مؤتمر الذكاء الاصطناعي في جامعة البيضاء يدعو إلى وضع معايير وضوابط للبحث العلمي خرج المشاركون في المؤتمر العلمي الخامس الذي نظمته جامعة البيضاء خلال الفترة 22- 25 سبتمبر الجاري تحت شعار "دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز مكانة البحث العلمي، وأثر ذلك على المجتمع"، بعدد من التوصيات الهامة اقتضت بضرورة إدراج مقررات الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي، وتطوير المناهج وطرائق التدريس بما يتناسب مع التقنيات الحديثة. وأوصى المشاركون المؤتمر خلال جلسته الختامية التي ترأسها الدكتور أحمد العرامي رئيس جامعة البيضاء الأربعاء الماضي، بعد مناقشة230 بحثا ودراسة علمية في مختلف العلوم الشرعية والإنسانية والتطبيقية والتربوية والرياضية والإدارية والطب بمشاركة 300 باحث يمثلون مختلف الجامعات اليمنية والعربية والدولية بالحضور المباشر والتواصل عبر تقنية التواصل عن بعد، بضرورة الاستفادة من الأبحاث والدراسات المقدمة، حول الذكاء الاصطناعي وإيجاد آلية لتطبيقها. محمد العلوي وطالبوا بتشكيل لجان مشتركة من المؤسسات الأكاديمية لوضع معايير وضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، وإخضاع ما ينتجه الذكاء الاصطناعي في علوم القرآن والعلوم الشرعية واللغوية للتدقيق والمراجعة. وأكد المشاركون على ضرورة تنظيم برامج تدريبية لتأهيل الباحثين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات اليمنية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بمختلف المجالات، والأهمية على فتح أقسام متخصصة في كليات الحاسبات تهتم بالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني ودعم الابتكار وتخصيص جوائز للبحث والابتكار بالتنسيق مع الهيئات والجهات المختصة. وشددوا على أهمية تفعيل قوانين تنظيم تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، منها مشروع القانون اليمني لسنة 2018م والمعدل في عام 2020م بشأن جرائم تقنية المعلومات، وإضافة الأحكام الخاصة بتنظيم الذكاء الاصطناعي. ودعا المشاركون في المؤتمر إلى إيصال البحوث والدراسات لكافة الجامعات والمراكز البحثية بما من شأنه تعزيز التعاون بين الجامعات اليمنية والدولية وتبادل الخبرات. وجددوا مطالباتهم للجهات المختصة الاهتمام باللغة العربية والعمل على حفظ وتوثيق الموروث الشعبي أمام التحديات التي تفرضها العولمة والحرب الناعمة وإبراز هوية الشعب اليمني الإيمانية ودوره في دعم ومساندة القضية الفلسطينية. ذروة المؤتمرات العلمية وعلى هامش فعاليات المؤتمر، أكد رئيس جامعة البيضاء الأستاذ دكتور أحمد العرامي أن الجامعة عقدت منذ س2017م حتى العام الراهن 5مؤتمرات دولية لتصبح أحد أهم الجامعات اليمنية في احتضان وتنظيم المؤتمرات العلمية المختلفة التي تشكل مساحة متخصصة تتلاقى فيها العقول المبدعة لتناقش مختلف الأبحاث العلمية المقدمة للمؤتمر والعمل على نشرها في كتاب صادر عن المؤتمر، وذلك بما يساهم في إثراء المعرفة الإنسانية لمختلف الباحثين. وقال الدكتور العرامي في تصريح ل"26سبتمبر" إن "المؤتمر الخامس هو ذروة المؤتمرات التي تنظمها الجامعة، تناول 6 محاور أساسية من الأبحاث العلمية في العلوم الشرعية الإنسانية، التطبيقية، التربوية، الرياضية، الإدارية، الطب، بمشاركة من 23دولة عربية ودولية، يمثلون 100 مؤسسة علمية وبحثية". وأضاف أن الأوراق العلمية والأبحاث المقدمة لمؤتمر الذكاء الاصطناعي في مختلف المحاور الأساسية سيتم تنفيذها على الواقع العملي وفقا للتوصيات ومخرجات المؤتمر التي سيتم رفعها إلى الوزارات والجهات المعنية ذات الاختصاص، مبينا أن الجامعة ستعقد عدداً من اللقاءات وورش العمل مع الجهات ذات الاختصاص في حكومة التغيير والبناء من أجل أن تكون نتائج المؤتمر واقعية وعملية. وذكر العرامي أن المؤتمرات العلمية تناقش الأفكار بطريقة علمية متصلة لتشكل بيئة خصبة للتعليم الأكاديمي في بلادنا، بل وتحفز على التفكير بما يعزز من دقة الأبحاث والاستفادة من تجارب الآخرين بما يساعد ويعزز تصويب مسارات البحث العلمي. وأوضح أن تنظيم المؤتمرات العلمية التي تعتبر جامعة البيضاء الرائدة في ذلك فرصة ثمينة لبناء علاقات متينة مع مختلف الباحثين اليمنيين في مختلف الجامعات مع عدد من الباحثين العرب والأصدقاء في دول العالم يسهم في إقامة شراكات علمية تسهم في اثراء الساحة العلمية بإنجازات بحثية جديدة تواكب مختلف المجالات وتخدم التطلعات المستقبلية. توطين للتكنولوجيا وبين الدكتور العرامي أن تحقيق الأمن والاستقرار في رداعوالبيضاء أسهم إلى حد كبير بتوجه الجامعة لتخوض حراكا علميا وتعليميا غير مسبوق في تاريخ الجامعة، حيث لم يكن بمقدور الجامعة قبل تحرير وتطهير المديريات من مشاريع القتل والدمار للعناصر التكفيرية الإرهابية، التي لم يكن بمقدور الجامعة خلال تلك السنوات أن تعقد اجتماعا او مؤتمرا علميا واحدا بهذا الزخم الذي تشهده اليوم. وأشار إلى أن المؤتمرات العلمية أحد الركائز الأساسية التي تسهم في رقي الجامعات واهتمامها بالبحث العلمي لتصبح أداة فعالة في تحقيق التنمية المستدامة لبناء مجتمع علمي مزدهر قائم، مبينا أن الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن يمثل ذروة الثورة الرقمية. وأضاف "علينا أن نكون حذرين في التعامل مع التطور الرقمي خاصة والحاضنة لهذا التطور هي أمريكية حتى لا يتم تحقيق أي اختراقات كما حصل مؤخرا في لبنان للهواتف النقالة والبيجرات وغيرها". وشدد الدكتور العرامي على أهمية تسهيل المعاملات والإجراءات الإلكترونية وفق شروط توطين التكنولوجيا المحلية، وإيجاد بدائل وطنية دون الهرولة والانبهار بالتكنولوجيا الغربية التي يتحكم بها اللوبي الصهيوأمريكي، خصوصا عقب نشر ما يسمى شبكة "أستار لينك" لتغطية الأراضي المحتلة في اليمن بخدمة الإنترنت، في مؤشر على خطورة المرحلة التي تستدعي أن نكون أكثر حذرا واستعدادا لها في مختلف المجالات. ولفت رئيس جامعة البيضاء إلى أن النمو المضطرد من المشاركات والتميز الافضل في اعتماد جامعة البيضاء النهج العلمي في التحكيم غير مسبوق لاتباعها معايير الأمانة العلمية والتسريع في كل الإجراءات بعيدا عن أي تحيز، إنما حسب الأصول والاعراف والقواعد العلمية ذات المعايير الدولية، مشيدا بالجهود الداعمة لاستمرار العملية التعليمية في الجامعة بما يسهم في تحقيق أهدافها بخدمة المجتمع. تظاهرة علمية بدوره أوضح رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب الأستاذ دكتور محمد الآنسي، أن المؤتمر العلمي الخامس يؤكد استمرارية الجامعة في إقامة وتنظيم المؤتمرات العلمية التي تعتبر تظاهرة بحثية علمية ليست على المستوى المحلي بل على المستوى الدولي لا سيما بمشاركات العشرات الباحثين من مختلف الجامعات العربية والدولية يمثلون أكثر من 20 دولة، وهذا ما عكفت عليه جامعة البيضاء واخذت على عاتقها مواكبة التغييرات المتمثلة في الثورة التكنولوجيا الهائلة من خلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي وتناوله في مختلف المجالات. وأفاد أن تجميع المشاركات من الجامعات والكليات والمؤسسات والمراكز البحثية تجاوزت 102 مؤسسة علمية في هذا المؤتمر، لتغدوا المؤتمرات في جامعة البيضاء لها دلالة كبيرة جدا وانعكاسات وصدى واسعاً وهذا يعكس مدى الثقة القائمة على المصداقية والأمانة العلمية التي تتبعها اللجنة العلمية في عملية اختيار الأبحاث، تم رفع الكثير منها كما حصل في المؤتمر العلمي الرابع بتقديم عدد 200 بحث علمي، وتم قبول 115 بحثا فقط وهذه المصداقية دليل على عملية التحكيم التي تتبعها الجامعة وفق المعايير الدولية. وأشار الدكتور الآنسي إلى أن المؤتمر ناقش العديد من الأبحاث في عدة مجالات بالإضافة إلى التعرف على كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتبسيط إنشاء المواد الدراسية وتعزيز التفاعل والتعلم والإبداع والتفكير الابتكاري والكتابة بمهارة، وكذا دورها في تحليل أداء الطلاب وتحسين الأداء وصناعة محتويات وملخصات للمقالات العلمية والأوراق البحثية عالية الجودة. وكانت قد ألقيت عدد من الكلمات خلال فعالية افتتاح المؤتمر العلمي الخامس التي حضرها عدد من قيادات وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي ورؤساء الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية وأعضاء السلطة المحلية ونواب رئيس جامعة البيضاء وأمناء مجلس الجامعة، وعمداء وأكاديميون، وقيادات تنفيذية، وامنية، ألقيت من قبل وزير الشباب والرياضة محمد علي المولد، ونائب وزير التربية والبحث العلمي الدكتور حاتم الدعيس، ومحافظ البيضاء عبدالله ادريس اكدت جميعها بأن المؤتمر يأتي امتدادا للنجاحات العلمية التي حققتها جامعة البيضاء خلال السنوات الماضية في افتتاح كليات وأقسام تخصصية نوعية تلبي احتياجات التنمية المجتمعية.