احتشد آلاف المحتجين في شوارع العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول امس الثلاثاء، تزامناً مع وصول الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي يبدأ من كوريا الجنوبية جولة آسيوية تستمر أسبوعاً.وبينما لجأ معظم المتظاهرين إلى التعبير عن غضبهم إزاء زيارة الرئيس الأمريكي لبلادهم بطرق سلمية، شهدت عدة مواقع في العاصمة الكورية الجنوبية أعمال عنف، مما اضطر قوات الشرطة إلى التدخل لتفريق المتظاهرين.وقالت مصادر أمنية إن قوات الشرطة اعتقلت نحو 80 شخصاً من "مثيري الشغب"، من بين نحو 2770 شخص شاركوا في المسيرات الاحتجاجية، فيما قال منظمو الاحتجاجات إن أكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في مظاهرات الثلاثاء.ومن المقرر أن تشمل الجولة الآسيوية، وهي التاسعة للرئيس الأمريكي في المنطقة، زيارة كل من كوريا الشمالية وتايلاند والصين، حيث سيحضر حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية "بكين 2008"، التي ستنطلق الجمعة.وشهدت كوريا الجنوبية الشهر الماضي أعمال شغب عنيفة، إثر قرار الحكومة استئناف استيراد لحوم الأبقار الأمريكية، وهي القضية التي من المتوقع أن تطغى على مباحثات بوش مع المسؤولين في سيؤول.وستهيمن اتفاقية نزع نووي كوريا الشمالية على مباحثات الرئيس الأمريكي مع المسؤولين في الشطر الجنوبي، حيث من المقرر أن يلتقي بنظيره الكوري الجنوبي، لي ميونغ-باك، الأربعاء.وقال مايكل غرين، مستشار سابق لبوش في الشؤون الآسيوية، والخبير في مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية: "هناك 11 ألف صاروخ ومدفعية توجهها كوريا الشمالية صوب عاصمة الشطر الجنوبي، سيؤول، ولذلك فإن أقل القليل الذي نقوم به مع كوريا الشمالية، سترتجف على إثره أركان كوريا الجنوبية."ومن المتوقع أن يشن الرئيس الأمريكي هجوماً على انتهاك النظام العسكري في "ميانمار" لحقوق الإنسان، في كلمة سيلقيها في الجارة تايلاند، محطته الثانية.وكانت سيدة أمريكا الأولى، لورا بوش، قد انتقدت بعنف نظام ميانمار، حول كيفية تعامله مع كارثة الإعصار، الذي اجتاح الدولة التي عرفت مسبقاً باسم "بورما".وسيختتم بوش جولته بالصين، حيث سيشارك في أولمبياد بكين، في خطوة قال ناقدوها إن حضوره سيتيح الحكومة الصينية جوازاً بشأن سجلها المتدني حول حقوق الإنسان والحريات الدينية. ووافق معظم الأمريكيين على مشاركة الرئيس الألعاب الأولمبية، وفق استطلاع للرأي أجرته CNN.ودافع الرئيس الأمريكي، الأسبوع الماضي، عن قراره بالمشاركة خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي في الصين قال خلالها: "أعتقد أنه من الأفضل للعلاقات الأمريكية-الصينية أن أشارك." وأردف: "أدرك أهمية إرسالي إشارة صريحة للشعب الصيني مفادها أننا نحترمهم."وسيبعث كذلك بشارة واضحة من خلال مشاركته في قداس بكنيسة في العاصمة بكين. (CNN)