روسيا الاتحادية واليمن ارتبطتا بعلاقات صداقة ثنائية قديمة.. وفي القرن العشرين كانت بلادنا من أوائل الدول العالمية التي اعترفت بدولة الاتحاد السوفيتي الوليدة عندما تم توقيع اول اتفاقية تعاون وصداقة بين البلدين في منطقة الشرق الاوسط، في عشرينيات القرن الماضي.. وفي الآونة الاخيرة شهدت علاقات ا لبلدين تطوراً وتقارباً مهماً وتطابقاً كبيراً حيال العديد من القضايا الدولية.. وبمناسبة تعيين السفير الجديد لروسيا الاتحادية بصنعاء سعادة السيد سيرجي كوزلوف الذي يعد واحداً من رجال الدبلوماسية الروسية في الشرق الأوسط وتقلد مناصب دبلوماسية في العديد من الدول العربية ابرزها في ليبيا وسوريا ومصر والمملكة العربية السعودية وفلسطين. أجرت صحيفة «26سبتمبر» حواراً معه للأطلاع على رأي الاصدقاء الروس حيال قضايا وتطورات عربية وإقليمية ودولية عديدة حيث أجاب على تساؤلاتنا باللغة العربية الفصحى.. فإلى نص الحوار: العلاقات الثنائية بين بلدينا شهدت في الآونة الاخيرة تطورات متلاحقة.. ظهر ذلك من خلال تبادل الزيارات الرسمية التي يقوم بها عدد من المسؤولين من كلا البلدين.. في ضوء ذلك كيف تصفون مستوى العلاقات بين البلدين وآفاقها المستقبلية؟ العلاقات الثنائية بين حكومتي وشعبي روسيا الاتحادية، والجمهورية اليمنية هي علاقات تاريخية ومتميزة بالصداقة والتعاون ولم تشبها أية أزمات في مختلف المراحل والظروف الدولية.. ونتائج العلاقات البينية بين البلدين مشهودة على الساحة اليمنية من خلال المشاريع التنموية والبنى التحتية والاستثمارية التي قامت بها روسيا في اليمن ومن خلال تدريب وتأهيل آلاف الكوادر اليمنية العسكرية والمدنية في مختلف التخصصات واستطيع أن أصفها بأنها علاقات طيبة وممتازة وفي مستوى متقدم جداً وهي في تطور مستمر.. ويؤكد ذلك تواصل الزيارات المتبادلة على مستوى كبار المسؤولين في البلدين سواءً على المستوى السياسي أو الأمني أو الاقتصادي.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على متانة هذه العلاقات وأنها تحتل مكانة مهمة في مختلف الاجندات لدى البلدين. فالرئيس علي عبدالله صالح قد قام بأكثر من زيارة الى موسكو وكذلك بعض المسؤولين اليمنيين الذين يمثلون مكانة سياسية رفيعة في اليمن، كما أن كبار المسؤولين من روسيا الاتحادية أيضاً قاموا بزيارات عديدة الى اليمن وقد أثمرت هذه الزيارات بصورة إيجابية وانعكست نتائجها على تقارب بل، وتطابق وجهات النظر السياسية والاقتصادية والامنية حيال العديد من القضايا الدولية والاقليمية وكما هو معروف بأن الرئيس علي عبدالله صالح والسيد فلاديمر بوتين رئيس روسيا السابق.. رئيس الوزراء حالياً يرتبطان بعلاقات شخصية وصداقة عميقة وهذا الامر أثر تأثيراً مباشراً على دفء العلاقات بين موسكووصنعاء.. وأعتقد بأن المستقبل سيشهد مزيداً من نمو وتطور هذه العلاقات الثنائية المتميزة لما فيه خدمة مصالح البلدين والشعبين الصديقين في اليمن وروسيا. الوحدة منارة شامخة ارتبطت الوحدة اليمنية منذ اعلانها بالحياة الديمقراطية والبرلمانية وحرية الرأي والتعددية الحزبية.. ومن خلال متابعتكم لمسيرة الوحدة اليمنية ماهو تقييمكم لتجربة بلادنا الديمقراطية خلال عقدين من الزمن؟ في اعتقادي كما هو اعتقاد القيادة السياسية الروسية هو أن الوحدة اليمنية التي تحققت في ال22 من مايو1990م بين شطري اليمن بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها القيادة السياسية اليمنية مثلت إنجازاً كبيراً جداً للشعب اليمني وأضيف أن الوحدة شكلت مصدر قوة وعزة للشعب اليمني ومن يعمل الآن على تخريب أو إعادة الاوضاع الى ما قبل عهد الوحدة سواءً كان هذا العمل من الداخل أو الخارج إنما يضمر في نفسه الشر للشعب اليمني ووحدته المباركة ونحن في روسيا سواءً على المستوى الرسمي أو رأيي الشخصي ندعم الوحدة اليمنية ونعارض كل الانشطة المريبة التي تسعى الى النيل منها.. لما تمثله الوحدة من منارة شامخة وركيزة هامة جداً في المنطقة تسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة استراتيجية من العالم. تردد اسرائيلي روسيا الاتحادية تعد واحدةً من أهم الدول الممثلة في الرباعية الدولية .. وقد سمعنا منذ أكثر من عامين عن محاولات روسية لعقد مؤتمر للسلام العربي - الاسرائيلي في موسكو .. إلاَّ أن ذلك لم يتحقق .. الى ماذا ترجعون ذلك ؟ روسيا الاتحادية بادرت الى الدعوة لعقد هذا المؤتمر انطلاقاً من كونها أحد رعاة السلام في الشرق الاوسط وعضواً أساسياً في الرباعية الدولية المعنية بتحقيق سلام دائم للصراع العربي «الفلسطيني»-الاسرائيلي.. وأؤكد أن هناك ترحيباً واسعاً من قبل الكثير من الدول ذات العلاقة بفكرة عقد المؤتمر في موسكو، إلا أن ما يعيق عقد المؤتمر هو بعض التحفظات التي اعلنتها بعض الدول في الاقليم المعنية أو التي لها علاقة مباشرة بقضية السلام في الشرق الاوسط وكذلك بعض الدول على المستوى الدولي من الطرح والتصور الذي يصر على تحقيقه الجانب الروسي من هذا المؤتمر، فروسيا الاتحادية لاتريد أن يكون المؤتمر ظاهرة سياسية اعلامية لا تسهم في إيجاد حل جذري وحقيقي لقضية الشرق الاوسط، نحن نصر على أن يخرج المؤتمر بحلول مناسبة بين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين من جهة وبين اسرائيل من جهة أخرى، تنعكس تلك الحلول على إقامة سلام دائم بين الشعوب العربية والاسلامية والشعب الاسرائيلي ويعم السلام في هذه المنطقة الحساسة من العالم.. وهذا بالطبع يلاقي صعوبات وتحديات الا أننا في روسيا سنظل نسعى ونستعمل كل ما يمكن استعماله من أنشطة دبلوماسية وحوارية لتحقيق هذا الهدف وان شاء الله سوف نتوصل في نهاية المطاف الى ما نتطلع اليه وهذا يتطلب بذل جهود كبيرة من قبلنا وأيضاً تعاون وتفهم لمتطلبات السلام من الجميع في المنطقة والعالم وخاصة من الجانب الاسرائيلي وبعض الأطراف العربية المترددة من المشاركة في هذا المؤتمر بتصوره الروسي . الاستيطان يعيق السلام التنصل الاسرائيلي من الاتفاقيات الدولية لاحلال السلام في الشرق الاوسط والذي كان آخره رفض تجميد الاستيطان في أراضي الضفة الغربية الذي كان يرمي الى دفع المحادثات الفلسطينية- الاسرائيلية قدماً من أجل حل نهائي للصراع العربي- الاسرائيلي .. ماهو الموقف الرسمي للاصدقاء في موسكو من هذا الرفض .. خاصة وأن الحكومة العنصرية بقيادة نتنياهو أظهرت بجلاء ذلك التنصل وبدون أية مراعاة للقوانين والقرارات الدولية التي تضمن حقوق قيام الدولة الفلسطينية على حدود ال 4 من حزيران 1967م ؟ الموقف الروسي من قضية الاستيطان على أراضي ال4 من حزيران 1967م معروف ومعلن ومفاده رفض الاعمال الاستيطانية بكل اشكالها وأنواعها لأننا نعتبر هذا النشاط الاستيطاني غير شرعي ومن جانب واحد من قبل اسرائيل ومن شأنه ان يقضي على إيجاد حل نهائي وعادل لأزمة السلام في الشرق الاوسط.. وأريد أن أضيف رأيي الشخصي في هذا الموضوع حيث كنت أعمل ممثلاً لحكومة روسيا الاتحادية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية قبل تعييني سفيراً لدى الجمهورية اليمنية مباشرة لمدة ثلاث سنوات تقريباً ومن خلال ما شاهدته في الاراضي الفلسطينية من أعمال استيطانية وإنتشار الاستيطان الاسرائيلي على شكل تجمعات كبيرة في مختلف مناطق الضفة الغربية أن هذا الاستيطان يقضي تماماً على فرص تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على حدودها الشرعية التي نصت عليها القرارات الدولية للأمم المتحدة ومجلس الامن والتوافق الدولي في هذا الشأن الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية بحيث تكون هذه الدولة قادرة على الحياة ولها سيادة تامة على أراضيها.. ونحن مع الطرح الفلسطيني الرافض للحوار المباشر أو غير المباشر مع اسرائيل ما دامت العمليات الاستيطانية لن تتوقف خاصة مع غياب تام لحلول ناجعة لما تم ويتم من انشطة استيطانية اسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.. فالفلسطينيون يطالبون بالحق ويجب تقديم الدعم لهم كما يجب بذل مزيد من الجهود العربية والدولية لايجاد حل لاستمرار عملية السلام ولا يجب ان تتوقف تلك الجهود حتى لا يتفاقم الوضع الى أوضاع أكثر سوءاً.. والجدير بالذكر أن الاجتماع الأخير الذي عقدته الرباعية الدولية في موسكو وبكامل اعضائها اكدوا رفضهم للاستيطان كظاهرة مضرة بأفق العملية السلمية في الشرق الأوسط. ولكن الملاحظ أن الولاياتالمتحدة تخلت عن مطالبها نحواسرائيل بوقف الاستيطان؟ لا يمكن أن نفهم الموقف الامريكي الاخير من الاعمال الاستيطانية على أنه تخلٍ عن ممارسة دورهم في عملية السلام في الشرق الاوسط.. كون الموقف الامريكي هو موقف رافض لما تقوم به اسرائيل من عمليات استيطانية..وأن الامريكيين يطالبون كما كانوا يطالبون في الماضي الحكومة الاسرائيلية بوقف هذه الانشطة المضرة بعملية السلام.. وهنا وهو المهم يجرى الآن النقاش كيف يمكن ممارسة الضغوط على اسرائيل من أجل وقف الاستيطان في ظل عدم قيام أمريكا بممارسة الضغوط السياسية اللازمة على اسرائيل وأظن أن ذلك سيتم طرحه من الجانب الروسي بشكل واضح وصريح ومن الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة في أقرب اجتماع للرباعية. الاسلام بريء من الارهاب الحرب على الارهاب يتطلب جهداً دولياً جماعياً ودعماً متعدد الجوانب للدول التي تعاني من هذه الآفة .. وبما أن اليمن وروسيا الاتحادية واقعتان تحت وطأة هذه الآفة .. كيف تنظرون الى أهمية التعاون المشترك بين بلدينا للقضاء على هذه الظاهرة الدولية الخطيرة؟ برأيي أن ظاهرة الأرهاب أصبحت ظاهرة دولية تعاني منها دول كثيرة في العالم، وصحيح أن روسيا الاتحادية واليمن هما من البلدان التي تعاني من هذه الظاهرة، إلا أن القضاء على هذه عليها يتطلب جهداً أكبر من جهود اليمن وروسيا فالمطلوب جهد دولي متعاون من أجل القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، كونها ظاهرة لا تخص بلداً معنياً في العالم ولا ترتبط بدين أو قومية بل أصبحت كظاهرة العولمة. وروسيا كبلد يكافح ويحاول تأمين أراضيه من هذه الظاهرة، فإننا ندعم ونشارك ونقف بقوة مع الجهود الدولية والثنائية المشتركة وعلى كافة المستويات التي ترمي الى الحد وصولاً الى القضاء على الارهاب الدولي، لا سيما وأن الذين يدفعون الثمن هم الابرياء من المواطنين بنسبة 99٪ وكما اسلفت فأنا لا أعتقد أن هذه الظاهرة مرتبطة بعناصر دينية أو قومية أو جنسية بل أنها ظاهرة عالمية لها أهداف تخريبية تشمل كل الدول في العالم ومن هنا نحن نؤكد على أهمية العمل المشترك من أجل التعاون في سبيل القضاء على الارهاب وما يقال أن الاسلام هو منبع الارهاب فإن هذا الطرح هو طرح خاطئ جداً والاسلام والمسلمون بريئون منه ولا يجب اسقاط البعض على الكل لا سيما وأن هناك مناطق عديدة في العالم تعاني من الأرهاب ولا يوجد بها مسلمون مثل إيرلندا واسبانيا وغيرهم من الدول. نعم لبرنامج نووي ايراني سلمي أزمة البرنامج النووي الايراني ظهرت على المسرح الدولي من جديد بعد تطبيق عقوبات دولية قاسية على إيران .. ماهي حقيقة الموقف الروسي من هذا البرنامج المثير للجدل .. لاسيما وأن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية حقيقية ولاتطالها المساءلة؟ موقفنا في روسيا من البرنامج النووي الايراني واضح جداً، فروسيا مع حق أية دولة في العالم بما فيها إيران في سعيها إلى الحصول على تقنيات البرامج النووية السلمية وهذا تضمنه القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية.. وروسيا تشارك في إقامة مفاعلات نووية سلمية إيرانية وتزود بعضها بالوقود اللازم لتشغيلها تشغيلاً للاغراض السلمية، إلا أن روسيا ملتزمة دولياً مع بقية دول العالم بالحد من انتشار البرامج النووية العسكرية وفي هذا الاطار نحن قلقون من تحول البرنامج النووي الايراني من سلمي الى عسكري وبهذا يصبح مصدر تهديد حقيقي لروسيا ولدول الاقليم والعالم بشكل أعم.. وبشكل مباشر لروسيا، كون إيران تقع على تخوم الحدود الدولية الجنوبية لروسيا.. لذلك يتلخص موقف روسيا من البرنامج النووي الايراني بنعم لبرنامج نووي سلمي ولا لبرنامج نووي عسكري.. أما ما يخص العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على إيران، روسيا أيدت تلك العقوبات الا أنها ضد العقوبات الاضافية التي فرضت على إيران بشكل أحادي من قبل بعض الدول الكبرى في العالم خارج نطاق الأممالمتحدة ونطالب تلك الدول باحترام القانون الدولي والقرارات الدولية في هذا الشأن فإما نعمل سوياً على تطبيق القرارات الدولية واحترامها أو أن كل دولة تعمل وفقاً لما يقتضيه الواقع والمصالح، لذا يجب أن نحافظ على عملنا الدولي كفريق واحد وعدم السماح بالخروج عليه بأي شكل من الاشكال.. كما نعارض تطبيق القوانين والقرارات الداخلية لبعض الدول في العالم على دولة ذات سيادة، ما يخص البرنامج النووي الاسرائيلي نحن مع خلو منطقة الشرق الاوسط من أية برامج نووية عسكرية وهوموقف واضح جداً. التواجد العسكري آني القرصنة ظاهرة أُنتجت بشكل محترف لتهديد طرق التجارة العالمية التي تمر عبر مضيق باب المندب وأدى تطور هذه الظاهرة الى توافد عسكري دولي في هذه المنطقة .. ماهو تصوركم لمحاربة القرصنة ،وهل في اعتقادكم أن هناك سيناريوهات ما وراء بروزها بهذا الشكل الغريب؟ القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن هي ظاهرة غريبة وخطيرة كونها تستهدف ضرب الاقتصاد والتحكم بالحركة التجارية الدولية العابرة عبر مضيق باب المندب والبحر الاحمر ويجب أن تتكاتف الجهود الدولية بالتعاون مع الدول ذات العلاقة الواقعة في هذه المنطقة المهمة من العالم من أجل إيجاد الحلول الناجعة التي من شأنها أن تقضي على هذه الظاهرة وتأمين المنطقة أمام الحركة التجارية والاقتصادية الدولية وذلك عن طريق استخدام عدد من الاجراءات القانونية ومن أهمها سن قوانين دولية تجرم هذا العمل وتعاقب عليه اضافة الى تأسيس محكمة دولية خاصة بمعاقبة القراصنة، كما يجب الاهتمام بالاوضاع الامنية والاقتصادية لدول المنطقة ومساعدتها على الخروج من أزمتها الاقتصادية التي تؤثر تأثيراً مباشراً على الحالة الامنية في القرن الأفريقي والبحر الاحمر وخاصة ما يجرى في الصومال من غياب الدولة.. والتواجد الروسي العسكري في هذه المنطقة يأتي في إطار الجهد الدولي الرامي الى مساعدة دول المنطقة على تأمين الأمن للحركة التجارية الدولية ومكافحة ظاهرة القرصنة.. ومعروف عن روسيا أنها دولة ليست لها أية أطماع استعمارية في المنطقة على مدى التاريخ الطويل لها.. وتواجدنا العسكري في المنطقة يأتي من أجل تنفيذ بعض مهام الحماية والأمن بالتنسيق مع اليمن بدرجة أساسية واعتقد أن اليمن ترحب بذلك، والتواجد العسكري الدولي في هذه المنطقة يأتي كمعالجة آنية لمكافحة القرصنة ولا يمكن أن يكون تواجداً دائماً أبداً وهذه هي رؤيتنا في روسيا. تطهير عرقي . الوضع الأمني في القوقاز الروسي غير مستقر سواءً فيما يخص العلاقة الروسية مع جورجيا او في أراضي روسيا الاتحادية .. ماهي الجهود المبذولة لتجاوز الوضع الراهن في القوقاز؟ يجب النظر بعين الاعتبار الى الأسباب الحقيقية التي أدت الى وصول الوضع الأمني في القوقاز الى ما هو عليه حالياً.. ومن أهم تلك الأسباب هو وجود قيادة سياسية معادية لروسيا في جمهورية جورجيا التي كانت احدى دول الاتحاد السوفيتي حيث أصبحت هذه الدولة ملاذاً آمناً لبعض الارهابيين والمخربيين الذين ينطلقون منها الى منطقة القوقاز ويعملون على تفجير الوضع الأمني هناك.. بل أن الامر وصل الى قيام جورجيا بالتدخل العسكري المباشر والاعتداء على أوسيتيا الجنوبية، وأبخازيا عن طريق استخدام القوة العسكرية وهاجمت القوات الروسية المتواجدة هناك بتفويض أممي من أجل الحفاظ على الامن والسلم في هذه المنطقة وسقط عدد من قواتنا بين قتيل وجريح اضافة الى قيام جورجيا باعمال التطهير العرقي بغرض ضم تلك الاراضي اليها.. واذا ما عدنا الى التاريخ فإننا نجد أراضي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا لم تكن ابداً ضمن الاراضي الجورجية اذا ما استثنينا الفترة السوفتية.. لذلك فإن الاطماع الجورجية في ضم أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ليس لها أساس تاريخي ناهيك عن أن هناك جاليات روسية كبيرة تعيش في هذه المنطقة ومن واجب روسيا الاتحادية الدفاع عنها وضمان سلامتها ومصالحها.. خاصة وأن جورجيا بدأت الحرب بدون سابق انذار أو أسباب جوهرية وقتلت الآلاف من المواطنين بدون ذنب اقترفوه.. روسيا الآن تبذل جهوداً أمنية كبيرة من أجل ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، لذلك اعترفت روسيا الاتحادية باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وندعو دول العالم الى الاسهام الفاعل في ترسيخ الامن في هذه المنطقة عن طريق الاعتراف بهاتين الدولتين المستقلتين ومايقال بأن القوات الروسية قامت مؤخراً بنشر اسلحة حديثة في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اعتقد ان هذا الأمر يرجع الى تفاهم روسيا مع اوسيتيا الجنوبية وابخازيا في اطار اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة مع هاتين الدولتين وهذا بالطبع اصبح امراً داخلياً يخص روسيا واوسيتيا الجنوبية وابخازيا وهناك دول عديدة في العالم وقعت مع دول كبرى اتفاقية دفاع مشترك عندما أحست تلك الدول ان ليس لديها مقدرة كاملة على الدفاع عن ارضها وشعبها. ستارت 2 اتفاقية ثنائية الدرع الصاروخية الامريكية تمثل اشكالاً روسياً- غربياً -امريكياً .. هل اتفاقية ستارت الجديدة التي وقعت في ال 8 من ابريل الماضي عالجت هذا الاشكال ، وهل هذه الاتفاقية تحل محل الاتفاقية الأمنية التي تطالب بها روسيا مع دول الاتحاد الاوروبي ام مقتصرة على الولاياتالمتحدة ؟ إتفاقية ستارت 2، هي إتفاقية ثنائية بين حكومة بلادنا والحكومة الامريكية كون الترسانة النووية العسكرية التي تمتلكانها هاتان الدولتان ترسانة ضخمة جداً تكفي لتدمير العالم عشر مرات لذلك نسعى نحن والامريكيون من خلال هذه الاتفاقية لخفض هذه الترسانة الكبيرة للتقليل من مخاطرها التدميرية وأعتقد أن هذه الاتفاقية سوف تحظى بدعم من البرلمان الروسي والامريكي لما فيه مصلحة البلدين وعدم إقرارها سوف يعيد التوتر الدولي وهو أمر غير مرغوب فيه دولياً لإثارته القلق لدى دول العالم كافة.. أما ما يخص الدرع الصاروخية الامريكية فهذا موضوع آخر وهناك محادثات تجرى بين روسيا وأمريكا والدول الاوروبية من أجل حل هذا الموضوع في إطار الاتفاقيات الدولية، ودوماً تدعو روسيا الدول الأوروبية الى تأسيس أطر للتعاون الأمني الذي يضمن أمن القارة إلاّ أن التجاوب الأوروبي لا يزال في مستوياته الدنيا لكن هذا لا يجعلنا نتوقف عن عدم محاولة إيجاد الحلول المناسبة لنا جميعاً أوروبياً عن طريق مزيد من الحوار والتفاهم والتقارب وتعزيز أواصر الثقة بين دولنا في القارة الاوروبية. »ويكيليكس«.. وثائق وقحة كيف تنظر روسيا الاتحادية الى وثائق الخارجية الامريكية التي نشرت في «ويكليكس» خاصة تلك التي تتعلق بقضايا تخص روسيا وعلاقاتها مع المجتمع الدولي أو تلك التي وضحت وكشفت النفاق الامريكي حيال قضايا عديدة في العالم؟ ما يخص الوثائق الامريكية التي نشرت أو سربت عبر الموقع «الالكتروني «ويكليكس» فأنا أجيبك بما أجابت به القيادة السياسية الروسية صرح رئيس روسيا الاتحادية السيد دمتري مدفيديف بأن ما جاء في تلك الوثائق الامريكية المسربة عبر «ويكليكس» والتي تتعلق بروسيا هي أعمال وقحة.. لكن روسيا لا تريد أن تصل بالوضع الى وضع دراماتيكي مع امريكا، نحن ننظر الى ماسرب من وثائق بحذر، وقد أضاف السيد فلادمير بوتين رئيس الوزراء الروسي معلقاً على تلك الوثائق بقوله: إن الوثائق المسربة هدفت الى إهانة وتعرية بعض القادة والساسة والجهات في العالم كما تهدف الى توتير العلاقات الدولية وإثارة ردة فعل غاضبة في العالم ونحن لن ننجر الى ذلك أبداً لأننا نعرف الحقائق ولدينا مصادرنا ووسائلنا في ذلك كما أن روسيا لديها تساؤلات كبيرة حول صحة هذه الوثائق المسربة. لا للتدخل في افغانستان يبدو ان الجهد الدولي للتصدي لتجارة المخدرات التي تصدر من افغانستان اصطدم بالحالة المعيشية للمزارعين الافغان وفقاً لمصادر الاحتلال الامريكي .. كيف تتقبلون هذه الرواية؟ وهل هناك دور روسي مباشر أو غير مباشر لما يحدث في أفغانستان؟ روسيا الاتحادية الدولة الرئيسية المتضررة من زراعة المخدرات في افغانستان ومن مصلحتنا الوطنية القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تستهدف صحة الشعوب.. ونحن نعمل مع الامريكان ودول المنطقة من أجل تحقيق ذلك وحققنا بعض النجاحات في هذا المضمار.. أما بالنسبة للارهاب وما يحصل في افغانستان من أعمال عسكرية لدول التحالف فإن روسيا تعمل في إطار الاتفاقيات الدولية التي تدعو الى تقديم الدعم اللازم لمكافحة الارهاب الدولي وما تقدمه روسيا من تسهيلات لوجستية لقوات التحالف في افغانستان يأتي في هذا الاطار لا أقل ولا أكثر. أما ما يخص الاهداف السياسية التي جاءت تلك القوات لتحقيقها في أفغانستان فلنا منها موقف معلن وواضح كون ما يحدث هناك أدى الى ضرر بالغ بالشعب الافغاني توضح ذلك من خلال التصرفات اللامسؤولة لقوات التحالف التي تقصف المدنيين الافغان وتقتل الآلاف منهم بدون ذنب باستخدام الطائرات بدون طيار والقصف المدفعي ونحن ضد التدخل المباشر في شؤون الشعب الافغاني. المحكمة تعني العدالة لا الظلم محكمة الجنايات الدولية الخاصة بلبنان.. اثير حول مصداقية ومهنية عملها العديد من الآراء وأتهمت بالتسييس ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار والتوافق الطائفي في لبنان.. ماهو تقييم روسيا لاداء المحكمة ودورها في الوصول الى العدالة الحقة خاصة وان هناك معطيات عديدة تؤكد ضلوع الموساد الاسرائيلي في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري؟ الموقف الروسي من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هو موقف داعم لعملها من أجل تحقيق العدالة وملاحقة الجناة الذين قاموا باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بدرجة رئيسية أياً كانوا.. ومن جانب رسمي فإن المحكمة مرحب بها لتحقيق الاهداف الحقة، لكن نعتقد أن كل المواضيع المتعلقة بالاجندة الداخلية في لبنان يجب أن تبحث من قبل اللبنانيين أنفسهم ونؤكد على ضرورة عدم تسييس المحكمة وأن تقوم بعملها بطرق نزيهة دون أي إنحياز لطرف ضد أخر في لبنان ، كون الهدف من المحكمة هو توفير العدالة والحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان وعدم زعزعة الاوضاع اللبنانية باستخدام المحكمة، وهناك نقطة مهمة يجب التطرق اليها هو أنه يجب على الجميع في لبنان عدم استباق القرار الاتهامي للمحكمة والتداول فيه قبل صدوره وتوتير الاوضاع الداخلية اللبنانية على ظنون قد تكون غيرصحيحة لذلك يجب الانتظار ومن ثم التعليق على قرار المحكمة عبرالطرق المعروفة قضائياً وفي هذا السياق فإن روسيا الاتحادية ضد أي تدخل دولي في عمل المحكمة وضد أي ضغوط تمارس على عملها وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته نحو لبنان وذلك عن طريق عدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي وعدم تحويل المحكمة الدولية الى ورقة ضغط على أية فئة من اللبنانيين والمحكمة تعني العدالة لا الظلم وهذا ماينشده الجميع في العالم.. نأمل ان يستطيع اللبنانيون تجاوز محنتهم، فلبنان بلد صغير لكنه كبير بتنوعه السياسي والطائفي. بؤرة ساخنة القضية الكورية لاتزال بؤرة ساخنة في شمال شرق آسيا رغم المحاولات الدولية العديدة لحل هذه القضية.. وفي الآونة الاخيرة تبخرت الآمال التي كانت معقودة على السداسية لايجاد حل دائم في تلك المنطقة من العالم.. هل يمكن أن توضحوا للقراء في بلادنا ملابسات هذه القضية وماهي المخارج التي يمكن أن يصل اليها المجتمع الدولي والسداسية لمنع تفجر البركان الكوري؟ روسيا تقدمت بطلب عاجل الى الاممالمتحدة لمناقشة الوضع المتأزم في شبه الجزيرة الكورية لمنع الانهيار هناك وهي تدعو الكوريتين الى ضبط النفس وعدم الدخول في مغامرات عسكرية قد تنتج عنها مآسي كبيرة للشعب الكوري وهي تعمل مع المجتمع الدولي من أجل احتواء هذا التوتر الخطير في هذه المنطقة.. واللجوء الى الطرق الدبلوماسية والحوار وتفعيل دور السداسية لحل القضية الكورية.. روسيا وقطر.. اختيار صحيح الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» اختار روسيا الاتحادية الصديقة ودولة قطر الشقيقة لتنظيم مونديال 8102 و2202م .. وهذه خطوة جريئة على غير عادة «الفيفا» وتعتبر خطوة في المسار الصحيح.. الا ان ما أثير من ضجة دولية حول اختيار روسيا وقطر يدعو الى طرح تساؤلات عن اسباب هذه الضجة.. كيف تنظر روسيا الى ماجرى وماردكم في الآراء التي تقول ان روسيا وقطر دولتان غير مؤهلتين لتنظيم مثل هكذا تظاهرة رياضية دولية؟ ما أثير من جدل حول هذا الموضوع هو طبيعي فإن الدول الخاسرة دائماً ما تعلق بالسلبية ضد الدول الفائزة بتنظيم هذه التظاهرة الرياضية الدولية.. روسيا لا تحتاج الى شهادة من أحد حول قدرتها التنظيمية للالعاب الرياضية.. فما تمتلكه روسيا من بنية تحتية رياضية حالياً يؤهلها للتنظيم حالاً.. ورغم ذلك فإن روسيا قد اعلنت عن بناء «13» ملعباً رياضياً جديداً وفق احدث الطرق العلمية والتقنية الحديثة من أجل انجاح هذه الدورة الرياضية الهامة التي سوف تنظمها روسيا في عام 2018م. وروسيا بلد كبير جداً ولديه كوادر رياضية عالية المستوى سواءً على مستوى الدوري الوطني أو اولئك المحترفين في فرق رياضية أوروبية ودولية عديدة.. كما أن الحركة الرياضية في روسيا لها تاريخ مشرق والاتحاد السوفيتي كان اول بطل اوروبي في العام 1960م على مستوى بطولة كرة القدم للقارة الأوروبية.. ومن بعد مرور سنوات عديدة على انطلاق هذه التظاهرة الرياضية العالمية كان لابد من تنظيمها في روسيا كما ان دولة قطر قدمت ملفاً قوياً استحقت أن تفوز بتنظيم اللعبة عام 2022م.، وهي بذلك تمثل العرب جميعاً واعتقد أنه حان الوقت ايضاً للدول العربية أن تنظم هذه التظاهرة على مستوى العالم وفي الشرق الاوسط.. وهنا لا أريد أن أعلق على ما جرى عقب إختيار « الفيفا » لروسيا وقطر لتنظيم مونديال 2018 و 2022 م لأن ما أثير حينها لا يعدو عن كلام فارغ ومجوف ليس له اساس من الصحة أو معنى والرد الحقيقي على ذلك سيكون في 2018 عندما يشاهد العالم القدرة والتفوق الروسي الرياضي .. وقبل ذلك ستكون روسيا على موعد مع الالعاب الأولمبية الشتوية في 2014، وكذلك الدوري المدرسي.. هذا يعني ان روسيا سوف تعيش أفراحاً رياضية هامة على مدار الثماني سنوات القادمة.. لذلك أقول ان اختيار روسيا وقطر هو اختيار صحيح. اليمن وطن الأمن والاستقرار بلادنا نظمت دورة العاب خليجي 02 لدول مجلس التعاون الخليج العربية لكرة القدم .. من خلال ماشاهدتموه كيف تقيمون مستوى النجاح الذي حققته اليمن في تنظيم هذه الدورة الرياضية العربية الهامة وعلى كافة المستويات الرياضية والانشائية والامنية ؟ أولاً ألف مبروك لليمن مقدرتة العالية على تنظيم خليجي 20.. حيث اثبت اليمنيون قدراتهم الهائلة وعراقة الشعب اليمني الأصيل.. وأثبتت اليمن بأنها وطن الأمن والاستقرار وتلاشت بل وتعرت تلك الأقاويل التي أثيرت عن اليمن قبل انطلاق البطولة الرياضية الناجحة تنظيماً وجماهيرياً وانشائياً.. لأن تلك الأقاويل كانت تهدف الى إفشال اليمن ومنعه من التنظيم لكن العكس حصل.. أقول هذا الكلام من تجربة واقعية حيث شاركت انا شخصياً مع مجموعة من السفراء الأجانب والعرب المعتمدين لدى صنعاء في مراسيم افتتاح واختتام البطولة الرائعة وتابعت الاخبار عن هذه البطولة منذ اليوم الأول حتى نهاية الدورة.. ما أدهشني هو الحفل رفيع المستوى الذي قدمه شباب وشابات اليمن اذا ماعلمنا ان اليمن لأول مرة تنظم مثل هكذا حدث رياضي كبير وبالفعل ظهر الوجه الحقيقي لليمن أمام العالم والمنطقة بأن اليمن هي بلد الحضارة والأصالة العربية وبلاد العرب السعيدة. واليمن اتخذت الاجراءات الأمنية الضرورية واللازمة للحفاظ على نجاح البطولة وضيوفها من الخليج والعالم وكان اللافت في البطولة الحضور الجماهيري الكثيف من اليمنيين والخليجيين في منظر جميل جداً يعكس الوحدة العربية على مدرجات الملاعب اليمنية.. وكان لمنظر الألعاب النارية التي انطلقت في ختام البطولة اثر كبير في ادخال البهجة على الحاضرين لحفل الاختتام وتوجت بنجاح البطولة الخليجية ال20. وانا على اعتقاد كامل بأن اليمن أصبحت مؤهلة لتنظيم أية بطولة قادمة سواءً على مستوى الاقليم أو على مستوى القارة.. مرة اخرى الف مبروك للقيادة السياسية اليمنية ولكل من ساهم في انجاح بطولة خليجي 20. وختاماً أتمنى للاصدقاء في صحيفة «26سبتمبر» والصحافة اليمنية عامة التقدم والنجاح والصحة بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد 2011 وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة.
