قال شاهد من رويترز ولاجئون إن طائرة حربية سورية قصفت منازل في بلدة رأس العين اليوم الثلاثاء على مسافة قريبة من الحدود التركية لتواصل حملة قصف جوي لإجبار مقاتلي المعارضة على الخروج من البلدة. ودفع اليوم الثاني من الغارات الجوية السوريين إلى التدفق على السياج الحدودي الذي يفصل بين رأس العين وبلدة جيلان بينار التركية وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان في البلدة. وقال عاملون في المجال الطبي ولاجئون في جيلان بينار إن القصف الذي وقع أمس الاثنين واليوم ضرب مناطق سكنية في رأس العين وهي بلدة يسكنها عرب وأكراد أصبحت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في الأسبوع الماضي خلال زحف إلى شمال شرق سوريا. وذكر مسؤول صحي تركي بمستشفى في جيلان بينار أن مقاتلي المعارضة يحاولون انتشال الجرحى من تحت أنقاض منزل. ويقول لاجئون إن المقاتلين يحتمون داخل منازل الكثير منها هجرها سكانها الذين فروا إلى تركيا. وقال محمد كاهان (49 عاما) وهو كردي فر من رأس العين ومعه تسعة من أفراد أسرته عن قصف أمس "بمجرد أن سمعنا صوت الطائرات علمنا أنهم سيضربون المنطقة. أصاب تلقصف منزلا آخر على بعد مئة متر فقط." ومضى يقول "هذا لن يتوقف. الأسد لن يرحل إلا عندما تأتي أمريكا وبريطانيا لوقفه. هما وحدهما القادران على وقفه." ولا ترغب تركيا في استدراجها للصراع لكن قرب هذه الغارات من حدودها يمثل اختبارا لتعهدها السابق بالدفاع عن نفسها من انتهاك حدودها أو أي امتداد للعنف من سوريا. ويقول نشطاء في المعارضة إن 12 على الأقل لقوا حتفهم أمس الاثنين. ويقدر عدد القتلى في الصراع المستمر منذ 19 شهرا بنحو 38 ألفا. وسبب زحف مقاتلي المعارضة نحو شمال شرق البلاد الذي يسكنه عرب وأكراد بعضا من أكبر تحركات اللاجئين منذ اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد في مارس اذار العام الماضي. وقال شاهد من رويترز على الجانب التركي من الحدود إن مقاتلين أطلقوا في الهواء نيران مدافع آلية موضوعة على سيارات نقل في الوقت الذي حلقت فيه الطائرة الحربية اليوم على ارتفاع منخفض فوق رأس العين وأسقطت ثلاث قنابل قبل أن توجه ضربة ثانية لجزء آخر من البلدة. ونقلت سيارات الإسعاف الجرحى من الحدود للعلاج في جيلان بينار. وأطلقت تركيا النار مرارا ردا على النيران وقذائف المورتر التي تصل إلى حدودها مع سوريا الممتدة 900 كيلومتر وهي تجري محادثات مع أعضاء حلف الاطلسي بشأن احتمال نشر صواريخ باتريوت أرض جو. وتقول أنقرة إن هذه ستكون خطوة دفاعية لكن من الممكن ان تكون أيضا تمهيدا لفرض منطقة لحظر الطيران في سوريا للحد من قدرة القوات الجوية السورية على الضرب. والقوى الغربية عازفة حتى الآن عن اتخاذ مثل هذه الخطوة. وفي الأسبوع الماضي فر نحو تسعة آلاف سوري خلال 24 ساعة أثناء زحف المقاتلين على شمال شرق سوريا ليتجاوز بهذا عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مخيمات بتركيا 120 ألفا. وهناك عشرات الآلاف من اللاجئين غير المسجلين يعيشون في منازل بتركيا.