أكدت وزارة الأوقاف على الدور الكبير الذي تلعبه المساجد في توعية الناس وفي بلورة تصوراتهم ورؤاهم عن طريق الوعاظ والمرشدين القائمين على هذه المساجد والذين يستطيعون في أي لحظة الوصول الى المخاطبين والعامة وقال وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد خلال المؤتمر الصحفي الذى عقدته وزارة الأوقاف والإرشاد الخميس المنصرم ان اليمن تزخر بأكثر من 75 الف مسجد في مختلف المحافظات والمدن والقرى اليمنية مشيراً ان وزارة الأوقاف ومن خلال الملتقيات التي نظمتها خلال الفترة الماضية قد أكدت للوعاظ والدعاة والعلماء القائمين على المساجد ان الرقيب الأول على عملهم هو الله سبحانه وتعالى ثم إحساسهم وضميرهم بأهمية الدور الذي يقومون به في خدمة المجتمع وفي خدمة المصلين وأبناء الأمة ، بحيث ان المنبر لا ينبغي ان يكون الخطاب فيه الا خطاب الأمة لا خطاب حزب او مذهب او جماعة لان الجامع هو الذي يجمع كل النفوس وكل القلوب والأرواح وفي الاتجاه الذي يعزز من الرؤية الوطنية التي تجعلنا نتعايش ونتحاور وتجعلنا نعيش في مزيداً من الاستقرار. لافتاً الى ان وزارة الأوقاف قد تقدمت الى حكومة الوفاق ببرنامج لرؤية شاملة لمفهوم العمل الإرشادي العام وضرورة طرح ميثاق يضبط الخطاب الإرشادي وكان لابد من تشكيل لجنة تحضيرية من مختلف مشارب العمل الدعوي ومن مختلف المكونات الوطنية المشاركة في العمل الدعوي وقد تم تشكيل هذه اللجنة التي عملت طيلة ثلاثة ايام للخروج بمشروع ميثاق العمل الدعوي والإرشادي الذي نشعر انه سيقدم رؤية جديدة للعمل الإرشادي وسيمثل تشريعاً نستند اليه لترشيد الخطاب الديني وتعزيز مبدأ الوسطية . منوهاً الى ان الملتقى الخامس للعلماء والدعاة الذي ستنطلق أعماله في العاصمة صنعاء يوم الاحد المقبل بمشاركة 200 عالم وداعً وداعية سيتم في مواكبة اهم قضية في هذه المرحلة وهي قضية مخرجات الحوار الوطني التي تعتبر اهم ما توصل اليه الشعب لبناء المستقبل والمدنية التي لاشك ان الإسلام اهم مرجعيته والتي من اهم تجلياتها ان يكون الناس تحت يد النظام والقانون والدستور. داعياً كافة المؤسسات الإعلامية وكل مؤسسات التواصل الاجتماعي والمؤسسات التي لها صلة بالجمهور بالتعاون مع قطاع الإرشاد بوزارة الأوقاف في لعب دوراً وطنياً في إذكاء مخرجات الحوار الوطني وفي حمايتها من أي تحرفات من القوى التي تحاول التأثير عليها والعمل على تأكيد تحقيق المخرجات في الحياة العامة. كما اكد الى ان الفترة القليلة القادمة ستشهد نزول عدد من الفرق الميدانية من المرشدات والمرشدين الى مختلف المناطق اليمنية للتعريف بقيم الحوار الوطني وأهمية تطبيقه على ارض الواقع من اجل العيش برخاء وامن وسلام. وأشارت وزارة الأوقاف والإرشاد ان إستراتيجية عمل الدعوة والإرشاد في المرحلة القادمة تقوم على تمثيل التعاليم العليا السامية لديننا الإسلامي الحنيف وتبرز وسطية الإسلام ورفض كل دعوات التكفير والغلو والانحراف والعنصرية والمذهبية وخاصة العمل على تبيين حقيقة الدين الإسلامي الحنيف دين الوسطية والتسامح ودين المحبة والإخاء والمساواة ورفض التطرف والتزمت والغلو والكراهية والبغضاء والنعرات العنصرية والمذهبية والسلالية والقبلية والمناطقية ، والعمل على التأكيد بان الدين الإسلامي هو دين التوحيد والوحدة والتكامل والتكافل والتعاون والبر والإحسان والتقوى وتعميق المدلولات المتصلة بالإخاء الوطني والقومي والإسلامي والإنساني ، وشرح معاني وأساليب الدعوة الى الدين الإسلامي الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار الهادئ والبناء والمجادلة بالتي هي احسن . كما ان الإستراتيجية تتضمن العمل على محاربة كل الأفكار والنزاعات المجافية لتعاليم الدين الإسلامية السمحة كالغلو والتطرف والعنصرية وإبراز السلوكيات الإسلامية الراقية التي ساعدت على نشر الدين الإسلامي الحنيف بتمثل مكارم الأخلاق وصفات التسامح والوسطية والاعتدال ، والتصدي للمفاهيم الخاطئة والمغلوطة والأفكار المستوردة والوافدة على المجتمعات الإسلامية ، وتنزيه الدعاة عن الصراع الحزبي والمكايدات السياسية والسعي لتحسين الأوضاع المعيشية الخاصة بالدعاة والمرشدين ورفدهم بالمعارف الحديثة المتصلة بالدعوة.