نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) توصلت لاتفاق مع شركة لوكهيد مارتن بشأن برنامج بقيمة 450 مليون دولار لتطوير المعدات الإلكترونية في طائرات إف-35 المقاتلة وتركيب أنظمة فريدة بالصفقة الإسرائيلية اعتبارا من العام 2016. وفي الأثناء، يستعد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا لزيارة تل أبيب الأسبوع القادم، حيث سيبحث التوتر المتزايد مع إيران التي جددت التأكيد على دعمها للنظام السوري رغم تصاعد الاعتقاد بأنه يقترب من الانهيار. وتتضمن الصفقة الموقعة في تشرين الأول 2010 تزويد إسرائيل ب19 طائرة إف-35 بقيمة 2.75 مليار دولار، مع احتمال رفع عدد الطائرات ليصل إلى 75 من الطائرات المقاتلة التي لا يرصدها الرادار. وقال البنتاغون إن الصفقة يمكن أن تصل قيمتها إلى 15.2 مليار دولار إذا نفذت كل الخيارات التي اتفق عليها عندما أقرت للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول 2008، ويتوقع أن يمثل الاتفاق الأخير الذي ستوضع اللمسات الأخيرة عليه في الأسابيع القادمة خطوة كبيرة للأمام. ويرى محللون أن هذه الصفقة ستؤدي إلى تعزيز التعاون في السنوات القادمة مع إسرائيل بوصفها الحليف الإستراتيجي الأهم للولايات المتحدة، خاصة في ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي. وستسمح الصفقة بزيادة المشاركة في برنامج الطائرة المقاتلة من جانب شركات إسرائيلية مثل البيت سيستمز وأيروسبيس إنداستريز المملوكة للحكومة، والتي ستبدأ بصنع أجنحة الطائرة. تطوير النسخة الاسرائيلية ويتيح الاتفاق فرصة لتطوير النسخة الإسرائيلية الجديدة من الطائرة مما يسمح بتركيب أنظمة راديو وأخرى خاصة بالبيانات وعتاد آخر على الطائرات التي تشتريها إسرائيل. وفي الوقت نفسه، يشمل الاتفاق تحسينات على قدرات الحرب الإلكترونية للطائرة، ويتوقع أن تستفيد منها دول تسع أخرى سبق أن طلبت أو تعتزم طلب شراء المقاتلة في السنوات القادمة. كانت الولاياتالمتحدة قد قلصت مشاركة إسرائيل عام 2005 في برنامج تطوير هذه الطائرة الذي يعد أكبر برنامج لطائرة حربية، حيث تخوف الأميركيون من أن تؤدي بعض المبيعات إلى احتمال تغيير ميزان القوى وجعل الدفاع الأميركي عن تايوان أكثر صعوبة حيث طورت إسرائيل آنذاك قطع الغيار لأسطول الصين الجوي، وهو ما عده البنتاغون انتهاكا لاتفاقيات نقل التكنولوجيا. و تركز الأوساط العسكرية الإسرائيلية على أسلوب «الطائرات بدون طيار» بعد أن أصبحت الوسيلة المفضلة للولايات المتحدة وإسرائيل في تنفيذ عمليات اغتيال أو قصف مبرمج ضد مطلوبين لهما. وأشار موقع تابع للجيش الإسرائيلي إلى أن هذه الطائرة التي استوحي اسمها (درون) من صوت «دوي النحل» قادرة على استهداف من تريد أينما تريد وفي أي وقت تريد وهي توجه عن بعد أو تبرمج مسبقا لطريق تسلكه، وفي الغالب تحمل حمولة لأداء مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى قذائف. ويكشف الموقع أن إسرائيل التي تعد رائدة في مجال تصنيع الطائرات من دون طيار بدأت بصناعة هذه الطائرات عام 1973 بعدما كبدت بطاريات الصواريخ السورية في لبنان طائراتها خسائر كبيرة. تقنية خاصة بالطائرات وفي العام 1982 -أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان- انقلبت الصورة رأسا على عقب حيث أسقطت الطائرات الإسرائيلية في معركة سهل البقاع 82 طائرة سورية. وحسب الموقع فإنه وبعد تطور التقنية الخاصة بهذه الطائرات أصبحت عنصرا رئيسا في أكبر جيوش العالم وأكثرها تقدما وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة التي عدتها خط الهجوم الأول فيما تسميه «الحرب الكونية على ما يسمى الإرهاب». وتستخدم واشنطن هذه الطائرات «لاصطياد» زعماء القاعدة والمنظمات المعادية في مناطق القبائل على الحدود الأفغانية الباكستانية وفي محافظات اليمن الصحراوية وفي الصومال وأقاصي أفريقيا. ولهذا السبب يقول الموقع قامت وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» بإنشاء شبكة من القواعد لهذا النوع من الطائرات في منطقة القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية، كما شرعت واشنطن بتشييد قواعد جديدة في السعودية وإثيوبيا وجزر سيشلز بالمحيط الهندي. وبرر مسؤول أميركي رفيع هذا الانتشار لقواعد الطائرات من دون طيار الأميركية في طول الكرة الأرضية وعرضها بقوله «لا نعرف شيئا عن زعماء تنظيم القاعدة في أفريقيا حيث لم يخرج أي شاب من هناك ليقول أنا مستقبل القاعدة». ولفت المسؤول الأميركي إلى أنه وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فإن أي شخص سيأتي ستكون طائراتنا من دون طيار بانتظاره. الحروب الاميركية ويؤكد الطريق المستقبلي للحروب الأميركية أن هناك تجارب لتطوير طائرة من دون طيار تستطيع الاستهداف والتعرف وقتل الأعداء اعتمادا على عمليات حسابية يقوم بها جهاز كمبيوتر وليس وفقا لأوامر من شخص. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إنه طالما أن مفردة «الحرب الكونية على (الإرهاب)» تمثل أساس السياسة الخارجية فإن استخدام الطائرات من دون طيار سيستمر ويتوسع. ويلفت الموقع إلى أن القوات الإسرائيلية تستخدم هذا النوع من الطائرات التي يطلق عليها الفلسطينيون «الزنانة» لاستهداف كوادر وعناصر حماس كما استخدمتها على نطاق واسع في حربي لبنان 2006 وفي غزة 2008-2009.وتستخدم إسرائيل الطائرات بدون طيار أيضا في عمليات المراقبة بشكل كبير. الى ذلك انتقد تقرير أكاديمي أوروبي «الدور الكبير» للاتحاد الأوروبي في تسليح إسرائيل بمعدات ضخمة لاستخدامها في حروبها بالشرق الأوسط. وجاء ذلك في تقرير نشرته مجموعة الأبحاث والمعلومات عن السلام والأمن، أحد مراكز الدراسات الإستراتيجية المستقلة في العاصمة البلجيكية بروكسل. وأوضح التقرير أن «الاتحاد الأوروبي يحتل المركز الثاني بعد الولاياتالمتحدة في تسليح إسرائيل بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة الفتاكة والممنوعة دوليا». وانتقد ما سماه تناقض السياسة الأوروبية «حيث يردد الاتحاد الأوروبي التزامه بالعملية السلمية في الشرق الأوسط ثم يقوم في الوقت ذاته بتسليح إسرائيل بكميات وأنواع ضخمة من الأسلحة على اختلاف أنواعها». ولاحظ التقرير أن «الدول الأوروبية تتبع في تسليح إسرائيل سياسة مبهمة يسيطر عليها التعتيم وينقصها الشفافية، كما أن إجراءات مراقبة تصدير الأسلحة لإسرائيل تكاد تكون منعدمة تماما». وأضاف أن ذلك يتم «رغم اتفاق دول الاتحاد ال27 فيما بينها على ما يسمى بالميثاق الأخلاقي لبيع الأسلحة الذي يحرم تصدير الأسلحة إلى مناطق النزاع التي يحتمل أن تستخدم فيها ضد المدنيين أو ضد حقوق الإنسان، غير أنه (الاتحاد الأوروبي) يستثني إسرائيل من هذا الميثاق». وذكر التقرير أن الأسلحة الأوروبية لإسرائيل تشمل أسلحة خفيفة وذخائر ومتفجرات ومعدات إلكترونية وأنظمة اتصال متطورة وسفنا حربية وغواصات ومدرعات، وأن هذه الأسلحة توجه إلى كل من الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن وأجهزة المخابرات الإسرائيلية». وقال «إن فرنسا تحتل المركز الأول بين الدول الأوروبية التي تمد إسرائيل بالأسلحة تليها ألمانيا ثم بريطانيا ثم بلجيكا» مضيفا أن «قيمة مشتريات إسرائيل من مبيعات الأسلحة الأوروبية عام 2006 بلغت 11 مليار دولار». وأشار التقرير إلى أن ذلك جعل إسرائيل واحدة من أكبر الدول إنفاقا على التسليح في العالم موضحا في الوقت ذاته أنها «تحظى علاوة على هذا الدعم العسكري بدعم سياسي ودبلوماسي غير مشروط من قبل دول الاتحاد الأوروبي». وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام قنابل فوسفورية في عدوانه الأخير على قطاع غزة بصورة مخالفة للقوانين الدولية.