قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان من العار على العرب والمسلمين ان يشاهدوا ما يجري في غزة من إبادة جماعية دون ان يتحرك أحد سوى اليمن وقد مضى 600 يومٍ على جريمة العصر تصاعدت الإدانات ودوّت بيانات الشجب والتعاطف وخرجت المظاهرات حول العالم، في شوارع ومدن القارات، ارتفعت الأصوات، تحركات وزيارات، لكن بقي الموقف الرسمي العربي والإسلامي متأرجحًا وأحيانًا كثيرة متواطئًا. وأضاف البروفيسور الترب لقد الموقف اليمني هو المتصدر للساحة واستطاع بامكانياته البسيطة و بعزيمة قيادته ورجاله الأوفياء ان يغير مسار الاحداث بل ويرعب كيان العدو الصهيوني بالصواريخ والمسيرات وهنا نؤكد ان 600 يوما من الحرب الكونية على غزة كشفت كل شيء، زيف المؤسسات الدولية التي قالت إنها "تدافع عن حقوق الإنسان"، فصمتت أمام أكبر مجزرة في القرن، كشفت من يقف حقًا مع فلسطين، ومن يبيع دماء الأطفال على موائد السياسة، كشفت أن الجريمة لا تحتاج لسلاحٍ فقط حتى تكون قاتلاً، بل لصمتٍ دولي وتخاذل عربي كي تكتمل. ونوه البروفيسور الترب ان الحشود اليمانية التي خرجت في الساحات امس الجمعة رفعت شعار "لا أمن للكيان.. وغزة والأقصى تحت العدوان" في رسالة واضحة بأن العدو الإسرائيلي لن ينعم بالأمن طالما استمر في عدوانه ووحشيته وحصاره بحق أبناء غزة، وهو ما سبق أن أكدته القيادة الثورية والسياسية بأن العمليات العسكرية ستكون أكثر إيلاما للعدو خلال الأيام القادمة وجسد اليمنيون من خلال الخروج الشعبي الواسع الموقف الإيماني الصحيح الذي ينبغي أن يكون عليه كل مسلم حر شريف، في الوفاء للرسول الأعظم ومسراه الشريف "المسجد الأقصى".. متوعدين الصهاينة بالرد المزلزل على تماديهم في تدنيس المقدسات الإسلامية. وتابع البروفيسور الترب ان المسيرات المليونية جسدت قوة وحضور شعب اليمن في ميادين الجهاد والتضحية، وتمسكه بموقفه المبدئي في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الأمة التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية لأخطر وأكبر مؤامرة لتصفيتها ومحاولة تهجير الفلسطينيين من أرضهم. واكد البروفيسور الترب ان دول الجوار باتت تدرك ان اليمن اليوم ليس كما كان خاضعا ذليلا منساقا وراء سياساتها وعليها ان تقرأ الاحداث جيدا وتعمل من اجل إحلال السلام كون استقارارها مرهون الأن بالسلام في اليمن ونقوبها انها لن تنعم بالسلام طالما استمرت في تغذية الصراعات في اليمن فالجميع اصبح يعرف مشروعها الاجرامي وما يجري في المناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرتها أكبر دليل على خططها التدميرية للأرض والانسان.