في الحلقة السابقة كتبت المقومات الثلاث: الطريق السهل والموقع المتوسط والماء الكبريتي وثلاثتهن أيضاً هبة من الله تعالى.. لذلك ينبغي ترشيد استخدام المياه الكبريتية وهذه المهمة تقع على الجميع. هذه الحلقة وحلقات كثيرة قادمة هي بالأساس مشروع كتاب لتاريخ دمت وإنسانها, لكن لن أكون سلبياً مثل بعض الكتاب وأقول لن أدخل السياسة في مقالات تاريخية فالمظالم التي تعرض لها رفاقنا في الحزب الاشتراكي وان تعدد مسمياتها فالهدف كان سياسي أي أن المظالم التي مر عليها وقت طويل هي جزء من التاريخ والشيء المهم أنني لن اشتم الخصوم السياسيين واستخدم الثلب والتوصيف أو أتعامل معهم بالجدل الحزبي المغاير بل أطرح وجهة نظري كصحفي وباحث ومثل هذه الضوابط هي ضوابط يسارية لقول الحق ولا شيء سواه. وبسم الله أبدأ: نشوء وتأسيس مدينة حمام دمت مدينة حمام دمت اسمها مكون من مقطعين حمام نسبة إلى الحمامات الطبيعية فيها ودمت نسبة إلى قرية دمت التاريخية ويمكن تسميتها حمام دمت بنصب الحاء- نسبة إلى حمام قرية دمت والحمام رمز للسلام. وعن نشوء أو بداية تأسيس مدينة حمام دمت كمرحلة أولى: بدأ عام 1851م وكان عدد منازلها آنذاك خمسة منازل بناء حد متواضع وتلك المنازل الخمسة كانت البذرة الأولى لإنشاء المدينة الذي بدأ أواسط القرن التاسع وبشكل تدريجي سوف أذكر ذلك في صياغ التسلسل التاريخي في هذا البحث التاريخي في أوقات لاحقة من عقد الخمسينات وعقدي الستينات والسبعينات من القرن التاسع عشر زاد بناء المنازل في قرية حمام دمت ولكن بعدد ضئيل قدره ستة منازل ليصل العدد إلى أحد عشر منزلاً عام 1880م وفي عام 1900م وصل عدد المنازل إلى ستة عشر منزلاً فقط- أي عدد المنازل في ما يُعرف اليوم بمدينة حمام دمت في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي لم يتعدى ستة عشر منزلاً من دور واحد. إن ضعف التوسع العمراني في قرية حمام دمت لم يكن مقتصراً عليها بل شمل بقية قرى مديرية دمت وغيرها من مناطق اليمن خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وذلك لسببين رئيسيين وهما: السبب الأول: شهدت اليمن جفاف غير مسبوق أوصل أهلها في معظم السنوات المذكورة إلى حافة المجاعة. السبب الثاني: ازدياد جور وظلم الاستعمار العثماني وتركيز اهتمام السكان لمحاربته. وعلى كل حال يمكن القول أن نشوء وتأسيس مدينة حمام دمت بست مراحل وهي على النحو التالي: المرحلة الأولى من 1851م إلى 1900م واتسمت بالجفاف وانعدام الاستقرار السياسي- ذكرتها في السطور أعلاه. المرحلة الثانية من بداية عام 1901م إلى أواخر سبتمبر 1962م, في هذه المرحلة شهدت مديرية دمت كغيرها من مناطق اليمن ظلم وجور الاستعمار العثماني إلى عام 1981م وهو العام الذي انهزمت فيه الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى التي استمرت من عام 1914م إلى عام 1918م- أسموها"الرجل المريض" وفي نفس العام بدأ العهد الإمامي الذي استمر إلى 26سبتمبر من عام 1962م.. في تلك الفترة شهدت شمال اليمن استقرار سياسياً نسبياً فرضت هيبة الدولة وفرضت أيضاً مظالم كثيرة. في تلك المرحلة زادت المنازل أكثر من النصف ووصل عددها ستة وثلاثون منزلاً.. كما تم بناء دار الحسن وهي دار كبيرة مكونة من طابقين وهي مقر لقيادة المديرية. ملاحظة: الدار حالياً مهدم والذين قاموا بهدمه بعدت صواريخ هم دول ما يسمى التحالف ومؤكد أن الصواريخ التي هدمته أمريكية أو سعودية أو إماراتية وكان الهدف من هدمه بالظاهر هو القضاء على الحوثيين الذي بداخله أما الهدف الباطن هو تدمير معلم أثري لبلادنا كغيره من المعالم التاريخية والأثرية التي دمرت خلال سبع سنوات مضت,عودة إلى الموضوع كان الدار مقر إدارياُ وعسكرياً في دمت وبخسارته خسرت المديرية أحد معالمها الهامة, كان يسمى دار الحسن لكن الحسن كما سمعنا لم يكلف نفسه بزيارته, فالدار المهدوم بني على أكتاف أهالي المديرية. يتبع العدد بعد القادم