ذكرت شبكة"سكاي نيوز" الأحد أن تدفق الجماعات الجهادية على سوريا بعد نحو عامين من اندلاع الأزمة، يهدد بالطغيان على فصائل المعارضة الرئيسية وانتزاع السلطة من الجيش السوري الحر، والانتشار في الدول المجاورة. وقالت الشبكة إن مصادر في "جبهة الحق"، إحدى الجماعات التي ينتشر نفوذها على نحو متزايد في سوريا، أبلغتها بأن الجهاد "ينتشر في جميع أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط ولن يتوقف عند سوريا، وسيشمل الأردن ولبنان والعراق وحتى إسرائيل". وأضافت أن خطوط المواجهة في معركة حلب في تغير مستمر والناس تختفي ولا يوجد في شوارعها وداخل الأبنية والأزقة المدمرة سوى مقاتلي المعارضة، والذين يتكونون من خليط من الجنود المنشقين والجيش السوري الحر وعدد متزايد من الجهاديين بعضهم من سوريا والعديد منهم قدموا من الخارج. وأشارت "سكاي نيوز "إلى أن فوضى الخطوط الأمامية تنعكس الآن من تركيبة الجماعات المشاركة في القتال بمدينة حلب، وذكر سكان محليون بأن الجيش السوري الحر، الذي يعيش مقاتلوه إلى حد كبير بين السكان، أصبح مشكلة لافتقاده إلى الانضباط وتسببه في القصف الذي تتعرض له مناطقهم من قبل قوات الحكومة السورية. ونقلت عن سكان محليين، أن الجماعات الجهادية تعيش معاً ومتدينة وتقاتل بقوة ضد القوات الحكومية وليس الناس. ونسبت الشبكة إلى قائد جبهة الحق الشيخ "أبو هومان" قوله، "نحن لا نحارب فقط من أجل حلب أو سوريا، والجهاد الأكبر انطلق من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط، ومندهشون لتدخل فرنسا في مالي بعد رؤية ما حدث للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق". وأضاف: "أبو هومان" إنه يتعين على الغرب "تعلم الدروس والتوقف عن محاربة المسلمين بعد أن أدت الحرب في أفغانستان والعراق إلى زيادة المقاومة ضده، ولذلك نرى الجهاديين ينتظرون للمجيء إلى سوريا نظراً لقيمة ذلك لدى المسلمين". وقالت الشبكة إن فريقها الموجود حالياً بمهمة صحافية في سوريا شاهد زيادة مضطردة للمجاهدين العرب من ليبيا ومصر واليمن والجزائر، حتى أن الجيش السوري الحر قبل بأن الجهاديين سيلعبون دوراً في المستقبل في صياغة مرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد. على صعيد الجهود السياسية للخروج من الأزمة السورية، دعا المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي الأحد إلى إجراء محادثات بين المعارضة السورية "ووفد مقبول" من الحكومة السورية للتوصل إلى حل سياسي للصراع المندلع منذ 23 شهرا. وبعد محادثات في مقر جامعة الدول العربية قال الإبراهيمي إن المفاوضات قد تبدأ في مقار الأممالمتحدة. ولم يذكر مكانا محددا. وكان زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب عرض الأسبوع الماضي إجراء محادثات مع فاروق الشرع نائب الرئيس السوري بشار الأسد حول عملية انتقال سياسي يحظى فيه الأسد بخروج آمن إلى المنفى. وقال الإبراهيمي: "مبادرة الخطيب فتحت الباب وتحدت الحكومة السورية فيما تقوله بأنها تريد حلا سلميا ولو بدأ الحوار في أحد مقرات الأممالمتحدة في البداية على الأقل بين المعارضة ووفد من الحكومة السورية فسيشكل ذلك بداية للخروج من النفق المظلم الذي دخلته سوريا." وأضاف: "هذه المبادرة لا تزال مطروحة وستبقى مطروحة ويجب على الأطراف المختلفة أولا في سوريا وثانيا في المنطقة والمنطقة العربية بشكل خاص وعلى المستوى الدولي أن تتعامل مع هذه المبادرة من أجل إنجاحها." ولم يتضح بعد ما إذا كان الإبراهيمي تلقى أي مؤشر من سوريا عن استعدادها لإجراء محادثات مع الخطيب والائتلاف الوطني السوري. وذكر الإبراهيمي في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "ناقشت مع الدكتور العربي زيارة معاذ الخطيب لموسكو الشهر القادم والقمة العربية القادمة التي سيكون الملف السوري حاضرا فيها." وقال العربي إنه سيتوجه إلى روسيا أحد الحلفاء الأجانب الرئيسيين للأسد الثلاثاء المقبل لإجراء محادثات مع ممثلين لأربع دول عربية. وأضاف: "سوف أغادر بعد غد يوم 19 "فبراير" إلى موسكو وكذلك وفد من أربع دول عربية على الأقل... هذا موضوع متفق عليه منذ مدة... لا شك بأن الوضع في سوريا والمطروح أمامنا والمبادرة ووقف إطلاق النار كل هذه الأمور سوف تكون على قائمة البحث بل بالعكس على قمة قائمة البحث مع الاتحاد الروسي." ومن المقرر أن يقوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم أيضا بزيارة لموسكو في وقت لاحق هذا الشهر.