عبر اليمن عن قلقه اليوم الاثنين ازاء إستمرار انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني بشكل جسيم من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي، معتبرا سياسيات التوسع الإستيطاني الإسرائيلي غير المشروع على الأراضي الفلسطينية والسورية واقتطاع اجزاء منها نتيجة جدار الفصل العنصري يعيق مسيرة السلام في الشرق الأوسط. ودعا وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي في كلمة اليمن التي القاها امام دورة الجمعية العامة للامم المتحدة ال 63 المنعقدة حاليا في نيويورك جميع الأطراف بما فيها الرباعية للعمل على خلق المناخات الكفيلة بإعادة الثقة بين الأطراف المعنية بالعملية السلمية والسير بها نحو تحقيق السلام الشامل والعادل ووضع حد لسياسة المماطلة والتسويف التي تتبعها إسرائيل. وحذر وزير الخارجية من مخاطر استمرار سلطات الاحتلال في التطاول والعبث بالمقدسات الإسلامية في القدس الشريف الذي يعتبر أحد أهم المقدسات الإسلامية بالإضافة إلى تأثيرها على العملية السلمية, مؤكدا أن استمرار ذلك سيقود إلى ردود فعل لا يمكن التنبؤ بها. وفي الشأن العراقي قال وزير الخارجية : " إننا لننظر ببالغ السرور إلى التطورات الإيجابية على أرض العراق الشقيق وتحسن الوضع الأمني": وأعرب الوزير عن تطلعه إلى مزيد من الاستقرار السياسي في العراق, منوها بجهود الحكومة الساعية إلى تحديد موعد لإنهاء تواجد قوات التحالف على الأراضي العراقية كخطوة تعيد للعراق سيادته وأمنه واستقراره وتحمي هويته العربية وتعزز وحدته الوطنية ودوره في المنطقة. وفيما يتعلق بالوضع في لبنان أشاد وزير الخارجية بالتطورات الإيجابية التي أسهمت فيها المجموعة العربية برعاية دولة قطر الشقيقة وبالتوافق الذي تم بين كافة الأطراف اللبنانية وبين حكومتي سوريا ولبنان. وأعتبر القربي هذه التطورات عنصرا هاما في تحقيق رخاء ورفاهية الأشقاء في لبنان. وبخصوص السودان عبر وزير الخارجية عن قلق الجمهورية اليمنية من محاولات التدخل في الشأن السوداني الداخلي، مجددا التأكيد على التمسك بوحدة وسلامة السودان واحترام سيادته واستقلاله. ودعا المجتمع الدولي إلى النهوض بمسؤولياته تجاه عملية السلام في إقليم دارفور وتشجيع الحوار بين الحكومة السودانية والفصائل المختلفة، واعتبار أي طرف لا يقبل بالحوار والمصالحة وينزع إلى أسلوب العنف حركة إرهابية تهدد الأمن والاستقرار. وأكد الدكتور القربي تأييد اليمن للجهود العربية والأفريقية التي تسعى لحل مشكلة دارفور ووضع حد للتأثيرات السلبية التي نتجت عن قرار المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية"، مؤكدا رفض تسييس قرارات المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية أو توظيفها للمساس بسيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية. وعن الوضع في الصومال أشار وزير الخارجية إلى الآثار السلبية الناجمة عن انعدام الاستقرار هناك والتي تنعكس على كافة دول المنطقة وتهديده سلامة وأمن الملاحة في المياه الدولية نتيجة استشراء ظاهرة القرصنة، لافتا إلى معاناة اليمن من موجات اللجوء من القرن الأفريقي. وقال " يقدر عدد اللاجئين من القرن الأفريقي الذين نزحو إلى اليمن بحوالي 500 ألف لاجئ".. مبينا أن حالة المجاعة التي تهدد الملايين في الصومال والقرن الأفريقي ستزيد من أعداد اللاجئين ومن الأعباء التي تتحملها الحكومة اليمنية". وطالب في هذا الصدد بمزيد من الدعم الدولي لليمن لمواجهة تنامي تدفق موجات اللاجئين ودعم قوات خفر السواحل اليمنية لتتمكن من أداء دورها في مكافحة ظاهرة القرصنة. وأضاف " إن الأوضاع في الصومال تستدعي من المجتمع الدولي وقفة جادة لتحقيق الأمن والسلام للشعب الصومالي وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي", مرحبا بإعلان اثيوبيا استعدادها لسحب قواتها من الصومال. وأكد على أهمية إحلال قوات دولية لإعادة الاستقرار هناك وتقديم الدعم اللازم لضمان نجاح مهامها, داعيا في الوقت نفسه كافة الأطراف الصومالية دون استثناء لرأب الصدع وإنهاء الخلاف والحرص على مصلحة الشعب الصومالي الشقيق, كما دعا جميع الأطراف الخارجية إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي الصومالي. وأشار إلى أهمية الاستمرار في إصلاحات منظمات الاممالمتحدة والتزام اليمن بالمساهمة بفاعلية في هذه العملية بالتعاون مع بقية دول العالم إيمانا من اليمن بأهمية هذه الإصلاحات وحتمية تظافر الجهود لنجاحها, مشددا على ضرورة أن لا يقتصر اصلاح مجلس الامن على توسيع عضويته بل يجب أن يتعداه إلى ترشيد استعمال حق الفيتو حتى لا يصبح استعماله وسيلة لوقف القرارات التي توافق عليها غالبية أعضاء المجلس".