أكد وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من تطوير جيل جديد من الصواريخ الباليستية ذات قدرات تفوق ما سبقها من منظومات، مشيرًا إلى أن هذه الترسانة المتطورة لم تُستخدم بعد، لكنها ستكون في صلب أي رد قادم في حال أقدم كيان العدو الصهيوني على تكرار عدوانه ضد إيران. وقال العميد زاده، خلال اجتماع عسكري عقد اليوم الأربعاء في طهران: "نحن اليوم نمتلك منظومة صاروخية أكثر تطورًا وفعالية من أي وقت مضى، وقدرتنا على استخدامها تفوق بكثير ما كان عليه الحال في السابق"، في إشارة إلى تنامي القدرات الدفاعية والهجومية للجمهورية الإسلامية رغم العقوبات الغربية المستمرة. وأوضح أن الصواريخ التي استُخدمت خلال حرب الأيام الاثني عشر تم تصنيعها قبل عدة سنوات، مؤكدًا أن إيران تمتلك اليوم صواريخ جديدة "تتمتع بقدرات فائقة تتجاوز كل ما تم استخدامه في السابق". وخلال لقائه مع عدد من الملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين في طهران، شدد وزير الدفاع الإيراني على أن بلاده لن تتوانى في استخدام هذه القدرات الجديدة في حال تكررت أي مغامرة عدوانية من قبل كيان العدو الصهيوني. وتابع قائلاً: "الجمهورية الإسلامية لم تكن تواجه كيان العدو وحده في تلك الحرب، بل كانت كل القدرات اللوجستية والاستخباراتية والداعمة للولايات المتحدة حاضرة في الميدان"، في إشارة إلى التورط الأمريكي المباشر في العدوان على إيران. وفي سياق متصل، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة السياسات العدوانية والإجرامية التي ينفذها كيان العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، خاصة قرار تهجير سكان مدينة غزة قسريًا وتشريدهم بشكل متكرر، معتبرة ذلك جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. وجاء في بيان الوزارة: "قرار كيان الاحتلال بتهجير سكان غزة قسرًا، في وقت يتعرض فيه القطاع لأبشع أنواع القصف منذ ما يقارب العامين، ويعاني فيه السكان من مجاعة مفروضة منذ خمسة أشهر، هو نموذج صارخ لمخطط الإبادة الجماعية الهادف إلى محو فلسطين كهوية وشعب". وأضاف البيان أن "سياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها قادة العدو، والدعم العسكري والسياسي غير المحدود من الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية، وتعطيل مساعي مجلس الأمن والمحاكم الدولية، كلها أسهمت في تمكين الاحتلال من التمادي في جرائمه وانتهاكاته". وأكدت الخارجية الإيرانية أن التهجير القسري ليس مجرد خطوة عسكرية، بل هو جزء من مشروع منظّم لتفريغ قطاع غزة من سكانه وتدمير الهوية الوطنية الفلسطينية، في إطار خطة إبادة جماعية ممنهجة. وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، مع تزايد التهديدات الأمريكية – الصهيونية ضد المنشآت النووية الإيرانية، واستمرار العدوان على غزة، ومحاولات نزع سلاح المقاومة في لبنان، إلى جانب مناورات بحرية وجوية مشتركة تثير قلق طهران. وأكدت إيران التزامها بتطوير قدراتها الصاروخية، في إطار الدفاع المشروع عن سيادتها ومصالحها الوطنية، ومساندة محور المقاومة، مشددة على أنها سترد "بكل قوة" على أي عدوان يستهدفها.