احتفل العالم بالسنة الجديدة، وكانت إمارة دبي هي البقعة المضيئة في الخارطة العربية التي تميَّزت بهذا الاحتفال.. ولا داعي للتمنِّي بأنه لو تم صرف نفقة الألعاب النارية للفقراء.. فليس في الإمارات فقير، وليس فيها مسكين أو يتيم أو غارم أو ابن سبيل، وليس فيها متسوِّل. نعم، ليس فيها يتيم، فالأيتام لا يشعرون أنهم فقدوا آباءهم ما دام محمد بن راشد آل مكتوم قد ألغى مفهوم اليُتم حين أصبح أباً للجميع.. هذا الرجل الذي أطلق مشروع "كفالة مليون يتيم" من كلِّ الأقطار العربية والأفريقية. إمارة أبوظبي، أيضاً، كانت مضيئة كقلوب مواطنيها.. لذلك من حق هذا البلد أن يحتفل وأن يجعل السنة بأكملها أعياداً.. فقد أظهرت استبيانات أن شعب الإمارات أسعد الشعوب في العالم كافة، وليس على مستوى الخريطة العربية. في دبي تشعر أنك تتنفَّس الأمان، وتمتلئ به.. هذا الأمان الذي جعل أفئدة الناس تهوي إليهم، وجعل رجالَ الأعمال والمستثمرين يشدُّون رحالهم صوب هذه الأرض الآمنة ليستثمروا بأمان.. وجعل العمالة من كلِّ بلاد شرق آسيا يقصدونها طلباً للرغيف الدافئ والمرقد الآمن.. فحين يقول الله تبارك وتعالى "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، فإنه يختزل أهم الأساسيات التي يحتاجها الإنسان ليعيش حياة كريمة. في دبي- رغم أنها الوجه العربي الجميل- تشعر أنك في بقعة غير عربية، لشدَّة الأمان الذي يحيط بها.. فقد أصبحت الأقطارُ العربية كلها مفخَّخةً بالتكفيريين، ولم تعد هذه الأقطار تنشط في شيء قدر نشاطها في التفجيرات والاغتيالات وصناعة الأحزمة الناسفة والفتاوى المدمرة. شكراً دبي، لأنكِ أضأتِ شاشاتنا وأرواحنا، وأعدتِ لنا بعضَ الثقة أن بإمكان العرب أن يكونوا في صدارة العالم، كما هو الأنموذج الإماراتي.. وستبقى دبي في الصدارة ما دامت تؤمن بحق الإنسان في الحياة.