شكراً لأولئك المنظرين في علم النفس الذين تحدثوا وقدموا نظرية »الإسقاط« منذ زمن بعيد، التي أظهروا من خلالها حالات إنسانية يتسم أصحابها باللجوء إلى اتهام الآخرين ووصفهم بصفات قد لاتكون فيهم بل في قائليها.. فنجد المتحدثين عن الأمانة والنزاهة والشرف هم الأكثر لصوصية وفساداً وخيانة للأمانة. لذا لم يكن يدهشني أن أجد زميلاً أكاديمياً يتحدث عن فساد شخص أو مسئول ما لأنه تجاوز القوانين، في حين أن هذا المتحدث يدرك يقيناً أن تعيينه في الجامعة كان فساداً صارخاً ومخالفة واضحة لكافة القوانين والتقاليد بل والأعراف الاكاديمية. وذلك الذي وقف طويلاً مراراً وتكراراً أمام مكتب المسئول الأول في مؤسسته كي يحصل على امتياز خاص يخالف كل القواعد المهنية.. هاهو اليوم يقود مسيرات ترفع لافتات المطالبة بمحاسبة ذلك المسئول الأول لأنه فاسد. وتلك السيدة التي لم تترك أحداً من المارة في الشارع إلا استوقفته لتحدثه عن فساد رؤسائها في العمل ليس لشيء سوى أنهم قرروا التوقف عن منحها المزيد من الامتيازات غير القانونية وكأن لسان حالها »قطع العادة عداوة«. أفلا يستحق هؤلاء وأمثالهم زيارة »مرشدين نفسيين« قلدكم الله؟! أستاذ علم الاجتماع المشارك - جامعة تعز نقلاً عن صحيفة تعز