سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاصيل : الإذاعة الهولندية تثير "فضيحة" للمخابرات اليمنية: إما أن تتجسس لنا..أو نتهمك بالتجسس الامن القومي حاول تجنيد "إيراني" ضد دبلوماسيين هولنديين بصنعاء ولما رفض تم اعتقالة بتهمة "التجسس"
تقرير- ياني سخيبر(إذاعة هولندا العالمية) : في 14 يونيو 2011 دخل الشاب الإيراني حامد ثابت سروستاني إلى مكتب الأمن القومي في دائرة الهجرة اليمنية من اجل تجديد تصريح إقامته حيث كان يعمل موظفا محليا في السفارة الهولندية. كان من المفترض أن يعود ظهرا إلى المنزل لتناول طعام الغداء كما قال لوالدته. لكن تم اعتقاله على الفور، ولم تره والدته إلا لبضع دقائق مقلقة بين الاعتقال والسجن والترحيل، وبعدها في مدينة امرسفورت الهولندية. اعتقلت قوات الأمن اليمنية حامد ثابت في 14 يونيو 2011، واتهمته بأنه المسؤول عن وقف المساعدات الهولندية إلى اليمن وبالتواصل مع المتمردين الحوثيين والمعارضة ودعمها “كانوا يريدون ترحيلي لإيران، الأمر الذي يهدد حياتي، لقد اتصلت بعائلتي وأصدقائي لتوديعهم” يقول ثابت لإذاعة هولندا العالمية. ثابت، الذي كان عمره 26 عاما حين اُعتقل، تم ترحيله إلى هولندا نتيجة لجهود مكثفة. بعد مرور عام على الحادثة تجرأ الموظف السابق في السفارة الهولندية في صنعاء أن يروي للمرة الأولى ما حدث معه. التجسس “كانوا واضحين تجاهي، وقالوا أنت لا تريد التعاون، لهذا أصبحت شخصا غير مرغوب فيه” يوضح ثابت. كان يعمل منذ سنة كمترجم ومستشار سياسي في السفارة الهولندية في صنعاء. “طلبت مني المخابرات اليمنية، التجسس على الدبلوماسيين الهولنديين الذين اعمل معهم. لكنني رفضت ذلك بسبب معتقداتي الدينية التي تحرم التجسس لأي سبب كان وتحت اي ظرف من الظروف “. عندها هددته القوات الأمنية بإبعاده إلى إيران، حيث حياته مهددة بالخطر بسبب طبيعة عمله وانتمائه إلى الديانة البهائية. يحمل ثابت الجنسية الإيرانية، لكنه نشأ في سلطنة عُمان، وانتقل قبل 8 سنوات إلى اليمن لدارسة العلوم السياسية. حصل على وظيفة في صحيفة يمن تايمز باللغة الانجليزية وعاش في صنعاء. اشتهر ثابت في اليمن والخارج بعد المقابلة التي أجراها مع نجود ناصر ابنة الثمانية أعوام التي طالبت بالطلاق من زوجها الأكبر منها سنا. يقول ثابت “إن هذه المقابلة لم تلق أصداء طيبة لدى البعض. إذ اعتبروا أنني كأجنبي وغير مسلم أتهجم على التقاليد المحلية. ” يمني بين اليمنيين بعد ذلك بوقت قصير، استطاع الحصول على وظيفة في السفارة الألمانية، ثم تركها بعد سنتين وانتقل للعمل في السفارة الهولندية. لم يشعر يوما انه غريب في اليمن “اعتبرني اليمنيون واحدا منهم”. تعلم ثابت عدة لهجات يمنية “هذا الأمر ترك انطباعا جيدا لديهم: إيراني وغير مسلم ويتكلم اليمنية ويفهم بلدهم جيدا”. مع ذلك سارت الأمور بطريقة خاطئة. في الفترة التي القي القبض فيها على ثابت، كانت هناك أعمال شغب ومشاكل أمنية في اليمن. الأمر الذي أدى إلى إغلاق السفارة الهولندية لأبوابها، وأعادة الموظفين الدبلوماسيين إلى هولندا. بقي ثابت يتابع عمله ويرسل بتقاريره من صنعاء إلى وزارة الخارجية الهولندية. يقول ثابت “إن هولندا ومنذ أكثر من 30 عاما واحدة من أهم البلدان المانحة للمساعدات للحكومة اليمنية، وفي الوقت نفسه من اكبر المدافعين عن حقوق الإنسان. لكنها أوقفت بطبيعة الحال مساعداتها للحكومة اليمنية عندما أطلقت النيران على المتظاهرين وقتلت بعضهم “. اتهمت الحكومة اليمنية ثابت بأنه كان وراء تعليق المساعدات ويقول ثابت “لكنني لست الشخص المخول باتخاذ القرارات في السفارة. علاوة على ذلك، كان بإمكان أي شخص أن يشاهد على التلفاز انتهاكات حقوق الإنسان التي حصلت. لم تكن الحكومة الهولندية بحاجة إلى حامد ثابت سروستاني ليطلعها على ذلك”. كما اتهم حامد بالتعاون مع الحوثيين الذين كانوا يقاتلون الحكومة في ذلك الوقت ويتلقون الدعم من ايران. هاتف أنقذ حياته من مكتب جهاز الأمن تم نقل ثابت في سيارة إلى جهة مجهولة، لكن لحسن الحظ كان بحوزته عدد من أرقام هواتف. “لقد قمت بإجراء اتصال هاتفي عندما كنت في المكتب، وهذا أنقذ حياتي تدخلت وزارة الخارجية الهولندية و سارعت بالاتصال بالحكومة اليمنية، كما جرت محاولات مماثلة مع جهات أخرى بهدف الإفراج عني”. السيارة اتجهت به إلى منزله من اجل جمع أغراضه الشخصية خلال بضع دقائق، وقف والداه مصدومين لمشاهدته على هذا الحال. فقدت والدته صوابها “إذ كان يحيط بي رجال أمن مسلحون”. حتى ذلك الحين لم يعرف ثابت ما سيؤول إليه وضعه. تم احتجاز ثابت في سجن في المطار، حيث زاره طوال النهار ضباط منهم الجيد ومنهم السيئ. خلال 24 ساعة تم ترتيب الأمر كي يتم إبعاده إلى هولندا وليس إلى إيران، وذلك لحيازته تأشيرة دخول فيزا شنغن. تعلم الصبر لم يتوقع ثابت أبدا أن يتحول يوما الى لاجئ سياسي. في شقته في امرسفورت يعرض رسالة تحمل شعارا مألوفا، شعار الحكومة الهولندية، موقعة من سفارة هولندا في صنعاء. “هذه الرسالة هي لدعم طلب اللجوء الذي تقدمت به لدى دائرة الهجرة والتجنس.” أمضى ثابت قرابة ستة أشهر في مراكز طالبي اللجوء. “في هولندا تعلمت الصبر، كل شيء يسير حسب القانون، وهذا أمر جيد، لكنه يستغرق وقتا طويلا. بسبب عملي في السفارة الهولندية خسرت أصدقائي وحياتي هناك في اليمن. علي الآن إعادة بناء حياتي من جديد”. لم يصدق ثابت أنه قد نجا فعلا، إلا بعد أن أقلعت الطائرة من صنعاء. “في بعض الأحيان يتم ختم تأشيرة خروج على جواز السفر وبعدها يختفي الشخص قبل أن يتمكن من دخول الطائرة. لذلك اتصل قريبي بي لتوديعي في حال حدث معي مثل هذا الشيء”. صنعاء صحيفة "الأولى": يأتي التقرير الأنف الذي بثته إذاعة هولندا الدولية, أمس الجمعة بعنوان "إما أن تتجسس لنا أو نتهمك بالتجسس", بعد يومين على إعلان السلطات في صنعاء عن اعتقال شبكة تجسس إيرانية, وبعد يوم على تصريحات لوزير الإعلام على العمراني, عن كون شبكة التجسس هذه كانت تعمل بغطاء تجاري. ومن شان رواية الشاب الإيراني التي أوردتها إذاعة هولندا ان تضع مصداقية السلطات اليمنية بشان شبكة التجسس الأخيرة, موضع "شك", خصوصاً وان إعلانا مماثلا من قبل الحكومة اليمنية ( خلال حكم الرئيس صالح في ذروة حرب صعدة) عن اعتقال شبكة تجسس إيرانية, انتهى إلى غموض كبير, خصوصاً مع تبين أن المعتقلين المتهمين هم تجار من أصول إيرانية يعملون في مدينة عدن منذ عقود من الزمن, وأن خلفيات اعتقالهم كانت "سياسية" . من جهتها رفضت الحكومة الإيرانية الاتهامات الموجهة لها بتدخلها في شؤون اليمن الداخلية, واصفة تلك الاتهامات بأنها اتهامات"واهية ولا تجدي نفعاً". وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست, أن أي تدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يعتبر رامين مهمان برست, ان أي تدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يعتبر نهجاً خاطئاً من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية محذراً من التدخل الأجنبي في شؤون اليمن الداخلية. وقال مهمان برست, في تصريح أدلى به الخميس,إن الدول التي تواجه موجة من المطالب الشعبية من الأفضل أن تهتم بهذه المطالب المشروعة, وتوفر الأرضية لتحقيقها, بدل توجيه الاتهامات على إيران بشان تورطها في الإحداث التي تقع في هذه الدولة. وأضاف ان اليمن يواجه اليوم مطالب, شعبية, وأن توفير الأرضية لتحقيق هذه المطالب يجب أن يدرج في جدول إعمال الساسة اليمنيين, وأن أثارة اتهامات واهية ضد الآخرين لا تجدي نفعا. وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد أعلنت الأربعاء عن تفكيك "شبكة" تجسس إيرانية تعمل في اليمن منذ 7 سنوات, يديرها قيادي سابق في الحرس الثوري الإيراني. وعقب إعلان الوزارة بساعات, دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي إيران إلى عدم التدخل في شؤون اليمن, ومراعاة الظروف الدقيقة أتي يمر بها اليمن في هذا الظرف الدقيق والحساس.