إلى وطني الحبيب والعزيز على قلبي / اليمن الى ( باني الوحدة وصانع الديمقراطية )... حفظك الله وسدد على طريق الحق خطاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد: أبعث إليككم هذه الرسالة وكلي فخر أنني ابن من أبناءك، لم يدفعني أن نوجه إليكم هذه الرسالة، في هذه الأيام الحالكة، إلا موضع المسؤولية الكبرى التي على عاتقكم، وأوجه لك هذه الرسالة أيضا من موقع المسؤولية الملقاة على عاتقنا أمام الله فيما يخص كل قضايا الشعب اليمني خاصة، وقضايا المغتربين عامة ، لكي يعيشوا بسلام تحت ظلالك. ولقد صدق أكرم بنى البشر حين قال ( اذا هاجت الفتن فعليكم باليمن ) صدق رسول الله ... يا ترى يا وطني اليمن ما هي الغربة من وجهة نظرك ؟ أم عن أي غربة سوف اتكلم ؟؟ غربة الزمان ؟ أم غربة المكان ؟ أم غربة الأهل ؟ أم غربة الوطن ؟ غربة الروح ؟ أم غربة الفكر ؟ أم تراها غربة المبادئ والقيم ؟ أم هي ذلك كله جميعا؟ لماذا يغتالنا الشعور بالغربة ونحن بين أهلنا وأحبائنا, على أراضيك الحبيبة؟ أم أنها غربة المشاعر والروح؟ لماذا يجتاح ذلك التصحر الرهيب أعماقنا ويغتال أجمل ما في دواخلنا ياوطني الغالي ياوطين؟ ما سر ذلك الجفاف القاسي الذي يغمر أرواحنا ؟ والقلق الصامت الذي يدفعنا للبحث عن شيء لا ندري ما هو؟ لماذا تهفو النفس إلى شيء لا تجده من استقرار وأمن وأمان تحت سماءك الغالي وفق ترابك الطاهر ؟ ويرنو البصر نحو أفق لانهاية له؟ الكثير و الكثير من الأسئلة والتساؤلات التي تحملها نظرات تمتزج فيها الحيرة بالقلق, ويعشعش فيها حزن دفين وألم قديم متجدد يغتال الكلمات. الغربة ::: هي بعض ذلك أو كله وزيادة عليه يا وطني الحبيب, هي جزء من تكويننا الروحي والنفسي, تقطن في دواخلنا, تغيب وتظهر , وتنمو وتضمر بقدر وعينا وحجم إدراكنا, ومدى قدرتنا على التلاؤم مع الواقع حولنا, أو انفصالنا عنه . تزيد بقدر محاولتنا أن نسمو بذواتنا , ونعلو بقيمنا ومبادئنا . ونمارس إنسانيتنا ؟ في عالم أخلد إلى الأرض وانغمس في مادته ومصالحه ؟ أهدافه وتطلعاته اللاهثة أبدا خلف السراب، وأنت تعلم يا وطني (اليمن ) أنك حقيقة ولست بسراب ولن تكون سراب ويشهد لك التاريخ بذلك. الغربة :: أن تتحدث بلغة لا يفهمها أحب الخلق لنا, ونتكلم بصوت لا يسمعه أقرب الناس منا ؟؟؟!!! الغربة :: أن نعيش يومنا دون حلم ننتظره في ترابك الغالي، وننعم بالاستقرار والأمن والأمان , أو أمل نترقبه , بعدما تبخرت أحلامنا تحت وطأة الواقع كقطرات ندى لامستها أشعة شمس الصباح, وتلاشت آمالنا كسراب لملمته شمس المغيب ورحل معها. الغربة :: أن نبحث في داخلك عن جرعة محبة صادقة لم يكدر صفوها مطامع مادية, أو مصالح شخصية فلا نجد سوى الجفاف وقحط المشاعر فنطوي على الظمأ. الغربة :: أن نبحث عن حضن دافئ يضمنا بحنانك ونشعر عنده بالأمان في لحظات ضعفنا وانكسارنا فلا نلقى إلا لسعة الصقيع جمود و قسوة الغربة. الغربة :: أن نبحر مراكب صدقنا في خضم بحر لجّي متلاطم من الكذب والزيف . الغربة :: أن نكون مختلفين في وسط قوالب بشرية متكررة لا تقبل إلا صورتها. الغربة.:: إن نفتش عن ذواتنا في كل ما حولنا فلا نرى إلا الفراغ الممتد . أن نبحث عنّا فينا فلا نجدنا في دواخلنا, أن يقيدنا الزمان ونحن خارجه أن نبحث عنّا فينا فلا نجد أنفسنا . الغربة:: هي ذلك كله , أو بعضه , أو أكثر منه بكثير مما يعتمل في دواخلنا ولا نقوى على البوح به , أو نجرؤ على الحديث عنه,... تمتد لتغمر عمرنا كله !! تنخر أعماقنا بصمت , أو تنخر لتستوطن جزءا خفيا من أرواحنا ومشاعرنا . فكل منا يحمل بذور غربته في داخله ويعيشها بأسلوبه لكن ذلك كله يتلاشى حين تلامس جباهنا الأرض في لحظة سجود مخلصة لله رب العالمين . ذلك كله يذوب مع كلمة ( يا رب ) سهلها علينا تخرج صادقة من القلب تعانقها نظرات محلقة إلى السماء . فمع الله وحده نجد الأنس ونشعر بالأمن ونعيش الاطمئنان , لأننا نعثر على حقيقتنا المفتقدة، قد تأملت في حياتنا كمغتربين وما وجدته إلا غربه وترحال لسعي وراء لقمة العيش التي أتعبت كاهل كل مغترب يمني وأحرمته من التجوال أو العودة والاستقرار داخل أحضانك يا وطني الحبيب، والأسباب معروفة يجيب عليها الطفل الرضيع ؟؟؟!! لن أطيل عليكم يا وطني ( اليمن ) لمعرفتي مشاغلكم ومشاكلكم التي لا تحصى ولا تعد في هذه الأيام لهذا سوف ادخل بالموضوع مباشرة . أنا إنسان مغترب بسيط ليست لي من الدراية بالسياسة الكثير ... وأنا من الناس الذين يؤمنون بأن تكون لك قوة وسلطة واسعة، لأنه بهذا سوف يحكمنا القانون ويسودنا الدستور ولن يكون هناك شمالي ولا جنوبي فالكل سوف يعاملون معاملة المواطن اليمني الذي له كامل الحقوق وعليه كامل الواجبات, لكن في ظل هذه الزوبعات التي تخرج بين الحين والأخر فلن تستطيع يايمني أن تقوم بهذه الخطوة لوجود ساسة لا يريدون أن تعيش بسلام، إذا أردت أن يتحقق ما أنت تصبو إليه فليس هناك بديل سوى أن تقوم بانقلاب على الجميع، وان تكون دكتاتوريا جديدا من نوع خاص, لعلك تقول الآن انك مجنون يا صاحب الرسالة لقد ولى زمن الانقلابات والدكتاتوريات, أقول لك يا وطني أن الدكتاتورية التي اطالب بها هي دكتاتورية تكون نحو الإصلاح والتقدم , تخلص من كل شخص تراه سوف يبقيك ويأخرك ويجعلك تتصدر المراتب الأخيرة بين دول العالم، وهم يريدون فقط مصلحتهم وهم كثيرون وأنت تعرفهم أكثر من الجميع , لا اطالبك مثل ما فعل الآخرون ؟؟!!! ، بل أقول لك تخلص منهم وزجهم بالسجون ومن ثم إذا أردت أن تعلمنا الديمقراطية سوف يكون لديك الوقت الكافي لهذا الشي، نحن شعب حر ولكن الطريقة التي جلبوا بها الديمقراطية لنا كانت خاطئة، لان الديمقراطية تعلم وتكتسب ولا تعطى بهذه الطريقة التي جلبوها لنا وجعلونا في متاهة لا يعلم سوى الله متى نتخلص منها . فلن تهدأ يايمني ؟!!! ولن تعيش بسلام ما دام به الكثير من المتسلطين والمتنفذين و... والكثير من أمثالهم, لن نعيش متحابين مع بعضنا ما دام كل واحد يريد لنفسه فقط ولا يريد لك الأمن والأمان , وأعلم يا يا وطني - حفظك الله- أنك اليوم بلد الإسلام المسلمين؛ وأنت السد المنيع لهذا البناء العظيم، ( وباني الوحدة ) ، وأنت على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، فالله الله أي يؤتى الإسلام من قلبك، وهذا امتحان من الله قد ساقه إليك فإن نجحت فيه فقد حزت خيري الدنيا والآخرة، وأتمنى من كل قلبي يا من لقبت بالحكمة وصانع الوحدة والديمقراطية أن تختار الأخرى، وأخيراً : فإني أسأل الله عز وجل أن يحفظك من كيد الأعداء، وأن يصلح لك البطانة، وأن يقوي عزائمك لكل ما فيه صلاح لليمنيين وللإسلام والمسلمين، وأن يحفظك من كيد أعداء الدين من الكفرة والملحدين والمنافقين. هذه مطالبنا القريبة المدى، يايمني، نوجهها لكم ، وكلنا أمل أنها ستجد منكم الاهتمام اللازم، لأن هذا حقنا عليكم... مع خالص تحياتي ،،، مغترب يمني: رياض محمد عبدالله المعلم [email protected]