نجح الرئيس عبد ربه منصور هادي في كسب ولاء قيادات الحراك الجنوبي، الذين أعلنوا في لقائهم بهادي أمس، تأييدهم له ولمخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وعقد هادي خلال الأسابيع الماضية، لقاءات مع قيادات الحراك الجنوبي السلمي، برئاسة مؤسس الحراك العميد ناصر النوبة، بعد اتهامات رسمية لدول خارجية، بدعم جماعات مسلحة في الشمال وحركات انفصالية في الجنوب. وأشاد هادي بنضالات قيادات الحراك، في المحافظات الجنوبية، منذ 2007، وهو العام الذي ظهر فيه الحراك الجنوبي كحركة احتجاجية سلمية، بعد تأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين، برئاسة العميد ناصر النوبة. وقال هادي في لقائه أمس مع النوبة وقيادات الحراك بالقصر الجمهوري بصنعاء، إن «الكثير من القيادات قد تعرضت للتوقيف والمحاسبة عند مشاركته في المسيرات والمظاهرات، إلا أن ذلك النضال استمر حتى هبت رياح التغيير لما سمي (الربيع العربي) الذي انطلق من تونس ثم مصر وليبيا، وصولا إلى اليمن». واعتبر الصحافي، فتحي بن لزرق، في حديث ل"العربي الجديد" أن "تقاطر الجنوبيين اليوم إلى صنعاء هدفه إسناد جبهة هادي والوقوف إلى جانبه ومساندته ودعمه في مواجهة التحديات الماثلة". " ورأى لزرق، الذي ينشط في الحراك الجنوبي، أن "التفاف الجنوبيين حول هادي يمكنهم من أشياء كثيرة، بينها تقوية جبهته في مواجهة الأطراف السياسية في شمال اليمن". وأضاف "الأمر الأخر هو تمكنيهم من إدارة مناطقهم عقب بدء تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني"، مشيراً إلى أن "هذه خطوة وإن كان كثيرون يرون بأنها لا تلبي مطامح شعبية ذات سقف أعلى فإنها خطوة ايجابية". وتوقع لزرق أن "يعزز الجنوبيون حضورهم السياسي وقدرتهم على المشاركة في صناعة التحولات السياسية في اليمن، وقد يتحولون إلى قوة سياسية فاعلة ومؤثرة وسينتقلون من دور الفئة المهمشة إلى الفئة الفاعلة". في غضون ذلك، أقرت لجنة حكومة إعطاء الأولوية للجنوبيين، مشروع قرار لإعطاء الأولوية للجنوبيين لشغل الوظائف الشاغرة. ويتضمن المشروع الذي ناقشته اللجنة الوزارية، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أمس، إعطاء الأولوية للجنوبيين لشغل الوظائف الشاغرة والتأهيل والتدريب في الخدمة المدنية والقوات المسلحة والأمن في ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وذلك على المستوى المركزي (الوزارات والمؤسسات والهيئات المركزية) مع احترام متطلبات الخدمة المتعلقة بالمؤهلات والمهارات وبما يؤدي إلى إزالة التمييز وتحقيق العدالة».