بقلم : جيرمي سكاهيل ترجمة : مهدي الحسني (الحلقة الرابعة) بحلول نهاية العام 2011م كانت الولاياتالمتحدة قد سحبت منشئاتها العسكرية من اليمن بشكل كبير، بما في ذلك قوات العمليات الخاصة، تاركة معظم مهام التنسيق في عمليات اليمن لقواتها المتمركزة في جيبوتي بشرق أفريقيا، حيث توجد هناك قاعدة عسكرية كبيرة للولايات المتحدة. أن وحدة مكافحة الإرهاب التي تدعمها الولاياتالمتحدة، و قوات الحرس الجمهوري، كلاهما لا تعملان تحت وصاية وتوجيهات رعاتهم الأمريكان. و في شهر يناير قال لي قادة وحدة مكافحة الإرهاب، إن ليس لديهم حتى ذخيرة لبنادق أم 4 الهجومية التي زودتهم بها الولاياتالمتحدة. بينما كانت المعارك تشتد في الخطوط الأمامية في أبين بحلول نهاية ديسمبر وبداية يناير، لم يكن ليحيى صالح، قائد وحدة مكافحة الإرهاب المدعومة من الولاياتالمتحدة، لم يكن له أي اثر في داخل البلاد. و عندما قمت بزيارة قاعدة التدريب الخاصة بوحدة مكافحة الإرهاب الواقعة خارج صنعاء، زعم رجاله أنهم لا يعلمون مكان تواجده، كما أن كبار المسئولين اليمنيين اخبروني انه ليس لديهم أدنى فكرة عن مكان تواجده سوى انه خارج البلاد. و قالوا أنهم لا يعملون متى سيعود. وأخيراً و بحلول منتصف شهر يناير نشر يحيى بعض الصور الخاصة به على الانترنت. كان يحيى صالح في نزهة في هافانا بصحبة أسرة جيفارا و بدلا من محاربة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، تم إعادة تلك الوحدات المدعومة من الولاياتالمتحدة و التي تم إنشاءها و تمويلها لغرض واضح و هو استخدامها فقط في عمليات مكافحة الإرهاب، تم إعادة تلك الوحدات إلى صنعاء لمساعدة النظام المنهار و حمايته من أبناء شعبه. يقول الارياني :"قدمت الولاياتالمتحدة دعما لبقاء وحدة مكافحة الإرهاب - التي وجدت بشكل رئيسي لحماية النظام و في القتال الذي دار في أبين، لم يتم إرسال قوات مكافحة الإرهاب أو استخدامها بفاعلية. ما زالت تلك القوات هنا (في القصر) في صنعاء لحماية القصر. هذا هو الوضع الحالي". كبير مستشاري أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان، اعترف بدوره أن الاضطرابات السياسية أدت إلى تحول تركيز تلك الوحدات التي تدعمها للولايات المتحدة، و قيامها بأعمال لخدمة أغراض سياسية داخلية بدلا من القيام بكل ما يفترض بها عمله ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية. كانت إدارة أوباما بطيئة جدا في إثارة الرأي العام من اجل مغادرة صالح للسلطة، و يعود ذلك بشكل رئيسي لمخاوف متعلقة بمكافحة الإرهاب. و في 28 يناير وصل صالح إلى نيويورك ظاهريا للعلاج الطبي مثيرا اتهامات من قبل معارضيه للولايات المتحدة بحماية صالح من غضب شعبه. لسنوات عدة سمح صالح للولايات المتحدة و بشكل منتظم بشن غارات ضد القاعدة في اليمن. كما سمح لقوات العمليات الخاصة الأمريكية بإنشاء وحدات خاصة يديرها أفراد من أسرة صالح الذين ينظر إليهم من قبل الشعب بأنهم موظفين أو وكلاء للولايات المتحدة في اليمن. لقد تآمرت حكومة صالح مع مسئولين أمريكيين للتستر على دور الولاياتالمتحدة في اليمن، كما أنها في أوقات عدة وبشكل علني ادعت لنفسها الفضل في شن غارات لم تقم بها أصلا، بل قامت بها الولاياتالمتحدة بدلا عنها. حتى مع تزايد الاحتجاجات ضد نظام صالح، كانت الولاياتالمتحدة تقوم بالثناء على حكومة صالح لتعاونها معهم. و في سبتمبر الماضي أعلن برينان قائلا :"أستطيع اليوم أن أقول أن التعاون مع اليمن في شؤون مكافحة الإرهاب هو في أفضل حالاته طوال فترة عملي في منصبي".