*معرفتي بالأخ "خالد يسلم" معرفة سطحية لا ترتقي إلى متانة "اللقاءات" الحصرية.. تماماً مثلما أنني لا أعرف عنه سوى أن قلبه "أخضر" الهوى والجوى.. ولا يتنازل عن حقه قيد أنملة. *في الفترة المظلمة من تاريخ "وحدة عدن"، وفي ظل المتاجرة بسمعته من أطراف "الزفة" و"الطرشان" يستقيم عود وظل "خالد يسلم" في وجوه "النخاسين" وبائعي "البلس الشوكي".. وينتصب كقامة "روبن هود" بحثاً عن قيراط "عدل" وفدان "شطارة" للإبقاء على شعرة "الوحدة" صامدة في وجوه "المزورين" و"المتلاعبين" بحقوق الحق والفضيلة. *برز خالد يسلم من بين رماد "الوحدة" مثل طائر "الفينيق" الأسطوري.. شاهراً سيف عدالة قضية نادي "الوحدة" النادي الذي هان على أبنائه.. وعلى كل لاعب يشاهد مسرحية "اليماني وعزام" ويستمتع بالعرض الهزلي الذي أفضى إلى إدارة ملطخة بدماء التزوير والتدوير.. ظهر خالد متقمصاً بذلة المحامي المستشار "مرتضى منصور" الزملكاوي، ليعلنها مدوية في وجوه شاربي اللوائح والقوانين، عازماً على مقاضاة كل من شارك في تدمير "الوحدة". *يقولون إن "خالد يسلم" رجل عنيد جداً، وأن عناده أشد من عناد "شعب إب" على أرضه في أيامه الخوالي.. ويشيرون بالإبهام والسبابة وبقية الأصابع بأنه رجل لا يخشى المخاطر وأنه يجيد ركوب الموجات طالما وأن "الحق" إلى جانبه.. *تحول "خالد" في زمن القحط "الوحداوي" إلى بطل في نظر المغلوبين على أمرهم.. وتحول من قيادي وحداوي سابق إلى "سبع" مدهش.. يطوف المحاكم ليلاً ونهاراً لتطهير ناديه من "دنس" المزورين والمتاجرين بسمعة النادي الذي كان "دوحة" يستظل تحتها أبناء النادي. *لم يأبه لتحذيرات "الادميرال".. لم يلتفت إلى الأهواء والأرزاء..ر كب موجة المخاطر لأجل عيون "الوحدة".. لم يركن لعمليات تقطيب الجبين لأطراف تلعب بخضران العيون.. باشر رحلة الحق ضارباً موعداً مع "المصداقية" التي باتت هذه الأيام في مزاد "أسماك القرش المفترسة".. غير مبال بعبدالحليم حافظ وهو ينشد: طريقك يا ولدي مسدود..! *عز عليه أن يرى ناديه يتعرض لأكبر عملية "قرصنة" من طرف "حماة" الحق.. وعز عليه أن يرى ناديه تعصف به المخالفات والمفارقات.. كما عز عليه أن يرى "الباطل" يحكم من "المقايل".. والبالونات المنفوخة تتحكم في مصير النادي الذي يفترض أنه يحمل اسم "الوحدة". *خالد رفض كل الإغراءات، رفض أن يكون مشاهداً في إدارة "الواد سيد الشغال".. رفض أن يساهم في تدمير ناديه.. رفض أن يخلد ذكرى لتزوير "ممسرح" لم تر الرياضة اليمنية مثيلاً له. عوّل كثيراً على الوزير "معمر الإرياني".. كان يظن وبعض الظن ليس أثماً أن للوزير "قوة" و"سطوة"، وأنه سيقف لإعلاء الحق ودحض الباطل وإقامة الحد على من يزورون ويلوكون مستحقات الشباب بنظام "لبان أبو حربة"، ويستبدلون الحقوق بعقوق، طمعاً في طاعة عمياء ترضي غريزة من يبلُّون اللوائح والقوانين ويشربون ماءها..! للأسف القليل ظهر الوزير مثل الفأر "جيري" وهو يحاول الهروب من تنكيل القط "توم". كان "خالد "يعتقد أن الوزارة هي وسادة الضمير، وأن وزيرها سيقيم الدنيا ولن يقعدها خصوصاً وأن ممثله تعصب للباطل عيني عينك.. رافضاً لأي توجيه من رئيسه.. *لم أصادف رجلاً عنيداً مثل "خالد".. توقعت أن يكون موقف الوزير المحابي للمزورين قشة ستقصم ظهر "خالد".. توقعت أن الرجل سيقول لنفسه مثل غيره من قيادات النادي السابقة ذات المرجعية الملغية: وأنا مالي ومال وجع القلب. *لكن "خالداً" أقسم بخضرة الوحدة وغصونها الدانية ونمارقها الخضراء المصفوفة في متحف الذكريات أن يملأ السماء ضجيجاً وأن يزلزل الأرض تحت أقدام من يدعون وصلاً بالوحدة. *اختار قلة الراحة للانتصار في معركة الأخلاق والقيم والمبادئ.. واختار الأسلوب الحضاري لاسترداد تاريخ ناديه.. رفع "خالد" القضية تلو الأخرى، من جلسة إلى أخرى، كان يدمغ اتهاماته بأدلة قاطعة مانعة.. كان ذكياً وهو يحتفظ ببعض الكروت لوقت اللزوم.. خلط الأوراق ونال أحكاماً قضائية طعنت في مشروعية إدارة التزوير ومن ثم إدارة "التضليل" و"التطبيل".. *لم يكن الرجل يبحث عن الشهرة ولا عن دور بطولي، لكنه تصدى لعنجهيات "اليماني" المضللة.. كشف المستور، وفضح ممارسات الزيف والإفك والبهتان.. وبدلاً من أن يثور "الوزير" ويخجل من موقفه السلبي والانتصار للحق بدعم قضائي، فضَّل صاحبنا السكوت ووضع طيناً في أذنه اليمنى ووقراً في أذنه اليسرى.. ويا له من وزير يبعث على الشفقة والرحمة والرثاء في آن واحد.. *انتصر "خالد" في معاركه القضائية، ونزع ورقة التوت عن "أبالسة" الزمن الأصفر، من جيبه الخاص كان يصرف، ومن إيمانه بعدالة قضية ناديه كان يتنفس، ومن الوجوه الوحداوية المستبشرة بعصر نظيف كان يستمد قوته. *تكالبوا عليه وشكلوا "لوبي" لإضعافه وتقليص نفوذه ولم يفلحوا.. زرعوا في طريقه الأشواك وملأوا أرضه بمسامير "مذحلة" في محاولة لترهيبه وعرقلة مسيرته، لكنه عنيد، والعناد قاده ليحفظ كبرياء "الوحدة" وليعلم أبناء "الفيحاء" معاني الانتفاضة ضد "المخالفات" التي لا يقر بها ناديه. *لست أجد فارقاً بين "مرتضى منصور" الزمالك و"خالد يسلم" الوحدة.. الاثنان يموتان في حب ناديهما.. الفارق أن لمرتضى لساناً سليطاً أدخله غياهب السجن ذات مرة، في حين أن لخالد طاقة نشاط تفرض عليه أن يرفض المساومات أو أن يكون طرفاً في سبع سنوات يوسف العجاف، ستقود أصحابها إلى "قضبان" المساءلة عاجلاً أم آجلاً..! *إذا كنت في سفينة معارضي "خالد يسلم" فسأكون أول من يرفع له القبعة.. وأول من يعيد ترتيب حساباته، والاعتراف بأن الكذب طريقه عسير وحبله قصير، وأن التباهي بالتزوير لنصرة من يسندونهم مضرة لا تجلب لصاحبه سوى الاحتقار. ما أحوجنا لأن نراجع ذاتنا، وما أحوجنا لنتعلم من تجربة "خالد يسلم".. وما أحوجنا أن نكون مثله نرفض الإذلال والتلاعب بمشاعر الجمعيات العمومية، وكم هو رائع أن نكون عنيدين ولا نخشى في قول كلمة الحق لومة شيخ أو قبيلي..! ترى ما رأي أخينا معالي وزير الشباب والرياضة الذي يحتاج لتعاطي حبوب الشجاعة من صيدلية "خالد يسلم" المناوبة في الشيخ عثمان؟!