تواصلت أمس المواجهات بين الجماعات المسلحة (الإخوان المسلمين والحوثيين) في محافظة الجوف بالسلاح السيادي (دبابات وراجمات الصواريخ والمدافع) المنهوب معظمه من معسكرات الجيش أثناء الأزمة 2011م. فيما تواصلت ردود الأفعال السياسية الداخلية والخارجية تجاه سقوط مدينة عمران وخسارة جماعة الإخوان المسلمين لها بعد معارك دامية بمختلف أنواع الأسلحة أسفرت لصالح جماعة الحوثي التي نظمت أمس مسيرة استعراضية انطلقت من داخل مقر قيادة اللواء 310 مدرع كان مسلحوها قد سيطروا عليه الثلاثاء. وقالت مصادر محلية وعسكرية محايدة ل"اليمن اليوم" إن المواجهات في الجوف على أشدها في جبهتين الأولى في منطقة الصفراء التابعة إدارياً وفق التقسيم الإداري الجديد لمديرية مجزر محافظة مأرب، فيما الثانية غرباً على بعد 25 كيلو وتحديداً في منطقة الساقية التابعة إدارياً لمديرية الغيل. وأوضحت المصادر بأن الحوثيين يتمركزون في موقع الصفراء والتباب المنتشرة على الخط الرابط بين مأربوالجوف، فيما يتمركز مسلحو الإخوان (الإصلاح) في تبة شرق الصفراء ونقطة الحجر على الخط، والتي كانوا سيطروا عليها الأسبوع الماضي. وبحسب المصادر فإن الطرفان يستمدان السلاح الثقيل وسط قتلى وجرحى من الطرفين، مشيراً إلى أن أعداداً كبيرة في صفوف الطرفين من خارج الجوف. وفي أول حديث له اعتبر رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أن ما حدث في عمران لا يمثل تهديداً لطرف أو حزب أو قوى بعينها بقدر ما يمثل تهديدا لاستقرار وأمن اليمن بصورة شاملة، معلنا خيارات الدولة للجماعات المسلحة المتقاتلة التي قال أنه يجب عليها وفي مقدمتها جماعة الحوثي تنفيذها دون مواربة ، وعدم التمادي في اختبار صبر الدولة. جاء ذلك في اجتماع عقده الرئيس هادي أمس بصنعاء وضم رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي، ورئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة، ونائبي رئيس الوزراء ومستشاري رئيس الجمهورية ووزراء الإعلام والداخلية والمالية ورئيسي الجهاز المركزي للأمن السياسي وجهاز الأمن القومي ورئيس الاستخبارات العسكرية، طبقا لوكالة الأنباء الحكومية (سبأ). وأضاف: ربما قد فهم صبر الدولة وتعقلها في التعامل مع قضية عمران على أنه ضعف أو تخلي عن المسؤولية وخرجوا عن المنطق وعن الحلول السلمية بالميل إلى العدوان والحرب. وقال هادي في حديثة أنه لا يمكن التحدث عن ما يحصل هنا في اليمن بمعزل عن ما يدور من صراع في المنطقة خصوصا في العراق وسوريا ، فهناك قوى إقليمية تدفع بكل قوتها لجعل البلد ساحات صراع إقليمية. مضيفا:" نحن هنا لن نسمح بذلك لأن الشعب اليمني ومؤسسات الدولة ستكون هي الضحية " .. مؤكدا أن المطلوب الآن ودون مواربة خروج كل الجماعات المسلحة من غير أبناء محافظة عمران وعودة الحوثيين إلى صعدة مع تسليم كافة الأسلحة والمعدات وإخلاء كافة المباني والمعسكرات التي تم الاستيلاء عليها من جماعة الحوثي والعمل بكل ما هو ممكن من أجل تجاوز الأحداث المؤلمة بمزيد من التلاحم والوحدة والاصطفاف الوطني ورفع الوعي المجتمعي بمخاطر الصراعات ذات النزعات الجهوية والطائفية والمناطقية أو الحزبية باعتبارها مسؤولية تقع على كافة القوى السياسية بكل مكوناتها. وتابع بالقول أنه لا يمكن التهاون أمام استمرار هذه الصراعات وسيتم العمل بكل حزم وقوة للبدء في استرجاع أسلحة الدولة ونزع كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كل الأطراف دون استثناء وسيتم العمل على إخلاء كافة المواقع وخاصة من جماعة الحوثيين. وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة الاصطفاف الوطني الواسع وتقارب كل القوى السياسية مع بعضها من أجل الحفاظ على الاستقرار والسكينة العامة واستكمال العملية السياسية بصورة كاملة وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل وإنجاز بقية بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بصورة نهائية .. مؤكدا أن استخدام السلاح والعنف لا يمكن أن يحقق أي غرض خارج عن الإجماع الوطني المتمثل في مخرجات الحوار الوطني الشامل ولا يمكن لأي جماعة أو حزب أو جهة أو قبيلة أن تفرض على الوطن اليمني أي شيء غير ذلك. من جهته دان الاتحاد الأوروبي بشدة العنف الذي هز مدينة عمران والمناطق المحيطة في الأيام الماضية محدداً أطراف المواجهات (عناصر حوثية، ومجموعات إصلاحية وسلفية ومجموعات مسلحة أخرى ووحدات من الجيش) نتيجة المواجهات بين العناصر الحوثية ومجموعات إصلاحية وسلفية ومجموعات مسلحة أخرى ووحدات من الجيش. وفسر مراقبون الإشارة إلى مجموعات مسلحة أخرى ضمن صفوف الإصلاح بأنها عناصر تابعة لتنظيم القاعدة. ودان الاتحاد الأوروبي- في بيان صادر عن المتحدث الرسمي حول الوضع في شمال اليمن، سقوط ضحايا خاصة بين المدنيين، وحث جميع الأطراف على الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار، خاصة الاتفاق المبرم في 22 يونيو، الموقع عليه حزب الإصلاح (الإخوان) والحوثيين، وعلى السماح بالوصول الإنساني الفوري دون أي عرقلة إلى المناطق المتضررة. وشدد الاتحاد الأوروبي على أهمية احترام كافة الأطراف المعنية، خاصة وحدات الجيش، لسلطة الدولة، في إشارة إلى تمرد بعض الوحدات وخوضها المعارك دون أوامر من وزير الدفاع، مؤكداً إن الأعمال الرامية إلى إيقاد العنف في الشمال تقوض عملية الانتقال في اليمن. وأشار الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة تسليم كل الأطراف للأسلحة والذخيرة إلى السلطات الوطنية بما ينسجم مع توصيات مؤتمر الحوار الوطني والمشاركة الكاملة في العملية السياسية تحت قيادة الرئيس هادي، منوهاً إلى قرار مجلس الأمن برقم 2140 والذي يُعد إشارة واضحة إلى أي معرقل يهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن. إلى ذلك نظم أنصار الله الحوثيين ظهر أمس مسيرة انطلقت من داخل مقر اللواء 310 مدرع إلى أمام مبنى المحافظة جنوبالمدينة. وقال مراسل "اليمن اليوم" إن 35 سيارة بينها أطقم كانت تابعة للواء اصطفت في المسيرة تحمل مئات المسلحين الحوثيين، وكان في مقدمة المسيرة طقمين الأولى كان ضمن أطقم خاصة بموكب قائد اللواء العميد حميد القشيبي الذي قتل إثر معارك الثلاثاء، والثاني كان خاص برئيس أركان اللواء ناصر مانع السقلدي. وخلال المسيرة ردد الحوثيون شعارهم المعروف بالصرخة (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل....) وأضاف مراسل الصحيفة أن أمام كل مرفق حكومي يتواجد مسلحون حوثيون يقولون أنهم يتولون حراستها فقط حتى عودة الحياة إلى طبيعتها.