان الذين قاموا بها وحدويين وتم بناء دولتها على أساس اخذ الأفضل من تجربة الدولة الشطرية في الشمال والجنوب واضافة متطلبات المتغيرات الوطنية والدولية بعيداً عن المحاصصة والاقصاء والتهميش لأمكن الاستفادة من اللحظة التاريخية بعد ان اكتسبت مساراً وحدوياً صحيحاً وحقيقياً. وهنا نأتي الى السؤال ما الذي جرى حينها ؟ .. والاجابة تنحصر بين الهروب من استحقاقات التحولات الدولية وانتهاز اللحظة التاريخية وهنا يكمن الخطأ الذي ترتبت عليه الأحداث اللاحقة والتفاصيل معروفة ولسنا بصدد إعادة شرحها . واليوم وبعد 31 عاماً علينا ان نقرا الحاضر الذي وصلنا اليه لنتمكن من مواجهة تحديات بناء مستقبل موحد لكافة اليمنيين مترجمين بالصدق والعمل كلمات النشيد الوطني الذي كان لجمهورية اليمن الديمقراطية واصبح النشيد الوطني للجمهورية اليمنية . لا أحد ينكر ان الارتهان والوصاية الخارجية من قبل القوى السياسية الممسكة بزمام الأمور هي التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه ونقصد هنا بروز وتغذية النعرات المناطقية والطائفية والجهوية والتي أدت الى توسيع الشروخ بين أبناء الشعب وافتعال صراعات واشعال فتن لا تؤدي الا الى تحقيق مخططات الاجندة الخارجية والمتمثلة بالوصاية السعودية والهيمنة الامريكية. وهذا يوصلنا الى أن انتفاضة 2011م وثورة 2014م والتي جاءت لإعادة المسار الوطني الوحدوي الى سياقه التاريخي الصحيح بعيداً عن الوصاية والهيمنة الخارجية وهذا مالا يمكن القبول به من تلك القوى الدولية واتباعها في المنطقة. لهذا كله ذهب أعداء اليمن الى خيار فرض مؤامراتهم الفاشلة بالقوة فكان العدوان السعودي الأمريكي الاماراتي البريطاني الصهيوني في 26مارس 2015م والمستمر للعام السابع على التوالي . أوهاماً كثيرة حضرت في عقول من تم شحنهم وحشوهم عن صح او خطا بمفاهيم انفصالية تقسيمية ثم تقديم الوعود لهم بأنهار من العسل واللبن ليجدوا اليوم وبعد ست سنوات من هذا العدوان في جحيم نظامي الاحتلال السعودي الاماراتي ومن خلفهم الأمريكي والبريطاني والصهيوني وهذا ما تؤكده ارهاصات الثورة ضد المحتلين في كل المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها عدن والمهرة وما يعيقهم اليوم انهم يحصروا مطالبهم في الجوانب الخدماتية والمعيشية بالنسبة لعدن وحضرموت أما المهرة ما زالت تراهن على شرعية لا وجود لها الا في فنادق الرياض.. لن نخلص من العدوان والاحتلال الا بتوحيد مواقفنا ونضالنا وجهادنا باتجاه مواجهة الغزاة وتحرير وطننا وبعدها سنجد الطريق للحفاظ على وحدة وطننا وبناء دولتنا المدنية القوية القادرة العادلة التي في ظلها تتحقق المواطنة المتساوية . لينتهي كل ما سبق الى سؤال هل نحن امام ارهاصات انتصار اليمنيين القادم من خلال استعادة الوعي في المحافظات الجنوبية ؟ .. لن يكتمل نصرنا على العدوان وتحقيق رؤيتنا واستقلالنا الا بوحدتنا الحقيقية التي بها نبني مستقبلنا بإرادتنا متحررين من كل اشكال الهيمنة والوصاية الخارجية.