- قتل تسعة من جنود الحلف الاطلسي بينهم ستة اميركيين السبت والاحد في هجمات شنها المتمردون في جنوب وشرق افغانستان، على ما اعلن الحلف الاحد في بيانين منفصلين. وكان الحلف اعلن السبت مقتل اربعة من جنوده هم فرنسي وثلاثة اميركيين. وقتل الجنود الاميركيين الثلاثة الاحد في شرق البلاد عندما تعرضت "دوريتهم لانفجار قنبلة يدوية الصنع ثم لهجوم بالاسلحة الخفيفة من قبل المتمردين" بحسب بيان لحلف شمال الاطلسي. كما قتل السبت جنديان اخران من الحلف لم تكشف جنسيتيهما في جنوب البلاد عندما انفجرت قنبلتان يدويتا الصنع باليتيهما بحسب بيان ثان. وشهد يوليو سقوط اكبر عدد من القتلى بين القوات الاجنبية في افغانستان حيث قتل منها 71. وقتل 41 جنديا امريكيا وهو ما يزيد كثيرا عن اعلى معدل شهري سابق للقتلى وهو 26 وكان ذلك في سبتمبر ايلول 2008. كما منيت بريطانيا بأسوأ خسائر لها في ساحات المعارك في 30 عاما تقريبا اذ قتل لها 22 جنديا في يوليو. وبذلك يرتفع عدد قتلى الجنود الاجانب في افغانستان الى 240 منذ مطلع السنة بحسب حصيلة نشرت استنادا الى موقع "اي كاجوالتيز" الالكتروني. وينتشر اكثر من مئة الف جندي اجنبي في افغانستان في اطار قوتين دوليتين هما القوة الدولة للمساعدة على احلال الامن (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي وقوة عملية الحرية الدائمة بقيادة اميركية. وكثفت القوات الاجنبية منذ مطلع الصيف عملياتها ضد معاقل المتمردين لا سيما في جنوب البلاد وشرقها، استعدادا للانتخابات الرئاسية والبلدية المقررة في 20 آب/اغسطس المقبل، فيما ضاعف المتمردون وتيرة هجماتهم. ومع تصاعد اعمال العنف في الاسابيع الاخيرة يخشى ان يستهدف المتمردون العملية الانتخابية بحيث يحجم الناخبون عن التصويت، ما يهدد مصداقية الاستحقاق. وتأثر المدنيون ايضا بتكثيف وتيرة العمليات اذ قتل اكثر من الف مدني خلال النصف الاول من السنة اي بارتفاع نسبته 24% مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2008 بحسب الاممالمتحدة. وحذرت الاممالمتحدة الجمعة من انه يتوقع في غياب تدابير وقائية ان يزداد عدد الضحايا المدنيين امام تفاقم الوضع الامني. ودعت حركة طالبان المواطنين الافغان الى مقاطعة الانتخابات وحمل السلاح ضد "المحتلين" الاجانب. من جهة اخرى، اعتبر المبعوث الخاص للامم المتحدة في افغانستان كاي ايدي الاحد انه لا بد من بدء عملية تشمل "الاطراف كافة" من اجل حل النزاع الذي تشهده البلاد. وصرح ايدي في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز "ان اردتم نتائج كبرى، فعليكم محادثة الجهات الكبرى" في اشارة ضمنية الى كبار مسؤولي حركة طالبان التي اطاح بسلطتها تحالف دولي عام 2001. واضاف "ان اجريتم محادثات جزئية، فستحصلون على نتائج جزئية. علينا اعتماد عملية سياسية تشمل كل الاطراف. انها الطريقة الوحيدة لانهاء هذا النزاع". وتابع "لن نصل الى غايتنا بالتفاوض مع قادة محليين. انها عملية سلام غير مكتملة لن تؤدي الى نتيجة". وهذا الموقف يتعارض مع الموقف الذي طرحه وزير الخارجية البريطاني الاسبوع المنصرم في مقر الحلف الاطلسي في بروكسل، ويتمثل في "التمييز" في صفوف القوميين الباشتون الذين يشكلون اغلبية حركة طالبان بين الذين يريدون "تطبيقا محليا للشريعة الاسلامية فحسب" والذين يسعون "الى جهاد عالمي". واضاف ايدي ان "الاستراتيجية السياسية" الناجحة تفترض "اعادة ضم" الخصوم الذين يمكن استمالتهم مجددا، و"المصالحة الوطنية على المدى الطويل". من جهته اعرب الامين العام الجديد للحلف الاطلسي الدنماركي اندرس فوغ راسموسن السبت عن استعداده لبدء حوار مع المعتدلين من طالبان لمحاولة التوصل الى نوع من المصالحة بين الافغان. وقال راسموسن الذي يتسلم مهامه الرسمية الاثنين "من الجلي وجود نواة صلبة يستحيل الاتفاق معها. لكن يمكن محاورة بعض المجموعات سعيا الى نوع من المصالحة بين شرائح المجتمع الافغاني". وفي العراق أعلنت الشرطة أن سيارة ملغومة انفجرت في سوق مزدحمة بمحافظة الانبار بغرب البلاد يوم الاحد وذكر مسؤول في مستشفى أن الهجوم أسفر عن مقتل ستة واصابة 21 اخرين. ووقع الانفجار في بلدة حديثة على بعد 190 كيلومترا الى الغرب من بغداد وجاء بعد يومين من سلسلة من الهجمات التفجيرية المنسقة فيما يبدو قرب مساجد للشيعة أسفرت عن سقوط 31 قتيلا. واتسمت محافظة الانبار بالهدوء النسبي منذ أن بدأت مجالس الصحوة عام 2006 محاربة مقاتلي القاعدة وغيرهم من المتشددين من السنة الذين كانوا يسيطرون على المنطقة. ولكن المحافظة شهدت ارتفاعا في وتيرة العنف في الاسابيع الاخيرة. وقالت وزارة الصحة في بيان يوم السبت ان العنف تراجع بشدة في العراق خلال الثمانية عشر شهرا الماضية وانخفض عدد المدنيين الذين قتلوا في يوليو تموز الى 224 من 373 قبل شهر. ولكن المسلحين ما زالوا قادرين على شن هجمات متكررة على نطاق كبير مما أثار تساؤلات بشأن قدرة قوات الامن العراقية على مواجهة الامر وحدها بعد انسحاب القوات الامريكية من البلدات والمدن العراقية في يونيو حزيران في اطار خطة للخروج من العراق بحلول 2012 .