جاءت هذه العبارة ضمن كتاب «الإسلام والمسلمين: ثقافة وسياسة» للمستعرب الروسي، دكتور العلوم التاريخية فيتالي نعومكين الذي صدر مؤخرا في موسكو برعاية معهد الاستشراق التابع لاكاديمية العلوم الروسية. قدمت قناة روسيا اليوم الكتاب عبر برنامجها «الثقافة والإنسان» بمناسبة أربعين عاما من النشاط العلمي والتدريسي بعد إنهاء الدراسة في معهد بلدان آسيا وأفريقيات التابع لجامعة موسكو الحكومية عام 1968، والتي صادفت اليوبيل السنوي المائة والتسعين لمعهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الذي أمضى فيه نعومكين ربع قرن تقريبا. وتولدت على ضوء تأملات متواضعة فكرة نشر بعض الفصول والمقالات والتقارير والكلمات التي ألقيت في ندوات البحث على امتداد هذه الفترة الزمنية كما يؤكد نعومكين نفسه. ويتابع: "لقد انتقيت تلك الأعمال التي توحد موضوعة الإسلام وحياة المجتمعات والدول الإسلامية، بالرغم من إنها تنتمي إلى مختلف فروع الإنسانية كالتاريخ والعلوم السياسية والإثنولوجيا والعلاقات الدولية وعلم اللغة". يقول نعومكين عن اليمن: «إن هذا البلد الذي حافظ على التقليد بقوة في مجالات محددة من الحياة وفي نموذج التفكير والعيش. وظلت بعيدة محافظة على ذاتها، وهي تُظهر مَن كان العرب، وما هي ملامحهم وعقليتهم العريقة والراسخة والقوية والمتماشية مع العصر بسهولة. وهذا ما يعجبني في اليمن. وتعتبر جزيرة سقطرى أحد الأماكن الرائعة في اليمن، التي احتفظت بثقافتها الخاصة في إطار اليمن. إنه بحق شعب فريد، لم يتغير على امتداد القرون وحافظ على انعزاله التام. لقد كنت محظوظا، حيث وصلت من بين أوائل الروس في مطلع سبعينات القرن الماضي إلى سقطرى، التي كانت في تلك الفترات مجالا غيبيا، حيث لم يعرف الناس هناك الكبريت، وأوقدوا النار عبر احتكاك العصي. لقد تحدثت مع هؤلاء الناس ودرست لغتهم، التي تعود إلى مجموعة اللغات السامية». ويتابع: «إنني كتبت عدة كتب صدرت في الغرب. وسترى النور قريبا طبعة معادة ومنقحة لعملي الخاص بسقطرى في اللغة العربية، وهي تطبع في الإمارات العربية، ونظمت في إطار البعثة السوفيتية اليمنية الشاملة، التي انطلقت في عام 1983، الفصيل الخاص بسقطرى. وعملنا مرة أخرى في هذا العام هناك، حيث أجرينا عمليات الحفر وعثرنا على عاصمة سقطرة القديمة. وتدرس هناك الكثير من الاكتشافات المهمة، التي لن أتحدث عنها مسبقا. اعتقد، بأنه توجد لدينا أسبقية علمية تجاه سقطرى، حيث لم يعمل هناك علماء الآثار مطلقا، بينما الأثاريون الطبيعيون الذين تواجدوا هناك وقاموا بالحفر فقط هم من الروس. لقد جمعوا مادة مهمة رائعة!»