المهم انني اثق بما اكتب انه بلا مقابل مدفوع بالريال السعودي او الدولار القادم من قم ... ورغم الضغوطات التي مورست عليّ منذ بداية القصف السعودي بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن ان لا اتدخل واكتب بما يسئ للاشقاء في الرياض والخليج ورغم معرفة الجميع انني اميل لنصرة الشعب اليمني الفقير العزيز عليّ ولا شئ غير ذلك بحكم اقامتي في اليمن لخمسة اعوام 1994 - 1999 ورغم قرار ابعادي من صنعاء بقرار من اعبدالله صالح شخصيا في 26 - 11 - 1999 الا انني سأكتب للتاريخ وللقارئ الذي له كل الحق في ان يعرف حقيقة ما يجري في اليمن اليوم . العلاقات اليمنية - السعودية شهدت العلاقات اليمنية - السعودية علامات سوداء بتاريخها الممتد من عام 1810 - وحتى عام 2000 حيث اجبر الرئيس السابق على عبدالله صالح على توقيع اتفاق ترسيم الحدود بعد ثلاث سنوات من اللقاءات المكثفة بين لجان ترسيم الحدود وكان متاح لي في حينه الاطلاع بشكل يومي على ما تتوصل اليه اللجنة اليمنية التي كان يرأسها وزير العدل السابق اسماعيل الوزير .. وكتبت في حينه ان علي عبدالله صالح يوحد بقايا يمن ... ورغم التوقيع بشكل نهائي على ترسيم الحدود والذي يدعي فيه صالح انه استعاد 57 الف كم من الاراضي البرية وحوالي 60 ميل بحري الا ان اخطر ما في اتفاق الحدود هو الشرط الذي وضعه صالح في الاتفاق وهو : ان هذه الاتفاقية تصبح نافذة بعد توقيع ثلاثة رؤساء يمنيين عليها بعد صالح . عسير - نجران - جيزان المحافظاتاليمنية الثلاث في عهد المملكة المتوكلية عسير - نجران - جيزان تسعودت واصبحت سعودية منذ توقيع اتفاقية الطائف عام 1934 والتي اشترط الامام تجديدها كل عشرون عاما ... وتم تجديدها عام 1954 وعام 1977 بعد ان تم تصفية الرئيس ابراهيم الحمدي - شمال اليمن - عن طريق عملاء للسعودية في منزل الشيخ الغشمي الذي اصبح ابنه احمد الغشمي رئيسا لليمن الشمالي ... ولاحقا وفي عام 1994 حيث كانت تدور حرب الانفصال في اليمن تأجل التوقيع على تجديد الاتفاقية ريثما تنتهي الحرب وبعد انتصار صالح ماطل في توقيعها حتى اضطر لاحقا بعد احتلال اريتريا لجزر حنيش .. لكن عسير ونجران وجيزان بقيت وستبقى في ذهن كل اليمنيين وتعاقب اجيالهم وهو ما اوصى به الرئيس القاضي عبد الرحمن الارياني في وصيته - الشق السياسي - حيث قال : انني اوصي الرئيس اليمني وكل من سيحكم اليمن واليمنيين وكل يمني ويمنية ان لا يفرطوا في ذرة تراب واحدة من التراب اليمني وبالذات الاراضي التي تقع تحت سيطرة آل سعود . علي عبدالله صالح - عقلية صدام حسين - والعداء للسعودية لا يختلف الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن صدام حسين في موقفه العدائي من المملكة العربية السعودية لانه يرى فيها العدو الاول لليمن وقبل اسرائيل مثلما ان يتشبع بفكر وافكار صدام حسين الذي كان ايضا كما هو صالح يساير السعودية لحين توفر الظروف ويتمكن هو وصالح من القضاء على حكم آل سعود في الجزيرة العربية وما سعيهما لتحقيق مجلس التعاون العربي الا خطوة في هذا الاتجاه رغم دخول الاردن ومصر حيث كان لكل منهما حساباته الخاصة ظرفيا في تلك المرحلة . لقد حقد صالح على آل سعود منذ توليه السلطة في شمال اليمن رغم ان ملايين الريالات السعودية وزعت على اعضاء المجلس الاستشاري الذي صوت لصالح كرئيس لليمن الشمالي بعد مقتل الرئيس الغشمي وبقاء الشمال بلا رئيس لثلاثة اسابيع وكثيرا ما كان يفصح لمن حوله ان السعودية التي تدفع رواتب الجيش والتربية وتبني المستشفيات والمدارس هي ذاتها السعودية التي تمنع شركات النفط من التنقيب في اليمن حتى يبقى اليمن متخلفا ويده ممدودة للرياض .. وصالح لم يخف سرا كرهه للسعودية عندما رحلت السعودية اكثر من مليوني يمني على اثر احتلال العراق للكويت . ولهذا بقي صالح يسعى الى توحيد اليمن وتمكن من ذلك بعد ان اتقن التعامل مع كل من انقلبوا او تقلبوا على السلطة في شمال اليمن وجنوبه ... وحد اليمن رغم دعم السعودية للانفصال عام 1994 حيث سلحت ومولت الانفصاليين ومنهم من بقي ولا يزال يطالب الامير سلطان بمائة وعشرون مليون دولارا دفعت لتسليح الانفصاليين من شخصية جنوبية - احمد بن فريد العولقي - لكنه لم يتمكن من استعادتها كما دعمت الامارات العربية ايضا الانفصال وشاهدت بنفسي بمحيط مطار الريان وحضرموت سيارات الدفع الرباعي التي كانت وصلت للتو من الامارات لدعم الانفصاليين لكن سرعة حسم المعركة تسبب في بقاء كل شئ بمكانه حيث زرت حضرموت بتاريخ 8 - 7 - 1994 في اليوم التالي لانتهاء حرب الانفصال بمعية شخصيات يمنية - عبد القادر باجمال والشيخ عبد المجيد الزنداني ومطهر تقي وصالح عباد الخولاني وعبد الوهاب الانسي وغيرهم . وعليه فان صالح الذي قال لي شخصيا في بداية عام 1996 انه فخور بنفسه عندما يصفه البعض انه صدام حسين الصغير لا يمكن ان يثق او ان يكون قريبا من ايران الا تقربا من تكتيك يفزع السعودية ويخيفها وهو ما حدث فعليا حيث وضع يده بيد وكلاء ايران في اليمن نكاية بالسعودية لكنه لن يكون الى نهاية الطريق مع ايران ووكلائها وايران لا يمكنها الوثوق به لانه من مدرسة صدام حسين وعشاقه حتى النخاع لكن طهران يمكنها استخدامه مؤقتا لاذكاء الصراع مع السعودية وهاقد فعلت وتفعل . قرار عاصفة الحزم اتخذ قبل وفاة عبدالله بن عبد العزيز بخلاف ما يعتقد الكل ان الملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية هو من اتخذ قرار عاصفة الحزم فان معلومات خاصة حصلت عليها تؤكد ان القرار اتخذ في عهد الملك الراحل عبدالله - ابو متعب - الذي قال في اجتماع عائلي كبير ضم كافة امراء آل سعود : " اوصيكم باليمن ان لاتغفلوا لحظة عنها فان من بابها يأتي التعب " وتم تشكيل لجنة خاصة تدارست الوضع اليمني وتوصلت الى خطة الحزم التي وضعت على سلم الاولويات لكنها تأجلت حتى تنضج الظروف الاقليمية واليمنية وما ان صعد الحوثيون للسلطة وتحالف معهم علي عبدالله صالح حتى داهم الموت ملك السعودية فتأجل التدخل حتى تم ترتيب البيت السعودي وهو الوقت الذي استفاد منه الحوثيين حيث تمكنوا من السيطرة على محافظة عمران ولاحقا العاصمة صنعاء ولاحقا عدن بعد تمكن الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي من الهروب الى عدن ومنها الى عمانوالرياض والاستقرار فيها . اعلان بدء عاصفة الحزم ولان الوقت تأخر كثيرا فلم يكن لدى الرياض من وقت للتشاور اقليميا ودوليا فتم ابلاغ دول شقيقة للسعودية ترتبط بعلاقات رطبة نوعا ما معها كالاردن ومصر والمغرب ودول صديقة ترتبط بمصالح معها كالباكستان وكان رهان الرياض عليها كبيرا بحكم حجم التبادل التجاري والاستثمارات السعودية الكبيرة فيها والجالية الباكستانية في الخليج وهو ما ثبت عكسه حيث منع البرلمان الباكستاني تدخل الجيش في حرب ليس حرب الباكستان وصدر قرار البرلمان الملزم للحكومة بأن الباكستان تقف الى جانب السعودية كتفا بكتف اذا ما تعرضت هي للعدوان لكن ان يذهب الجيش الباكستاني للحرب في اليمن فهذا مرفوض وهنا لا بد من الاشارة لزيارة مسؤول ايراني كبير لاسلام اباد ساهمت في انضاج القرار الباكستاني المحايد . على الصعيد الدولي كانت الرياض على تنسيق مسبق ومبكرمع واشنطن وباريس ولكن ليس بتحديد الوقت حيث احتفظت الرياض لنفسها بالوقت المناسب لبدء عاصفة الحزم .. وبطبيعة الحال فان الادارة الامريكية يهمها ان تذهب السعودية متورطة بحرب متوسطة الامد لخدمة صانعي السلاح من الشركات الامريكية والفرنسية موحلَة في المستنقع اليمني ان جازت التسمية لانه لا يزال ممكن الخروج بأقل الخسائر . واشنطن كانت قد اغلقت سفارتها ورحلت رعاياها واهدت سيارات السفارة واسلحة موظفيها لشخصيات حوثية اوصلتهم للمطار برعاية وامان كما كانت قد تمكنت من ان تترك اليمن جاهزا كصفيح ساخن لحرب اهلية بعد ان مزقته نزاعات حزبية وسياسية وقبلية وولاءات سعودية وايرانية والكل يعرف بما فيهم علي عبدالله صالح ان معظم شيوخ القبائل يقبضون مرتبات شهرية او سنوية من الرياض ومنه ومن الامارات وقطر والكويت . تجربة بوتن بالعودة للسلطة لا تصالح لصالح مع بدء تنفيذ المبادرة الخليجية في اليمن على اثر احداث الربيع العربي واجبار صالح على التنازل عن السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي ... كان صالح يعتقد انه يمكنه المراوغة لمدة عامين ... حيث سيعود للسلطة بعد انتهاء الفترة الانتقالية لهادي ومدتها عامين وعودة صالح كما خطط لها من خلال ترشيح نجله احمد كرئيس منتخب .... تماما كما فعل بوتن .... هكذا فكر صالح .. الا ان الفترة الانتقالية تم تمديدها لعام ثالث وهو ما اعتبره صالح انه مخالف للمبادرة الخليجية التي اعادت تفكيك الجيش والحرس الجمهوري والقوات الخاصة حيث تم عزل العشرات من القادة الموالين لصالح ونجله . وهنا كان علي عبد الله صالح يخطط للعودة للسلطة هو او نجله بعد ان يوهم العالم والرياض تحديدا انه غير راغب بالرئاسة ريثما تتغير الظروف وتحدث متغيرات اقليمية ودولية .. لكنه مسعاه للرئاسة بتلك الطريقة خاب حيث كانت السعودية وهي الاعرف بصالح على دراية تامة بطريقة تفكيره وزئبقيته ومراوغته . ومن هنا بدأ صالح يفكر باعادة خلط الاوراق حيث تحالف سرا مع اعداء الامس - الحوثيون - وبقي يراوغ حتى وصلوا الى عدن بعد ان سيطروا على كامل السلطة ونشر معهم كافة الالوية الموالية له كاسناد ظاهريا وكسيطرة فعلية على عدن لعدم السماح بأي دخول لها من البحر او البر او الجو . بدأت عاصفة الحزم بكل جدية وبنفس طويل وحصدت العاصفة للان ما يزيد عن ستة الآف قتيل وخمسة عشر الف جريج من اليمن وما يزيد عن خمسمائة قتيل وثلاثة الآف جريح من السعودية. اليمنيون التزموا الصمت وتلقوا الضربات الجوية لاكثر من شهرين حتى اطلقوا صواريخ سكود - 2 - لغاية الان واصابت اهدافها بدقة في حين دمر الطيران السعودي كافة مرافق البنية التحتية المدنية والعسكرية