حذر العالم الجيولوجي والخبير المالي الأمريكي البارز، بايرون كينج، من خطورة موافقة المملكة العربية السعودية للطلبات الصينية الرامية إلى استبدال الدولار الأمريكي باليوان الصيني في عمليات شراء النفط. وأكد الخبير الأمريكي أنه في حال موافقة المملكة على اعتماد اليوان الصيني مقابل الدولار، فإن هذا سيعني نهاية أسطورة البترودولار، وتغيير التعاملات النقدية لتدفقات الطاقة العالمية بالكامل. والأخطر من ذلك أن هذا الإجراء سيضعف من الدولار بشدة.
ورصد كينج، في مقال له نشر بموقع "dailyreckoning"، الخميس (1 يونيو 2017)، عددا من التحركات الخطيرة التي تقوم بها الصين ترمي إلى القضاء بالكلية على أسطورة البترودولار، التي بدأت عام 1974، عندما نجح الرئيس الأمريكي السابق نيكسون في إقناع المملكة باعتماد الدولار كعملة رسمية لصادراتها النفطية لجميع دول العالم.
وأوضح الكاتب أن الصين شعرت، منذ 15 عاما عندما بدأت تحتاج لاستيراد النفط نظرا لعدم قدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي، شعرت بانزعاج كبير من إصرار السعوديين على بيع النفط مقابل الدولار حتى أن الصين تقوم إلى اليوم بتقديم الدولار للمملكة نظير النفط الذي تحصل عليه منها.
وأشار الكاتب إلى أن عام 2010، والذي شهد نجاح الصين في اقتناص لقب أكبر مستهلك للنفط في العالم من الولاياتالمتحدة، كان بمثابة نقطة تحول، فقد بدأ المسؤولون في الصين بالعمل على الحصول على موافقة المملكة؛ كي توافق الأخيرة على قبول اليوان الصيني نظير النفط الذي تبيعه لبكين.
واستعرض الكاتب الخطوات التي اتبعتها الصين لتحقيق هذا الهدف؛ فقد قامت أولا بتنويع الدول التي تُورِّد لها النفط فأصبحت تتعامل مع روسيا والمملكة وأنجولا كأكبر جهات للتوريد، كما امتد تعاونها- أيضا- مع عدد من الدول الأخرى مثل إيران والعراق وعمان.
وقال الكاتب إن الأخطر من ذلك أن الأعوام القليلة الماضية شهدت ارتفاعًا مطردا في الصادرات النفطية الروسية إلى الصين من 5% إلى 15%، مقابل انخفاض الصادرات النفطية السعودية إليها.
وأكد الكاتب أن هذا الارتفاع في الصادرات النفطية الروسية للصين جاء بعد موافقة روسيا على قبول اليوان في التعاملات، كما أنها أصبحت تستخدم العملة الصينية التي تحصل عليها؛ لاستيراد سلع من الصين. وأوضح الكاتب أن الأشهر الستة الماضية شهدت- أيضا- قيام روسيا بافتتاح فرع للبنك الروسي في بكين.
وأعرب الكاتب عن أمله في أن يكون ترامب قد تمكّن خلال زيارته الأخيرة للشرق الأوسط من تقديم عروض مغرية للمملكة؛ كي توافق الأخيرة على الاستمرار في العمل بنظام البترودولار وعدم الرضوخ للطلبات الصينية.