أحكمت جماعة أنصار الله "الحوثيين" سيطرتها فجر أمس الجمعة على قلعة الحديدة التاريخية التي كان يتمركز فيها عناصر الحراك التهامي – الفصيل المناهض للحوثيين- والساحة الواقعة أمام القلعة بشارع الكورنيش على الساحل. وقال مراسل "اليمن اليوم" إن الفعالية التي كان قد دعا لها الحراك التهامي لأداء صلاة الجمعة في ساحة القلعة, باءت بالفشل ولم يستطيعوا حتى الاقتراب من الساحة. وكان تبادل كثيف لإطلاق النار حصل بين عناصر من الحراك التهامي ودورية تابعة للجان الشعبية (الحوثيين) مساء الخميس, نتج عنه سقوط قتيل وثلاثة جرحى من أنصار الله (الحوثيين), وإصابة آخر من الحراك التهامي وشخص كان متواجدا في المنطقة أثناء الاشتباك. واتهم الحراك التهامي المسلحين الحوثيين بالاعتداء على شباب الحراك مستخدمين أنواعا متعددة من الأسلحة, موضحاً في بيان -تلقت "اليمن اليوم" نسخة منه- أن شباب الحراك التهامي اضطروا إلى التعامل مع الموقف، واستطاعوا السيطرة على أحد الأطقم العسكرية التي كان يستقلها الحوثيون والقبض على أحد مسلحيهم وتسليمه للبحث الجنائي. وأشار البيان إلى أن الحراك التهامي سحب عناصره من الساحة إثر وساطات رفيعة لتهدئة الوضع. من جهة أخرى حذر مصدر في السلطة المحلية بمحافظة الحديدة من مساعي بعض الأطراف ل"تحويل الحديدة إلى بركة دماء", حد وصفه, مؤكداً ما نشرته "اليمن اليوم" في وقت سابق من تلقي الأجهزة الأمنية بالحديدة بلاغات تفيد بدخول عدد من الانتحاريين إلى المدينة والمديريات المحيطة بها. وأفاد "اليمن اليوم" ذات المصدر بأن الساعات الماضية التي تلت اشتباكات الحوثيين وفصيل الحراك التهامي المناهض لهم مساء الخميس, شهدت احتشادا مسلحا في بعض الأحياء المحيطة بحارة "اليمن", عوضا عن انتشار مسلحين "ملثمين" في أكثر من مكان بالمدينة. وقال المصدر "لم يسبق أن شهدت الحديدة تواجدا لمسلحين ملثمين بهذا الشكل", وأضاف متسائلاً: "إذا كان هؤلاء المسلحون من عناصر الحراك التهامي الرافض للتواجد الحوثي, فلماذا يغطون وجوههم؟ وينطبق الأمر كذلك على أنصار الله". وفيما أكد المصدر ما نشرته "اليمن اليوم" في عدد سابق بخصوص تلقي الأجهزة الأمنية بلاغات بدخول عدد من عناصر تنظيم القاعدة إلى الحديدة, إلا أنه أفاد بأنها لم تأخذ تلك البلاغات بعين الاعتبار, قائلا: "لدى الأجهزة الأمنية بلاغات بعناصر من تنظيم القاعدة وبعض البلاغات مرفقة بصور وبيانات كاملة عن المبلّغ عنهم, ومع ذلك فإنها لم تتحرك من مكانها".