مثلث السلطة في أي مكان يعتمد على ثلاث محاور وهي القوه والمال والحزب السياسي .. هذه الثلاثه المحاور توافرت في منظومتين سياسيتين في اليمن وهما منظومة حزب المؤتمر الشعبي بقيادة عفاش وحزب الإصلاح بقيادة حميد الأحمر ومن قبله والده لم تكن هناك اي منظومة سياسية أو تكتل قوي في اليمن سواهم . من هذا المنطلق ومن هذه المعطيات بداء الرئيس هادي بالتعاطي معها فور استلامه للسلطه بشكل توافقي . استطاع هادي أن يعطي شعورآ لكلاهما بأنه ذلك الشخص الضعيف الذي بالإمكان أن تتم السيطره عليه من كل طرف منهم …. هنا حصل تنافس كبير بين الطرفين كان اشدهم الإصلاح بما أن عفاش كان مطمنآ تجاه هادي كونه من حزبه بينما الإصلاح كان يعتبر نفسه هو صانع الرؤساء بقيادة الأحمريون . الرئيس هادي كان يعلم كل تكتيك لكل فريق منهم وكان يوهم كل طرف بأنه حليف له . الطرف الثالث المغيب من هذه اللعبه هو طرف جماعة الحوثي .. فكان تركيز الرئيس هادي هو كيفية إخراج هذا العدو من جحوره وكهوفه ليظهروا على السطح جليآ … ايضآ بطريقة أو بأخرى أوصل شعور الاطمئنان إلى قلوبهم واشعرهم انه معهم حتى وصلوا إلى عمران . عودة للإصلاح فقد كان هو أول من استطاع الرئيس هادي تفكيكه ونزع مخالبه وانيابه المتمثله بالفرقة الأولى مدرع التي تضم قرابة 34 لواء مدرع … فهيئات الظروف السياسيه والصراع على اقتسام الكعكعه أن يصطدم كتلة الحوثيين بكلتة الإصلاح بشكل مباشر وكان الإصلاح حينها يريد أن يغلف حربه بشرعية هادي لتحارب الدوله نيابة عنهم … لكن هادي حيد شرعيته عن هذا الصراع . هنا ظلت كتلة عفاش وقوته في خانة الأمان أو هكذا ظنوا … وظل عفاش محتفظ بقوته التي لم يشارك بها في أي اقتتال وكان على ثقه أن الرئيس هادي يساعده في القضاء على الإصلاح وأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر . اختصارآ يعتبر الآن الإصلاح قد أصبح عاجزآ عن أي مواجهات كانت قد تحدث . انتقلت اللعبه مباشره إلى عفاش وحزبه واستطاع هادي أن يشكل أكبر شرخ سياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام وحقق انقسام كبير تمثل في المؤتمر وحينها جن جنون صنعاء . حينها صحى عفاش من غفلته وحس أن هادي خرج عن الإطار الذي كان يعتقد أنه حجزه فيه ولم يعلم أن هادي كان يلعب لعبة الكبار … بهذا الشرخ أحس عفاش أن منظومته السياسيه بدأت بالانهيار مما جعل ردة فعله أن يستدعي العمق الزيدي بشكل مذهبي فما كان منه إلا أن يتحالف مع الحوثيين الأقرب إليه طائفيآ بعد أن خسر الارضيه السياسيه الممثله بالمؤتمر وهذا ماكان يريده الرئيس هادي . هنا يكون الرئيس هادي قد جمع عدوين منفصلين في بوتقة واحده واستطاع أن يؤقلم هذا العدو ليصبح ليس عدو اليمن فحسب بل عدو الخليج ككل … وانهم بالفعل اذناب إيران ووكلائها الذين طالما تخفو وظلوا يعملون من تحت الستار وهاهو عبدربه يظهرهم للسطح وهم عراة من أي رتوش أو تزوير . هنا استطاع عبدربه أن يحشد كل الإقليم ضدهم بعد أن جعلهم هدفآ واحدآ يستطيع التحالف أن يتعاطى معه دون أي تحيز لأي طرف . هادي لعب لعبة الكبار في تفكيك منظومة زيدية عميقه تمتد جذورها لقرابة الف عام من حكم الشمال . اطمئنوا … ستستمر الضربات التي تقصم ظهور المستبدين حتى وإن كانت هناك مفاوضات … فالموضوع لم يعد يمنيآ فقط بل يخص المنطقة ككل . الرئيس هادي … سيسجل التاريخ له أنه استطاع أن يمرغ انوف كل المستكبرين والعتاوله وعصابات صنعاء في التراب … شئنا ام ابينا . *- بقلم : كتب/الخضر هادي السعيدي – المدنية