ظلت محكمة شمال الأمانة خلال الأعوام القليلة الماضية تنظر دعوى ضد وزارة الكهرباء كان قد تقدم بها العشرات من موظفي محطة كهرباء المخا الذين ظلوا يطالبون بحقهم في العلاج جراء القصف الجوي الذي طالهم أثناء أدائهم لعملهم خلال فترة حرب صيف1994م، و بدلاً من قيام الدولة و الحكومة بواجبها تجاههم تركتهم مهملين يكابدون أوجاعهم طوال السنوات الماضية، إلى أن جاءت غارات طائرات آل سعود يوم أمس الأول على المدينة السكنية لعمال و مهندسي كهرباء المخا، فأطاحت بالعديد من أولئك الموظفين الذين نجو باعجوبة في94م، فاستشهدوا و معهم العشرات من زملائهم، و كأن التاريخ بعد أكثر من عشرين عام يعيد نفسه على شكل مأساة جديدة مضاعفة طالت الكثير من بسطاء الناس في هذا البلد، سواء في محطة كهرباء المخا أو في عدن و معظم محافظات الجنوب والشمال. رحمة الله تغشى كل ضحايا الحروب والصراعات العبثية من الأبرياء في هذا البلد وكان الله في عون الجرحى والمعاقين الذين لن يلتفت احد إلى معاناتهم وأوجاعهم كسابقيهم سيتم نسيانهم في زحمة هذا العبث اليمني والصراع الأبدي الطويل ونسال الله أن يمن عليهم بالشفاء العاجل.