رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    إعلان حوثي رسمي عن عملية عسكرية في مارب.. عقب إسقاط طائرة أمريكية    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس الاريتري أسياسي افورقي :اليمن واريتريا لايحتاجان الى وساطة
نشر في 26 سبتمبر يوم 17 - 12 - 2004

نفى الرئيس الأريتري أسياسي أفورقي وجود أية وساطة وراء زيارته إلى صنعاء الأسبوع الماضي وقال في حوار شامل ل«26سبتمبر» ليست هناك أية وساطة فنحن واليمن لا نحتاج إلى وساطة، مبيناً أن ترتيبات زيارته تمت بناء على مبادرة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي وجه اليه الدعوة وتم تلبيتها من جانبه فوراً معتبراً بأن لقاء صنعاء وإن جاء متأخراً لكنه أزال الحواجز التي كانت قائمة بين البلدين وحدد ملامح المستقبل بشكل أفضل..واعتبر الرئيس الأريتري لقاء صنعاء فاتحة جديدة لعلاقات أكثر ثقة ومتانة بين البلدين مشيراً إلى أن ما حدث في الماضي كان من المفروض ألاّ يحدث مهما كان حجمه.وقال: «لقد كان هناك سوء تفاهم في بعض الجوانب وهذا يحدث حتى داخل الأسرة الواحدة»، ولمعالجة ذلك كان لابد من توافر الارادة والعمل الدؤوب.. وألمح الى أطراف خارجية كانت تسعى إلى الفتنة حاولت أن تستفيد من تلك الأوضاع وتعمل على توسيع الشقاق وإثارة مشاكل وهمية..وقال: أؤكد أننا استفدنا فعلاً من التجربة الماضية وأصبحنا أكثر وعياً ولذلك فإن علاقتنا في المستقبل ستتركز بكل تأكيد على أرضية متينة.
وحول ما يثار عن علاقة اريتريا بإسرائيل وتأثير ذلك على الأمن والإستقرار بمنطقة القرن الإفريقي وجنوب البحر الأحمر أكد أن اريتريا ليست لها علاقات متميزة مع اسرائيل وقال: إنها علاقات دبلوماسية عادية وهي إمتداد لعلاقة كانت قائمة أصلاً بين أثيوبيا واسرائيل قبل استقلال اريتريا.
لقد بادر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وقدم الدعوة الى افورقي وتلقاها الآخر بمسؤولية وجاء الى صنعاء وقرر الرئيسان طي صفحة الماضي بكل مافيها..انها الارادة الصادقة -كما قال افورقي ل«26سبتمبر»- من الطرفين ولذلك لم تكن بحاجة الى وساطة كما روجت لذلك بعض وكالات الانباء..إذاً.. ماذا بعد هذه الخطوة- المبادرة، وكيف يرى الرئيس اسياسي افورقي مستقبل العلاقات اليمنية- الاريترية وماهي رؤيته لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ثم ماهو موقفه من تجمع صنعاءللتعاون.
كل هذه الاسئلة وغيرها كانت محور هذا الحوار الذي اجرته «26سبتمبر» مع الرئيس اسياسي افورقي.. واليكم نصه:
حاوره: أحمد الجبلي
دعني بداية أسأل فخامتكم، كيف تم ترتيب زيارتكم الى صنعاء وماهي ابرز نتائجها وماذا عمايقال عن وساطة قطرية ورائها؟
أبدأ أولاً لاقول لك ليست هناك أية وساطة، فنحن واليمن لانحتاج الى وساطة، وسأكون منصفاً إذا قلت ان توفر الارادة من الطرفين كانت هي الأساس في ذلك وفي نجاح الزيارة والمباحثات التي اجريناها.
وللحقيقة اقول ان الاخ الرئيس علي عبدالله صالح كان موفقاً بأخذ المبادرة وقدم لي الدعوة التي لبيتها على الفور وكنت مستعداً لهذا اللقاء الذي وإن جاء متأخراً لكنه أثمر عن شيئين مهمين في اعتقادي أولهما كسر الحواجز التي كانت قائمة مهما كان حجمها من جانب، وتحديد ملامح المستقبل بشكل أوضح وخلق آليات للتعاون بين بلدينا من جانب آخر.
استفدنا من الماضي
ماهي ابرز النقاط التي تم الاتفاق عليها خلال مباحثاتكم مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح؟
أولاً التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتنشيط العلاقات في اكثر من مجال خاصة مايتعلق بالاتفاقيات الموقعة بين البلدين، اضافة الى ذلك اتفقنا في هذه الزيارة على الاستثمار المشترك في مجال الصيد التجاري والاستثمار المتبادل في مجالات اخرى يمنية- اريتيرية.
هل يمكن اعتبار زيارتكم الحالية فاتحة جديدة لعلاقات لا يشوبها التوتر؟
بالتأكيد، نستطيع القول أننا استفدنا من التجربة التي مضت، ونقول بصراحة ان الذي حدث مهما كان حجمه كان المفروض الا يحدث، صحيح انه كان هناك سوء تفاهم في بعض الأمور وهذا يحدث في داخل الاسرة الواحدة، ولمعالجة ذلك كان لابد من توافر الارادة والعمل الدؤوب بين الاطراف المعنية، واقول ربما كانت هناك اطراف خارجية واطراف تسعى الى الفتنة حاولت ان تستفيد من تلك العملية وتعمل على توسيع الشقاق واثارة مشاكل وهمية لعبت دوراً، لكنني اؤكد اننا فعلاً استفدنا من التجربة الماضية، واصبحنا اكثر وعياً من الماضي، واستناداً الى ذلك فان علاقتنا في المستقبل ستتركز بكل تأكيد على ارضية متينة، فحتى الاتفاقيات التي اقريناها لن تكون فقط على الورق، بل ستكون اتفاقيات جادة سنضع لها آليات ولجان فنية، وتنفيذها سيتم بإرادة اقوى من الطرفين.
قضايا استراتيجية
ربما اكثر ماكان يثير التوتر في علاقات البلدين هو احتجاز السلطات الاريترية للصيادين اليمنيين في المنطقة المشتركة التي أقرها التحكيم.. فهل تم حسم هذه المسألة؟
لا أتفق معك في ذلك، فهذه المسألة لم تكن قضية اساسية ولن تكون في المستقبل ايضاً، وهي محسومة أصلاً.. فما تم الاتفاق عليه شمل كل القضايا وتفاهمنا في قضايا استراتيجية اكبر من القضايا الخلافية.
هل تعرضتم فخامة الرئيس في المباحثات الى الخلاف الاريتري- السوداني والاريتري-الاثيوبي؟
هذا الموضوع لم يكن اساسياً ضمن مباحثاتنا، لكن بشكل عام تطرقنا الى تجمع صنعاء، واكد لي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مايرمي اليه التجمع من اهداف، واستطيع ان اؤكد مجدداً ان اريتريا لم تنزعج ابداً من هذا التجمع، فاذا كان التجمع يهدف الى التعاون بين دول المنطقة ولمصلحة شعوبها فلماذا ننزعج من ذلك او نتحفظ تجاه ذلك.
وكما قلت لك لقد تركزت مباحثاتنا حول القضايا الثنائية والتعاون المشترك في قضايا الاستثمار والتجارة والتعليم والصحة وغيرها من المجالات الاخرى وبمايساعد على ايجاد اجواء ومناخات مستقرة وآمنة، لانه بدون الاستقرار والأمن لايمكن ان تكون هناك تنمية او يكون هناك تعاون اقتصادي بين دولنا، خاصة وان المنطقة التي نقع فيها منطقة حساسة، فالبحر الاحمر ممر دولي مهم.
ولذلك أقول بأن استقرار هذه المنطقة مسألة مهمة لمنفعة البلدين ولانجاح المشاريع التي اتفقنا عليها، وايضاً لخلق مناخ اقليمي ودولي للتعاون.
كلام غير مسؤول
ماذكرته فخامة الرئيس حول تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة هو مايهدف اليه تجمع صنعاء، وهو مايعني ان هناك اتفاقاً حول هذا الموضوع.. فهل تفكرون مستقبلاً في الانضمام الى التجمع أم مازلتم عند موقفكم منه؟
لا اطلاقاً، نحن لم نعتقد ولم نتصور أن التجمع موجه ضد ارتيريا ولم نعط أية أهمية لذلك، والمسألة كما قلت لك أن بعض الاطراف صوَّرت التجمع وكأنه تكتل أو حلف يستهدف بلداً بعينه، وأنه يهدف إلى زعزعة الأمن في ارتيريا وعزلها، فهذا كان من الأخطاء الكبيرة، واعتبره غير مسؤول ولاينسجم مع طموحات شعوب هذه المنطقة.
فحتى لو كان هناك علاقات استراتيجية،وعلاقات جادة لخلق مناخ ملائم سواء على مستوى ثنائي أو اقليمي، فلا يمكن أن تكون هناك محاور تسعى لوضعية معينة للتعاون في ذات الوقت الذي تقصي فيه أطرافاً من المشاركة.
وفي رأيي أن الأخ الرئيس علي عبدالله صالح كان حريصاً على أن يحقق هذا التجمع التعاون المطلوب لخدمة شعوب الدول الثلاث، كخطوة أولى، لكنني على ثقة من أن ما يفكر فيه أكبر من ذلك بحيث أنه إذا كان هناك جدية من كل الأطراف لإنشاء تكتل اقليمي فلا يمكن أن ينحصر في دولتين أو ثلاث، باعتبار أن هناك واقعاً اقليمياً ودولياً وواقعاً استراتيجياً، وهناك مسؤوليات يفرضها هذا الواقع ويجب أن تتحملها هذه الدول ويجب أن تكون هناك علاقات أو تكتلات مبنية على هذا المفهوم.
واستطيع القول من خلال التجربة والتي استفدنا منها كثيراً، لا يمكن أن يكون هناك نجاح لأي تكتل يستهدف بلد بعينه،فالمستقبل هو للتعاون، والمطلوب من كل المسؤولين في المنطقة أن ينظروا إلى الأمور بمنظار استراتيجي وليس من منظار ضيق ومحدود، أو منظار الصراعات والتحالفات، فهذا بالتأكيد قد تجاوزناه اليوم، ولايمكن أن نقول ونحن نتحدث عن تجمع أوتكتل، بأن الذي يهمنا هو أن تكون هناك علاقات ثنائية، فهذه علاقات تاريخية استراتيجية ويجب علينا أن نقويها ونساهم بقدر المستطاع في خلق مناخ بمساهمات متواضعة وبما يشجع الآخرين لكي يأتوا ويشاركوا في بناء آلية بمنطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي وجنوب الجزيرة العربية، باعتبار أن هذه المنطقة منطقة حساسة واستراتيجية إقليمية ودولية، ولتحقيق مصالح الشعوب فيها لابد من ايجاد المناخ الملائم للتعاون وهذه من مسؤوليات الحكومات في المنطقة.
مشاكل السودان داخلية
فخامة الرئيس، ربما العلاقة الاريترية-السودانية لاتقل تاريخية وعمقاً عن العلاقات اليمنية-الأريترية، بنفس المستوى الذي تمت به زيارتكم إلى صنعاء والتي أذابت الجليد القائم بين البلدين، ألا تفكرون بخطوة مماثلة لإنهاء الخلافات مع السودان؟
حقيقة الوضع مع السودان يختلف، فالسودان كما تعلم بلد مهم واستراتيجي في المنطقة، ويمتلك موارد خيالية مقارنة بالدول الأخرى فيها، والسودان له تاريخ عريق في مجال السياسة الاقليمية والدولية،وكان بالامكان أن يلعب دوراً حاسماً وأساسياً في أي تكتل بالمنطقة، ولكن للأسف الشديد فإن كل هذه الامكانيات اصبحت مجمدة أو أنها مشلولة بسبب مايعانيه من مشاكل في جنوب السودان أو في الشرق والغرب.
ومانراه هو أن هذه المشاكل يجب أن تحل قبل كل شيء سواء عبر مبادرة«إيجاد» التي بدأت في عام 1994م أو عبر المحاولات الجارية لحل مشكلة الجنوب، وقد طرأت مشكلة جديدة في اقليم دارفور وهذه ايضاً اصبحت قضية دولية واقليمية تشارك كل المنظمات لحلها.
واعتقد أن السودان بإمكانياته وبموقعه الاستراتيجي لابد أن يتجاوز هذه الصعوبات الداخلية حتى يستطيع أن يقوم بدوره الاقليمي في المنطقة، ونحن صراحة نتمنى أن يكون هناك استقرار في السودان، لأننا نعتبره بالنسبة لنا وبالنسبة لدول المنطقة امتداداً استراتيجياً، واستقراره سيشكل عاملاً أساسياً في استقرار المنطقة، ولذلك همَّنا أن تحل المشاكل فيه، حتى نصل إلى مستوى أفضل من التعاون.
وعموماً، أعتقد أن الوقت غير مناسب للحديث عن الخلافات وعن الماضي، ويجب أن ننظر إلى المستقبل، ونأمل أن يتمكن السودان من ترتيب بيته بالشكل المطلوب ويحقق الا ستقرار المطلوب، وبدون شك فذلك إذا حدث يعتبر رصيداً لتطوير العلاقات الثنائية بينه وبين اريتريا.
أما بالنسبة لنا فنحن نساهم ومانزال سواء في إطار«إيجاد» أو خارجها لايجاد حلول لمشاكل السودان الداخلية والتي نرى أن السودانيين هم أكثر المعنيين بحلها، وباعتقادي أن العام المقبل 2005م سيشهد تحولات مهمة إذا تم التوقيع على اتفاقية السلام في نيفاشا، وإذا أسهمت مبادرة أبوجا بشكل جيد في حل قضية دارفور.
وأخيراً أقول.. من المؤكد أنه في حالة خلق المناخ الملائم في السودان فسيكون ذلك أمراً مهماً ومساعداً لأن تكون علاقات السودان بدول الجوار علاقات جيدة.
تفاؤل بحذر
في جانب آخر فخامة الرئيس.. ماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه اريتريا في إعادة الأمن والاستقرار إلى الصومال ودعم قيادته الجديدة حتى يستعيد الصومال عافيته؟
بالنسبة للصومال، برأيي أن التعقيدات التي يشهدها هذا البلد لايمكن الاستهانة بها، فتطورات السنوات العشر الماضية داخله خلقت وضعية سياسية شاذة، إلى جانب أن التدخلات الخارجية عقدت المسألة ايضاً.
واليوم نرى أن هناك بوادر للحل، وهناك اتفاقية وقعت، وحكومة تشكلت في الصومال، ولكن ماتزال قضية أرض الصومال عالقة، وحتى الترتيبات السياسية بعد الاتفاقية التي وقعت في نيروبي تحتاج إلى جهود ربما أكبر.
ولذلك نرى بأن دول الاقليم يجب أن تساهم بشكل أكبر في دعم الصومال، واريتريا من جانبها مستعدة للمساهمة ولكن امكانياتها محدودة، وبالأساس فإن الحل في الصومال يجب أن يأتي من الصوماليين انفسهم بكل طوائفهم، وعلى الدول التي كانت تساهم في تعقيدات المشكلة أن تساهم ايضاً بشكل ايجابي.
واستطيع أن أقول بأنني متفائل ولكن بحذر، فالمسألة بحاجة إلى وقت، لأن الترتيبات التي تجرى الآن إذا لم تجد الدعم من الخارج، وإذا كان الصوماليون لم يبلغوا مرحلة الجدية واستيعاب حجم المشاكل التي عانت منها بلادهم وشعبهم طوال العشر السنوات الماضية وبدأوا العمل بتوجيه أفضل، بالتأكيد فإن حسم الأمور نهائياً قد لايكون سهلاً.
علاقتنا باسرائيل عادية
دعني أتكلم بصراحة فخامة الرئيس، فحينما تقول أن اريتريا ستعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ألا ترى بأن إقامة علاقات مع اسرائيل لايخدم هذا التوجه، بل قد يزيد من مطامعها في المنطقة التي سعت كثيراً لايجاد موطئ قدم فيها؟
في الحقيقية اريتريا ليست لها علاقات متميزة مع اسرائيل، وكل مافي الأمر أن اسرائيل كانت لها علاقات قديمة قائمة مع اثيوبيا، وعندما استقلت اريتريا عام 1991م واصبحت دولة ذات سيادة في عام 1993م استمرت هذه العلاقة فالعلاقة الدبلوماسية القائمة بيننا تعتبر امتداداً للوضعية التي كانت موجودة.
ودعني أقول لك أن العلاقات الدبلوماسية في القرن الحادي والعشرين هي علاقات دبلوماسية عادية، فقد يتفق أي بلدين يقيمان علاقات دبلوماسية وقد لايتفقان في أي أمر من الامور.
واعتقد أن قضية اسرائيل في المنطقة وعلاقات دول المنطقة المعلنة منها وغير المعلنة هي التي يجب أن تكون سبباً للإنزعاج، أما علاقتها مع أريتريا فلا تسبب اي انزعاج وهذا شيء طبيعي.
فالدول المعنية مباشرة وهي أولاً فلسطين منذ أوسلو وحتى اليوم وهي في تعايش مع الوضع الحالي، ثم الاردن وهي من اقوى الدول التي لديها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، ومصر ايضاً لديها علاقات ووقعت معها اتفاقيات تعتبر من اقوى الاتفاقيات الموقعة بين دول المنطقة واسرائيل، هذه هي العلاقات المعلنة طبعاً، أما غير المعلنة فهي كثيرة ولا أريد أن أخوض في ذلك فهو لايعنيني كثيراً.
ولكن جوهر الموضوع الذي أريد توضيحه هو ما المقصود من أن يكون هناك علاقات بين دولة ودولة أخرى في المنطقة، وهل يخدم ذلك مصالح ثنائية مثلاً؟ ثم ان كل دولة مستقلة ذات سيادة لها استقلاليتها في بناء علاقات دبلوماسية مع أية دولة كانت، وتحتم عليها المصالح القومية والاستراتيجية بناء هذه العلاقات، ولكن واقولها بشكل قاطع لايمكن أن تكون هذه العلاقة على حساب المنطقة، وهذا مانرفضه ونرفض أن تكون علاقة اسرائيل مع أية دولة على حساب الآخرين، بل ان اية علاقة ليست فقط مع اسرائيل ولكن مع أية دولة أخرى وحتى علاقتنا الثنائية فيما بيننا يجب ألاَّ تكون على حساب علاقات أخرى في دول المنطقة، وهنا أقول بأن القانون هو الذي يحكم العلاقات بين الدول، ولذلك كله لا أرى سبباً للإنزعاج أو الحديث بأن هذه القضية تؤثر على مصالح شعوب ودول المنطقة سلباً.
لاوجود لجامعة عربية
فخامة الرئيس، هل ماتزالون عند موقفكم من الإنضمام الى الجامعة العربية؟
وهل هناك جامعة عربية أصلاً.. لا أعتقد.
هذا يعني انك لاتعترف بها؟
لا أريد أن أدخل في مهاترات وكلام ليس له معنى، لكنني أقول بصراحة اذا كان هناك تكتل اقليمي لمصلحة المنطقة ومنافعها وهناك مصداقية للتعامل كان يمكن أن نقبل به، لكنني اعتقد بأنك لن تجد من يقول لك بأن هناك فعلاً جامعة تجمع كل العرب وجامعة جادة وفعالة في هذه المنطقة، هذا واقع موجود ولايستطيع أحد نكرانه، والأولى في رأيي أن يهتم الكثيرون الذين يشغلون أنفسهم بانضمام اريتريا الى الجامعة وان يسعوا أولاً لخلق جامعة فعالة وبعدها يقدموا لنا الدعوة أو نطلب نحن الانضمام اليها.
وأرى ان هذا هو الأهم، أما قضية اريتريا وانضمامها فهذه ليست قضية أساسية ولاهي محورية ولا تستحق أن نعطيها أكثر من حجمها.
لعلك تعلم فخامة الرئيس أن الرئيس علي عبدالله صالح تقدم بمبادرة بهذا الخصوص لتطوير وتفعيل الجامعة واقامة إتحاد عربي؟
نعم، وأعتقد أن هذه من ضمن المبادرات التي تشير وبشكل جاد الى أن هناك نوايا صادقة لخلق إطار عربي قوي وفعال، واستطيع القول ان مبادرة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح جادة ومسؤولة وليست مناورة سياسية أو دبلوماسية وهي تؤكد أن هناك مصداقية للخروج من الواقع الراهن، أما من يحاول الترويج لاشياء خارج هذا المفهوم، ويحاول أن يقول أن هناك جامعة عربية فعلاً قائمة ولماذا لاينضم اليها هذا ولماذا خرج هذا، فهذا الكلام لايفيد وإنما يصرف أنظار الناس الى أشياء وهمية.
يجب أن يكون التركيز بشكل بناء كما فعل الرئيس علي عبدالله صالح في مبادرته بتقديم مقترحات لتفعيل دور الجامعة وتقويتها، هذا هو الاتجاه البناء، اما الدخول في مهاترات ومنازعات كلامية، فلن تكون نتائجه إلاَّ سلبية اكثر من تحقيق أية فائدة.
معايير غريبة
في الاخير فخامة الرئيس.. تعتبر منطقة القرن الافريقي من المناطق التي تعاني كغيرها من الإرهاب والإرهابيين، فما هو حجم الجهود التي تقوم بها اريتريا في مواجهة هذه الظاهرة؟
بالنسبة لظاهرة الإرهاب، أنا لديَّ رؤية حولها ودائماً ما أقولها وهي اذا كان الامريكان يريدون محاربة الاوروبيين فليذهبوا لمحاربتهم في مكان آخر، فلماذا تكون شعوب هذه المنطقة ضحية لهذه التوجهات، ولماذا تظل منطقتنا تعاني من عدم الاستقرار، وبأي حق يعمل طرف سياسي متطرف أو غير متطرف، ارهابي أو غير ارهابي باتجاه زعزعة أمن هذه المنطقة.
نحن صراحة نريد ترتيب بيوتنا وأوضاعنا، ونريد تحسين مستوى معيشة مواطنينا، ونأمل في خلق مناخ ملائم للتعاون والتفاهم مهما كانت توجهاتنا السياسية، ولذلك اقول بأن هذه الظاهرة اكثر المتضررين منها هم شعوب ودول المنطقة، ودورنا كحكومات ودول ليس في مسألة نحارب أو لانحارب الارهاب الذي أصبح شغلاً شاغلاً للجميع، بل نعمل بشكل دؤوب لايجاد مناخات التعاون وتأمين هذه المنطقة لكي تستقر وذلك من خلال بناء آليات تضمن لنا ذلك أما حكاية أن يأتي واحد ويقول هذا نصراني وهذا كذا.. فهل في ذلك مشكلة أم ان المسألة تحولت الى حروب صليبية أو حروب جهادية؟ وما أريد أن أقوله نحن نعيش الآن في القرن الحادي والعشرين، وكم من المسيحيين مضطهدين ومهمشين ويطالبون بحقوقهم في العالم، فكيف يمكن لإنسان عاقل أن يقول اليوم بأن أي مسيحي هو عدو؟ فاذا كان هناك انظمة سياسية غير مقبولة مثلاً فليعبر الناس عن ذلك بالرأي السياسي لكن يجب ألاَّ تكون هناك تفرقة، واذا كان هناك من يكره أمريكا ليس صحيحاً أن يعتبر كل مسيحي عدو له، ولذلك أنا استغرب كيف يمكن أن تكون هناك معايير سياسية أو تبريرات لعمل تخريبي بهذه الطريقة التي تجري والضحية الأولى فيها تكون المنطقة وشعوبها..
وبصراحة شديدة نحن نرفض الأعمال التخريبية ونرى بأنه يجب ان تكون هناك مسؤوليات تتحملها كل القوى السياسية وكل الحكومات في هذه المنطقة، ليس من أجل المحاربة ولكن من أجل العمل لإيجاد منطقة مستقرة تتعاون فيها دولها وشعوبها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.