شن النائب البرلماني وأمين عام حزب العدالة والبناء عبد العزيز جباري هجوما كاسح على إيران وميليشياتها المسلحة في اليمن ممثلة بجماعة الحوثي وذلك على خلفية قيام الاخيرة باقتحام واحتلال العاصمة صنعاء وتنصلها على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بعد ساعات من توقيعه. وقال النائب جباري في برنامج نقاش على قناة (فرنس 24): ان دولة ايران هي عدو اليمن الأول وقادتها يتدخلون بشكل سافر وفج في شأن يمني بحت ليس لهم أي علاقة ولا أستطيع أن أعفي السعودية من التدخل في اليمن، معتبراً أن هدف الحوثيين السيطرة على القرار السياسي بقوة السلاح ولا يستطيع أي أحد أن يسيطر على الشعب اليمني وليس لدينا خيار سوى التشارك والحوار وحلول ترضي جميع الأطراف. واتهم النائب جباري جماعة الحوثي وميلشياتها المسلحة بنهب المعسكرات في العاصمة صنعاء بكافة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة والخفيفة قبل أن يجف حبر التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، معلقا بالقول :الحوثيون قبل أن يجف حبر اتفاق السِّلم والشراكة خرجوا ونهبوا المعسكرات والدبابات والأسلحة.
واضاف :إن اليمن اليوم يمر بأزمة حقيقة بعد أحداث دامية وما يحصل الآن هو من أجل تقاسم السلطة كما حدث بعد المبادرة الخليجية ، مبينا أن ما حصل الأسبوع الماضي في صنعاء خطيئة كبيرة اُرتكِبت في حق اليمن ومستقبله وعاصمته ولا يستطيع أحد أن يبرر ما حصل. وتابع جباري بالقول: إن هناك أطرافاً معروفة قامت بهذا العمل وأطرافاً تعاملت معها وجهات تساهلت معها وهناك جهات تقاعست وما حصل في صنعاء لا يمكن تجاوزه خلال سنوات. مشددا على انه في حال لم يكن اليمنيين على مستوى المسؤولية لتجاوز الأزمة فلن تكون الأيام القادمة مبشِّرة بخير ويجب الالتزام بالاتفاقية الأخيرة إذا كنا صادقين، مشيراً إلى أن الحوثيين ومن ساعدهم وسهَّل لهم تحقيق نصر عسكري ولم يحققوا نصر سياسي ولا أخلاقي, وأن الجيش اليمن أُهِين وأُهِين معه كل اليمنيين. وتابع جباري قائلاً: لا أحد يستطيع إقناع الشعب اليمني بأن ما حدث في صنعاء دفاع عن الشعب ومن أجل رفع أسعار المشتقات النفطية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنفيذ مخرجات الحوار هي في الأساس ليست مطالب حقيقية وليس الهدف الحقيقي، مؤكداً أن الحوثيين هم المكوِّن الوحيد الذي تحفّظ على تنفيذ مخرجات الحوار، وتساءل جباري قائلاً: هل من المعقول أن يتعاون الحوثيون مع من ثار الناس ضده؟ وقال: إن الدولة هي الجهة التي يجب أن تفرض نفوذها على البلد وعلى العاصمة. وحول سقوط صنعاء ومن أسقطها وتآمر عليها داخلياً وخارجياً قال: هناك جهات إقليمية تتصارع في اليمن هناك عدوة اليمن الأولى هي إيران والسعودية لديهم مشاريع.. يتصارعون في اليمن والضحية هو الشعب اليمني والعاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن هناك قوى داخلية فقدت موقعها وعملت من أجل أن تقوم بهذا العمل وهناك مجموعات طائفية تريد أن تسيطر بقوة السلاح.. وللأسف الشديد نحن ضحية ما يدور في الإقليم. وأوضح جباري ان الشعب اليمني يشعر بالصدمة وعنده حالة غضب عارمه إذا لم يخرج الحوثي من العاصمة صنعاء ومن المحافظات المتواجدين فيها ويسلموا كل هذه المقرات والمؤسسات للدولة ، متوقعا أنه اذا لم يلتزم الحوثيين بالاتفاق الموقع ويخرجون من العاصفة فإن اليمن سيدخل في مشاكل دائمة ومصير اليمن, يتحمَّل [مسؤوليته]من قام بهذا العمل ومن سانده ومن موَّل ومن سكت ومن تآمر على اليمن من الإقليم. وأكد النائب عبد العزيز جباري أن السيطرة بقوة السلاح سيكون مصيره الفشل والفشل الذريع والأيام القادمة ستثبت ذلك، وأن كل الشعارات التي رفعها الحوثي عن أمريكا وعن إسرائيل انكشفت خلال أسابيع واليمنيون هم من دفع الثمن وليس إسرائيل أو أمريكا. واستطرد قائلاً: إذا لم نُحكِّم العقل فإن الطرف المعتدي سيرتكب حماقة تاريخية وسيكتبه التاريخ في أسوأ صفحاته؛ لأن الشعب اليمني لن يرضى بالظلم والتكبر والضيم والإملاء. وعن الجرعة التي تحجج الحوثيين بها للانقلاب على الدولة كشف جباري أن مجلس النواب لم يُقر هذه الجرعة وهو ضد أي ارتفاع في أسعار المشتقات النفطية، مضيفاً: نحن دافعنا عن الحوثيين عندما كانوا مظلومين لكن عندما يتحول المظلوم إلى ظالم فيجب أن نقول له أنت ارتكبت خطأ وظلمت أكثر مما ظُلِمت.. وقال: ما يحصل في صنعاء يدعو إلى البكاء والحزن والضحك معاً. واختتم أمين عام حزب العدالة والبناء قائلاً: إذا ظل الحوثيون على هذا الوضع فقد تنهار البلد ونخشى أن يحصل هناك فرز طائفي وأن تكون هناك مشاكل وحروب عبثية وحروب طائفية ، وانا أناشد العقلاء بألاَّ نعبث ببلادنا بهذا الشكل ويجب أن نُحكِّم العقل وأن اليمن لكل اليمنيين.