أولا: تعريف المجهود الحربي : يشير مصطلح المجهود الحربي ، في السياسة والتخطيط العسكري ، إلى التعبئة المنسقة لموارد المجتمع - الصناعية والبشرية على حد سواء - لدعم القوة العسكرية. واعتمادًا على عسكرة الثقافة والحجم النسبي للقوات المسلحة والمجتمع الداعم لها وشكل الحكومة والدعم الشعبي للأهداف العسكرية ، وهو : من أهم الإعمال العسكرية والحربية ، التي يفرضها الدين الاسلامي الحنيف ، بل ويفرضه جميع الديانات السماوية والأنظمة والقوانين الوضعية ، على أبناء المجتمع ، دعما ومناصرة للجيش ماديا ومعنويا ، لتحقيق القوة العسكرية المطلوبة ، في مواجهة العدو ، وحماية الدين والوطن . ولكي نقف على أهم قواعد مقاصد المجهود الحربي ، ينبغي الرجوع الى المفاهيم الشرعية ، التي ينبثق منها هذا المصطلح العظيم ، فللمجهود الحربي ، في الدين الاسلامي الحنيف ، مفاهيم شرعية واجبة الفعل على كل مسلم بالغ عاقل ، كما أنها لا تسقط عن كل مسلم مكلف شرعا القيام بها . حيث يطلق المجهود الحربي ، في المفهوم الشرعي ويقصد به : النفير العام ، قال تعالى : أيها الذين أمنوا انفروا خفافا وثقالا وقد يطلق ويقصد به : الجهاد في سبيل الله ، قال تعالى : جاهدوا بأنفسكم وأموالكم في سبيل الله . قال ابن تيمية . رحمه الله تعالى - والجهاد هو بذل الوسع والقدرة في حصول محبوب الحق ، ودفع مايكرهه) ، وقال أيضًا : (... وذلك لأن الجهاد حقيقة الاجتهاد في حصول ما يحبه من الإيمان ، والعمل الصالح ، ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان... أما في المفهوم السياسي فيقصد به : التعبئة العامة ، حيث نصت المادة 119) على أن من اختصاصات رئيس الجمهورية : إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة وفقاً للقانون. وهي المهام والواجبات التي يدعو اليها رئيس الدولة أبناء الشعب للقيام بها لمناصرة الجيش والأمن ، في الاحداث الانساية ، والأزمات السياسية ، والكوارث الطبيعية والحروب . والمجهود الحربي من المفاهيم العسكرية الاسلامية حيث اعتمده نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في صدر الاسلام ، ولم يُستخدم هذا المفهوم بصفة عالمية ، إلا في العقد الأخير من القرن الثامن عشر، عندما دعا قادة الثورة الفرنسية إلى هبة شعبية وتعبئة عامة للمجتمع لمناصرة جيشهم الوطني ، لمنع القوات الملكية البريطانية من استعادة السيطرة على الحكومة الفرنسية ، وقد تم لاحقًا تكييف المفهوم واستخدامه من قِبل روسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ، لا سيما خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. وتمت صياغة مصطلح المجهود الحربي بالتزامن مع هذه الجهود . ثانيا : قواعده الرئيسية : يستقيم المجهود الحربي على قاعدتين اساسيتين هما : قاعدة الدعم المادي : وتحقق هذه القاعدة بأمرين : الامر الاول الدعم البشري ، وهو أن تدفع بنفسك الى معسكرات التجنيد الخاصة بالجيش ،شريطة أن يكون المجند مسلم بالغ عاقل سليم من الاضرار والإمراض ، التي لا يرجى منها شفاءه ، وأن يجتاز شروط التجنيد المعمول بها في الجيش الذي يريد الانتماء اليه . وهذه أعلا واقوة مراتب الدعم المادي للجيوش. الامر الثاني :الدعم المالي : ويشترط فيه أن تكون مخولا في المال وتمتلك حق التصرف فيه ، وأن يكون لديك من المال فائض عن قوتك اليومي انت واهلك ، وأن تكون من الافراد الذين لم تنطبق عليهم شروط التجنيد . فإذا توفرت هذه الشروط وجب عليك شرعا الاتي: 1 أن تدفع بقسط من المال ، الى بيت مال المسلمين ، يقرره رئيس الدولة ، أو القائم بأمره في المحافظات . 2 تجهيز أحد المجندين بكل مايلزم من سلاح وعتاد ، 3 شراء سلاح ووقفه في بيت مال المسلمين دعما للجيش . 4 أن تخلف احد الجنود بالنفقة على أهله حتى يرجع . 5 مراقبة المشبوهين ورصد تحركاتهم وابلاغ جهات الاختصاص عنهم. 6 عدم ايواء المحدث المجرم أو من فيه ضرر على الجيش وأبناء المجتمع ، مهما كانت قرابته ،إذ أن إيواء المحدث ينبغي فيها توفير السكن والمطعم والمشرب ، والمعلومات ، وهذه تتعارص وتتصادم كليا مع قواعد المجهود الحربي . ويعتبر الدعم المادي بشقيه البشري والمالي ،من أحب الاعمال الى الله ، في دعم ومناصرة الجيش ، قال تعالى : جاهدوا بأنفسكم واموالكم في سبيل الله ،وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ احْتَبَسَ فَرَساً فِي سَبِيلِ الله إيمَاناً بِالله، وَتَصْدِيقاً بِوَعْدِهِ، فَإنَّ شِبَعَهُ وَرِيَّهُ، وَرَوْثَهُ، وَبَوْلَهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ». والخيل يقصد به السلاح فهو أعظم سلاح حربي في صدر الاسلام ، وعن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ الله فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً فِي سَبِيلِ الله بِخَيرٍ فَقَدْ غَزَا». متفق عليه.: وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم كل من لم يناصر الجيش ماديا ومعنويا و توعد بعقوبة عظيمة في الدنيا والاخرة ، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ لَمْ يَغْزُ، أَوْ يُجَهِّزْ غَازِياً، أَوْ يَخْلُفْ غَازِياً فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ، أَصَابَهُ الله بِقَارِعَةٍ قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ». القاعدة الثانية هي : الدعم المعنوي : وتحقق بأمرين أيضا ، الامر الاول :وهي الكتابة ، والخطابة والشعر ، والإعلام والصحافة ،فإذا توفرت فيك هذه المطالب وجب عليك شرعا القيام بالتي : 1 رفع معنويات الجيش ، بالخطب الحماسية ،والشعر، والكتابات الصحفية ، والتقارير الاعلامية ،إذ الواجب شرعا في حق الجيوش ، رفع المعنويات وعدم تثبيط الهمم . 2 رفع معنويات المجتمع بما يقوي روح التماسك في الجبهة الداخلية ، ويشجعهم على الثبات مع الجيش مهما طال أمد الحرب. 3 تحريص أبناء المجتمع على التضامن والتعاون مع الجيش ماديا ومعنويا . 4 نشر الاشاعات والدعايات المضادة التي تشكك في أهداف العدو ، وتضرب معنوياته وتفكفك قوة تماسكه في جبهته الداخلية . 5 التصدي بقوة لكل الاشاعات والدعايات المعادية ، التي تستهدف معنويات الجيش والمجتمع ،وتكذيبها وتفنيدها بسرعة فائقة . 6 التصدي بقوة لكل من يسيئ للجيش ، سواء من المنافقين على المستوى الداخلي ، أو من الاعداء على المستوى الخارجي ،إذ المعلوم شرعا تحريم الاساءة للجيوش ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يربي أصحابه رضوان الله عليه ، على هذا الفعل ويحثهم على العمل به في الحروب ، ومن ثم استغلال تلك الاساءة في تحريض المجتمع ، عبر كافة وسائل الاعلام ، على الانتقام ممن يسيء لجيشهم الوطني . 7 مراقبة المشبوهين ورصد تحركاتهم وابلاغ جهات الاختصاص عنهم. 8 عدم ايواء المحدث المجرم أو من فيه ضرر على الجيش وأبناء المجتمع ، مهما كانت قرابته ،إذ أن إيواء المحدث ينبغي فيها توفير السكن والمطعم والمشرب ، والمعلومات ، وهذه تتعارص وتتصادم كليا مع قواعد المجهود الحربي . الامر الثاني : الدعاء بالقلب :ويشترط في هذا الامر عدم توفر الشروط المطلوبة للتجنيد ، عدم توفر المال ، عدم القراءة والكتابة أو المهارات الاخرى. والجهاد بالقلب هنا ليس كما ورد في حديث تغيير المنكر ، أن يكون بيده أو بلسانه أو بقلبه وذلك أضعف الايمان ، فلا مجال للضعف في هذا الموضع ، فالجيوش تحتاج الى قوة معنوية فاعلة تحركها الى ساحات الوغى ،كما أن العدو يحتاج الى قوة ضاربة عند المواجهة . وبالتالي ينبغي على المجاهد هنا الاتي : 1 أن يكون يمتلك قلبا قوي العقيدة مليئ بالإيمان يلهج بحرارة الضراعة والتوسل الى الله ، بنصر الجيش ، وأن يحرص على صلاة النافلة وصيام التطوع ، والإلحاح في الدعاء بنصر الجيش وتخذ يل العدو . 2 إذا كان معاق حركيا وأعجم ويجيد القراءة والكتابة فينبغي عليه أن يكتب وينشر مايستطيع نشره عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام . 3 عدم ايواء المحدث المجرم أو من فيه ضرر على الجيش وأبناء المجتمع ، مهما كانت قرابته ،إذ أن إيواء المحدث ينبغي فيها توفير السكن والمطعم والمشرب ، والمعلومات ، وهذه تتعارص وتتصادم كليا مع قواعد المجهود الحربي . هذا ما استطعت نقله وتلخيصه وتبسيطه في هذا الباب ارجو من كل من قرءه أن يقوم بنشره حتى تعم الفائدة ويعلم أبناء المجتمع اليمني ماهو الواجب الشرعي تجاه التعاون مع جيشهم الوطني في مثل هذه الامور والاحداث العصيبة ..